المخاض الاكبر
|
ميثم الثوري
الجميع يرفع شعارات الوطن والتسامح والتضحية والجميع يعلن بقبوله للجميع والانفتاح مع الجميع والاقتراب او التقرب من الاخرين وجميع القوى السياسية تلمح وتصرح بامكانية التحالف مع جميع القوى السياسية ولكن في الواقع نجد ان الكثيرين خلاف هذه القناعات والشعارات والادعاءات. فعندما يتمسك كل طرف بشروطه ومواقفه ويتعنت ويتزمت .. ولا يضع اي خيار آخر فانه انما يريد التأزيم واستبعاد كل الحلول اللازمة لتشكيل الحكومة بالوقت المناسب وتجاوز ازمة الفراغ الدستوري.
الاحزاب السياسية هي آليات ووسائل لتحقيق اهداف محددة وليست غايات وخدمة شعبنا من اشرف الغايات بينما اذا تحولت الاحزاب ومصالحها هي الغايات والشعب هو وسيلة لحصد الاصوات فهذا ينافي الغرض الاساسي الذي شكلت من اجله الاحزاب. شعبنا ضحى ويضحى يومياً ويعاني باستمرار ويتحمل كل الاخطاء والخطايا من اجل ترسيم مستقبله السياسي وهذا ما يستدعي من السياسيين جميعاً التضحية بالمثل والتنازل قليلاً من اجل النجاح في تشكيل الحكومة واما الاصرار على قناعات وتصورات من شأنها تعيق التطورات السياسية وتنهي الازمات فهذا يبتعد كثيراً عن ما يريده شعبنا الصابر المثابر.
ليس من الصحيح القفز على الوعي الانتخابي والممارسة الديمقراطية عبر إشعار الشعب بأن دوره يقف عند صناديق الانتخابات وينتهي بمجرد التصويت، وليس من الصحيح ايضاً ان يتزمت كل طرف سياسي بكل قناعاته ولم يتنازل عنها او يضحي ببعض مصالحه من اجل مصلحة الوطن، فان ذلك رسالة خطيرة سيقرأها شعبنا، فان هذا سيزعزع ثقة شعبنا بكل مشروعه الديمقراطي وبكل قواه السياسية التي تقدم اغلبها مصالحها على مصالحه. على السياسيين الانتباه الى هذا المنزلق الذي يسيرون فيه والانهماك باهتمامات وهموم بعيدة عن هموم واولويات المواطن العراقي الذي صنع ملحمته البنفسجية من اجل الحياة الكريمة والكرامة وليس من اجل ايصال سياسيين الى موقع المسؤولية لكي ينهمكوا بالامتيازات والمناصب والمواقع.
|
|