قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الرياضة الصديق النصوح لشباب اليوم
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة *إعداد / إيمان عبد الأمير
اللياقة البدنية، الشغل الشاغل لشباب اليوم، فهي المنظر الجميل والأهم من ذلك تأمين الجانب الصحي، حيث تؤكد الحقائق العلمية إن البدانة تحتل نسبة عالية من عوامل ظهور الحالات المرضية في جسم الانسان... هذا صحيح ولا يماري فيه أحد، لكن ما السبيل اليه؟
يقول المختصّون إنّه لابدّ من تربية الجسد والاهتمام بالجانب الصحّي وتقويته حتّى يتمكّن من اداء وظائفه المناطة به. إن الحصول على القوّة البدنيـة ليس شـيئاً ترفياً، وإنّما هو جزء من مسؤوليتنا الدينية، وهو ما يدعونا اليه القرآن الكريم من باب الاستعداد للشدائد والمواجهة، تقول الآية الكريمة: "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة". وجاء في الحديث النبوي الشريف تشجيع وحثّ على الرياضة، حيث قال (صلى الله عليه وآله) ما مضمون الحديث: علّموا أولادكم ثلاث: السباحة والرماية وركوب الخيل.
وإذا كانت أعضاء الجسد، أو الجسد برمّته أمانة الله لدينا، فإنّ من حسن رعاية هذه الأمانة، وأداء الشكر لهذه النعمة، أن لا نعرّضها إلى التلف والأمراض والأوبئة التي تفتك بها، مثلما علينا أن نطوّرها ليكون أداؤها أفضل وانجازها أكبر، وبذلك نكون قد حفظنا الأمانة وقدّمنا الشكر على هذه النعمة وبالشكر تدوم النعم.
وفي فترة الشباب قد ينشأ الاضطراب النفسي، و دواعيه في هذه المرحلة كثيرة، وتُعد الرياضة من بين وسائل تسريب هذا القلق أو الاضطراب، واقتصاصه والتنفيس عنه، فهي تمتصّ شحنات النفس المتوترة، وتترك في نفسية الرياضيّ مرحاً وخفّة وثقة واندفاعاً نحو العمل والنشاط، ثمّ أنّ الشباب قد يصطحبون معهم إلى ساحة شبابهم ذيولاً من طفولتهم اللاّهية العابثة. وبما أنّ الرياضة نظام وقواعد واُصول فإنّها تعلّمهم كيفيّة الصبر والانضباط والتحمّل، وبعضاً من الفضائل الأخلاقية كالمحبّة والتعاون والإيثار.
وباعتبار الشباب هي مرحلة النموّ البدنيّ، فقد يتناول البعض وفي هذه الفترة، كمِّيات كبيرة من الطعام مما يتسبّب في سمنتهم وترهّل أجسادهم إذا لم يصرفوا تلك الطاقة في الجهد والحركة. وتأتي الرياضة لتذوِّب الشحوم الزائدة، وتُنقِّي الجسم من الشوائب والسموم التي تتركها الوجبات الغذائيّة الدسمة الثقيلة، وما أكثرها وأسهل تحضيرها في الوقت الحاضر، حيث يواجه الشاب أصناف مختلفة من الأطعمة والأشربة المعلبة، هي تحمل عناصر السمنة، مثل النشويات والسكريات والدهون المصنّعة. وكل ذلك يمكن ملاحظتها بوفرة في أنواع البطاطا المقلية المعلبة (الجبس) والمشروبات الغازية والحلويات والشوكولاتا والمعجنّات الجاهزة وغيرها كثير.
وفوق هذا وذاك، ففي سـنّ الشباب ينصبّ الاهتمام على الذات وبناء الشخصية، وقد يتركّز اهتمام البعض من الشباب، لاسيما الفتيات على بناء قواهم العقلية والروحية وينسون أو يتناسون قواهم البدنية، في حين أنّ دور الرياضة دور إضافة القوّة المادية إلى القوّة غير المادية حتّى يتكامل المظهر مع الجوهر، وتتناسق البسطةُ في العلم مع البسطة في الجسم .
وفي سنّ البلوغ، حيث الفتيات أسرع نموّاً من الشبّان، يرى المختصّون في الشأن الرياضي أنّ من المستحسن للفتيات أن يمارسنَ الرياضة الخفيفة للحفاظ على رشاقتهنّ وصحتهن، على أن يحاذرن من الرياضات العنيفة التي قد تؤدِّي إلى أضرار جسدية أو مضاعفات جانبية. بينما على الفتيان والشباب أن يمارسوا مختلف أنواع الرياضة حسب رغباتهم وميولهم، والحذر من الابتعاد عن هذا الجانب، حتى وإن كانت مجرد تمارين لوقت قصير، إذ لابد الدورة الدموية من الحركة النشطة والسريعة لإذابة الشحوم والدهون الزائدة التي تهدد الشرايين بالانسداد.
*المصدر: (موقع البلاغ)