قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

مَن يُـنتج مَن ؟
علاء هادي الحطاب
حديقة صغيرة لا تتجاوز الـ 2×3 بمنطقة تبعد عن مركز المدينة بغداد قرابة الــ 11 كيلو متر فيها " نبكة " صغيرة وإضاءة " كلوب " اقتصادي ...أمامها ساحة كبيرة فيها مولدان " تجعران " وقليل من الأوساخ .. تلك هي حديقة بيتي .. التيجمعت نخبة من الصحفيين والمحامين وبطبيعة الحال فأن المشهد السياسي تصدر اهتمامات حديث أمسيتنا بعد أن أتعبنا شواء قطع الدجاج الصغيرة.
اختلفنا كعادتنا العراقيين عمن هو السبب في تدهور الوضع في البلاد خلافا لما كان مرجو منه بعد التغيير في 2003.. النخبة السياسية بمسمياتها الحكومة والبرلمان والأحزاب والقوى السياسية؟.
أم المجتمع الذي أنتج هذه المسميات أعلاه؟
أم إن أدوات خارجية تخطط وتعمل لوضع العراق في هذه الدوامة؟
ومن هي هذه الدول ؟ ولماذا؟
ومتى يتخلص البلد من هذه الأزمات التي تعصف به من كل جانب ؟ وهل هناك أمل في عراق على الأقل" أبناؤه مرتاحون " ؟
ذروة اختلافنا كان في جزئية هل إن حقا أن المجتمع مقصر وجاهل ولم يعرف أن يختار ممثله السياسي والحكومي بشكل جيد؟ ام انه" الناخب " أدى ما عليه وانتخب من يمثله في البرلمان والحكومة ؟.
لكن هذه النخبة السياسية " موكلها طبعاً " لم تفلح في تحقيق ما يصبو اليه المواطن لأسباب كثيرة منها انهم السبب فيها ومنها ما هو خارج عن ارادتهم وما اتفقنا عليه فقط هو ان الأمل ضعيف بعراق خال من الأزمات على الأقل خلال هذه المرحلة اي الثلاث سنوات القادمة، بأعتبار ان التركيبة السياسية لا يمكن ان تفضي الى تفاهمات سياسية لسبب بسيط هو ان الثقة معدومة بين الكتل السياسية ومبدأ تخوين الاخر هو المتسيد في عقول السياسيين هذا فضلاً عن الولاءات الخارجية.
احدهم .. وكان صحفياً.. قال ان البلد : " بحاجة الى قائد وطني ينظر الى الجميع كأبنائه ... "
أجابه الآخر : " وكيف يتعامل ذلك الأب الوطني مع ابناء عقوق يعملون لخراب بيتهم ويتحايلون عليه لأجل ذلك .. مع وجود قوانين .. وحقوق انسان ... واحتلال .. وسلطة اعلى منه تحضر عليه منع تخريبهم .." وثم أيضا : " ما الذي يضمن ان لا يتحول ذلك الأب الوطني الى دكتاتور يحرق الأخضر بسعر اليابس في سبيل ما يعتقد انه حماية لبيته وعائلته ..".
شب الخلاف مرة أخرى.. وبنهاية الشاي والنركيلة وبعض الحلويات انتهى النقاش ولم نصل الى نتيجة او حل في الأفق، على الأقل داخل منطقتنا الخضراء الصغيرة .