قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

ايها الساسة: أبكيتمونا ضحكاً !
علي التميمي
يوم الاول من أمس، الأحد، احتفلت ماتسمى بـ"الحركة الدولية للضحك" بيومها العالمي "للضحك" في المانيا والعديد من الدول من خلال تخصيص ثلاث دقائق للضحك والقهقهة، اعتبارا من الساعة الثانية ظهرا بتوقيت وسط أوروبا. حيث يوجد حول العالم نحو ستة آلاف من "نوادي الضحك" التي تحتفل بهذا اليوم، الذي كان الطبيب الهندي مادان كاتاريا هو أول من دعا له عام 1998. ويقول المعنيون بهذا اليوم أن الضحك سواء كان قهقهة أو مجرد ابتسامة يساهم في ادخال السعادة على القلب، و الممكن أن يساعد في تخفيف الألم أيضا، و تقوية نظام المناعة، و في تنشيط 80 عضلة في الجسم. والطريف أن الضحك يُنشّط أماكن في المخ لا تنشط إلا بتأثير "الكوكايين أو النقود" !؟ كما أن الانسان "لا يضحك ويفكر" في الوقت نفسه.
من حق الناس أن تبتسم وتضحك، ولكن احيانا وفق القول المأثور فإن " الضحك من دون سبب من قلة الأدب"، أمّا عندنا فأن هناك دواعي كثيرة والف سبب وسبب ليكون ضحكنا اشبه بـ"البكاء"، فكما يقال شرّ البلية (ابعدها الله عنكم) مايضحك !.. وللاسف فأن الكثير من المسؤولين والنواب والاحزاب والوزارات في بلادنا، باتت تثير "الضحك المرّ "، لدى ابناء الشعب، و" ضحك الشماتة" من بعض المتربصين بنا، بعثيا و اقليميا ودوليا..
من يتابع حال الساسة و السياسة في بلدنا، وحفلة التصريحات النارية من كل حدب وصوب، فضلا عن "التناقض والتضارب" في التصريحات بين اعضاء ينتمون لذات الكتل والاحزاب، وعند المسؤولين في الوزراء والناطقين بإسمها ومدرائها، لدرجة بات المواطن لايعرف الى من يستمع ومن يصدق، وهكذا حال الخدمات، والكهرباء، ونزاع وزارة الاخيرة مع وزارة النفط وكأنهما "ضرتان" لدودتان، وحال مفوضية الانتخابات، وما آلت اليه طريقة عملها وأدائها الضبابية، و من ثم النتائج، من تقاطعات وصراعات وشكوك، واستنجاد كل طرف بوصل "ليلاه" المريضة، في العراق، او في واشنطن، او الرياض واخواتها من العواصم التي لم ولن "تعصم" ساستنا وبلادنا مما يحاك لها سرا وجهارا، او جامعة دول عربية "غير جامعة" اصلا لهم، وصولا الى "لجوء" انتخابي وسياسي من قبل البعض الى سوط"البند السابع" الذي لايزال يجلد ظهر شعبنا وبلدنا، وكأن لسان البعض منا يردد مقولات من قبيل: "أنا ومن بعدي الطوفان" !، و"لو العب لو اخرّب الملعب"، و" لو هالمركب لو ما اركب" و"عنزة ولو طارت"، و"عليّ وعلى أعدائي"، و..عليهم.. ياحوم اتبع لو جريّنا ..!!!
عيب.. ايها الساسة، ايها المسؤولون.. اي سياسة واي ادارة تنتهجون؟!.. واي عقل واي حكمة واي ديمقراطية، واي درب "زلق" تسلكون؟!.. تكادون تقتلونا "ضحكاً" بعد أن مللنا وجفت "الدموع".. واحد "يجرّ" والثاني" يعرّ " بالطول والعرض، وبكل الاتجاهات، واحد "يرفع" والثاني يكبس"، و"برأس هذا الشعب" الذي كسرتم وكسرت هذه الدولة وتلك، "برأسه" كل الجرار المخرومة، بعد جرار الطاغية صدام التي ملأها دما عبيطا.. كفاكم ضحكا، وعنتريات ومراوغة و"مراهقة سياسية" فاذا لم تكن تهمكم أنفسكم التي تكادون تذهبونها حسرات على "كرسي" دوار، لم يدم لغيركم، ولن يدوم لكم، فأرفقوا بحال هذا الشعب وهذا البلد.. رجاءً كفوا، ولا تشمتوا بنا الاعداء والحاقدين، ولاتزيدوا لهم "أياماً" اخرى للضحك.. عليكم وعلينا وعلى بلدنا..