ظاهرة:
في ذكرى استشهاد الصدر (قدس سرّه)
|
علماء العراق و(ربيع) التغيير !
*حسن الحسني
كنت أتداول مع زميلي أطراف الحديث بشأن مناسبة اسستشهاد المرجع سماحة السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سرّه)، ونجليه، وذكراها السنوية الثالثة عشرة التي تم احياؤها بمهرجانات استذكار خلال اليومين الماضيين، وأهم معالم شخصيته ودوره ومشروعه القيادي في الساحة..
ـ قال زميلي : أين السيد الشهيد من الذي يجري في العراق اليوم، ولو كان حيّـأً فما عساه أن يفعل ؟!.
ـ قلت: ذَكَّـرتني بخطاب المرجع السيد المُدرّسي الذي ألقاه قبل اسبوع تقريبا بحضور طلاّب واساتذة الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة، بمناسبة احياء ذكرى شهادة الامام الصادق عليه السلام، والذي دعاهم فيه الى التصدي بثقة وارادة أكبر وأعمق لحمل الراية و المسؤولية والقيام بالدور الاصلاحي البنّاء في المجتمع والمساهمة في تقويم وتصحيح المسارات في مختلف الأبعاد في البلاد، ودوم تردد أو خشية من أحد إلاّ الله تعالى..
ـ قال: وبما تذكّرت خطاب سماحته؟
ـ قلت: من لهجة وكلمات الخطاب تذكّرت بعض كلمات السيد الشهيد الصدر وتأكيده على الحوزة العلمية ودورها في الاصلاح والتغيير وضرورة رجوع الجميع اليها..
ـ قال : أتساءل: كيف وما حدا بالمرجعية الى اتخاذ مايبدو لبعض المراقبين وكأنه دور المحايد في بعض الأحيان..؟
ـ قلت (مقاطعاً): إن الطامة الكبرى على ألامة إذا تحوّلت المرجعية الى (مقام) و(منصب) فقط بدل أن تكون (رسالة)..، وهي إنشاء الله مثلما كانت (رسالة) على الدوام ، ستبقى كذاك..
ـ قال : وما الفرق بينهما؟.
ـ قلت: الفرق كبير جداً، فالمقام والمنصب ينبغي أن يُـحافَـظ عليه ، أمّـا (الرسالة) فلابد من حملها ونشرها للعالم ومهما كانت النتائج والصعوبات والتحديات..
ـ قال: الآن كيف هو وضعنا ؟
قلت : رغم ماقد تراه أحياناً من تذمر لدى البعض، وحتى تطاول ورمي للأشاعات والتهم بحق المرجعية ، فأن أكثر الناس في الغالب ربما ترغب بأن تكون المرجعية وفق مايرونه هم (الناس) وبما يرونه تحقيقا لبعض مصالحهم الأنية، في حين انهم هذه الغالبية يرغبون بعدم تحميل المرجعية رسالة التغيير والاصلاح الاوسع والحقيقي ، وهذا (ربما) مما قد يجبر المرجعية أحيانا على التماشي مع ذلك، وهذا عين الخطأ.
ـ قال: وماهو المطلوب؟
قلت: المرجعية هو مشروع هداية وتغيير وإصلاح في الأمة ، وأن ثقافة التخلف والقراءة الخاطئة للدين جعلت من تعاليم الدين وقيمه، سجينة، لاتتحرك ولاتُحرك الساحة.
ـ قال: بشكل أوضح ـ ونحن نعيش ذكرى السيد الشهيد ـ ما الذي ينبغي أن يستفيده الشعب العراقي من الذكرى وماهي معالم مستقبله لبناء دولة كريمة وعزيزة؟
ـ قلت: علينا كشعب أن نرجع الى العلماء و الحوزة العلمية، وعليها هي أن تقود ربيع الاصلاح والتغيير الأيجابي والهادىء في العراق ، وإلاّ فربما نرى ـ لاسمح الله ـ في يوم ما أن الساحة التي خلت، يقودها المفسدون وأصحاب المصالح ، حيث يقول السيد المُدرّسي مخاطبا اساتذة الحوزة والطلبة بهذا الشأن: " إن الشيطان يوسوس للأنسان بأن لاعليك، ولاتتدخل، وقد ينساق الانسان وراء ذلك، وهذا خطأ كبير، ذلك لأن عالم الدين إنما يحمل معه رسالة الدين الحنيف التي تدعو للاصلاح والتغيير الايجابي الدائم، فإذا كانت الرسالة هذه عاجزة عن القيام بدورها في المجتمع ، فأي رسالة هذه وكيف يُنظر اليها ؟، في حين أن هذا العجز والتلكؤ انما هو من قبل حامليها وليس فيها.." ويحذر سماحته أن :" الغياب او التلكؤ في التصدي من قبل العلماء لقضايا المجتمع وتوجيهها وتصحيح مساراتها ، بما في ذلك السياسية منها، ربما يسبب لأن تظهر معارضة يقودها اطراف ورجال لايصلحون لها ولايفكرون في خير الأمة إنما في انفسهم ومصالحهم الضيقة، ويخلقون ربيعا أشبه مايكون بخريف الدموع والدماء وليس ربيع الخير والبركة، من هنا عليكم أن تقودوا المجتمع الى الاصلاح، والبلد اليوم بحاجة الى نوع من الهدوء والاستقرار ومسيرة اصلاح مستمر في كل الابعاد، وأن تكون كلمة العلماء في ذلك هي كلمة الحق..".
ـ قال: يبدو أن سياسيينا يعيشون خارج المدار أو انهم غافلون او نائمون، فإذا انتفض الناس، انتبهوا !.
ـ قلت: العراقيون ضحوا و قدموا كل غالٍ ونفيس من أجل الحرية والعزة والكرامة فلايمكن لعدة سياسيين أن يتحكموا بمصير ابناء الجهاد والشهداء، وعلى السياسيين أن ينخرطوا صادقين مع الجماهير ويسمعوا كلام ونصح المراجع والعلماء ، لأنهم صمام أمان للمسيرة.
|
|