قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

نساء الأنبار.. صحوة مسلحة في سبيل الأطفال !
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى/ متابعات:
بدأت ظاهرة تدريب النساء في محافظة الانبار، على اطلاق النار وحمل السلام، من مسدسات وبنادق، تثير الانتباه والفضول، لاسيما عند وسائل الاعلام الاجنبية، ومنها وكالة الصحافة الفرنسية التي نشرت مطلع الاسبوع، تقريرا يتناول هذه الظاهرة واسبابها. ويوقل التقرير أن موجة العنف التي عمّت العراق في السنوات الماضية وسيطرة الجماعات الارهابية على عدة مناطق بينها الأنبار، تشكلان المبرر الرئيسي للبحث عمّا يضمن أمن العائلة في تلك المناطق. ويعد المسدس السلاح الرئيسي الذي يتدربن عليه لسهولة حمله، بينما يتدرب عدد محدود من النساء على استخدام "الكلاشينكوف" في المناطق الريفية غالباً.
وتقول غادة أحمد، أم أنور (24 عاماً) زوجة الملازم فراس العيساوي في شرطة الفلوجة: "في غياب الأزواج، باتت زوجات رجال الشرطة مسؤولات عن حماية العائلة في الليل" وتضيف أم أنور وهي أم لأربعة أطفال، أكبرهم في السادسة، وهي تحمل بندقيتها، بثقة عالية: "حتى عندما يعودون يكونون متعبين فنتركهم يرتاحون ونتولى نحن حراسة المنزل". وتتدرب أم أنور مع زوجها على إطلاق النار من بندقية كلاشينكوف وبندقية صيد، في مزرعة العائلة غرب الفلوجة. ويؤكد فراس زوجها، أن "سوء الأوضاع الأمنية، وكوننا أهدافا دفعانا الى تدريب نسائنا على استخدام السلاح".
ولم يقتصر الأمر على زوجات عناصر الشرطة أو الموظفين الحكوميين، بل شمل حتى زوجات الإعلاميين من أهالي الأنبار، مثل أم سامر (32 عاماً) زوجة سعد العاني (42 عاماً) وهو مراسل إحدى القنوات الفضائية. وتقول أم سامر "أنا فخورة لكوني أصبحت قادرة على حماية أولادي وبيتي"، مؤكدة أنها لا تحمل السلاح "إلّا في المنزل". ويرى قائد شرطة الأنبار اللواء بهاء القيسي، أن تدريب النساء "ظاهرة حضارية ولا مانع لدينا من ذلك"، مؤكدا أن "عددا من أعضاء مجلس المحافظة دربوا نساءهم". ويضيف: "ليس لدينا عدد كافٍ من عناصر الشرطة لتأمين حماية منازل المسؤولين وعناصر الشرطة ولا منازل المواطنين في غيابهم".
أما زوجة أحمد كريم (32 عاماً) والذي يعمل مفوضا في شرطة الأنبار، فهي تكره السلاح وأزيز الرصاص، لكن خوفها على أبنائها وبيتها من الإرهابيين أجبرها على تعلم إطلاق النار، وتؤكد المرأة البالغة من العمر(27 عاماً) وهي تتلقى التدريب من زوجها أحمد على استخدام المسدس في حديقة المنزل: "أكره استخدام السلاح وحمله وصوت الرصاص، لكن الوضع الأمني وخوفي على أبنائي وبيتي أجبراني على ذلك". ويبدو حالها كحال كثير من زوجات الموظفين الحكوميين ورجال الأمن، خصوصا ضباط الشرطة الذين يتغيّبون أياما في المحافظة التي كانت أحد أهم معاقل تنظيم القاعدة في السنوات الماضية. ويقول زوجها (32 عاماً) " دربتها على استخدام المسدس للدفاع عن الأولاد والبيت عند الضرورة أثناء غيابي". وأشار كريم الى تعرض منزله قبل أشهر لمحاولة اقتحام من مسلحين مجهولين، وعندها لم تجد زوجته، وهي أم لولدين وابنة أكبرهم في الثانية عشرة، ما تدافع به عن أولادها وبيتها "غير الصراخ والعويل"
ـــــــــــــــــــ