قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

قمع أهل البحرين.. إلى متى؟!
د. جلال آل رشيد (*)
مناظر رهيبة نقلتها كاميرات أهل البحرين من المتظاهرين السلميين الذين مارسوا ويمارسون حقهم السياسي والإنساني الطبيعي في التعبير الحضاري الحر عن رأيهم السياسي سلميا، حيث نقلت الكاميرات مناظر يندى لها جبين الإنسانية الحرة المحترمة، فهل يُعقَل أن جنوداً مدججين بأحدث أنواع الأسلحة وأخطرها يقومون بقمع شعب مسالم نكاية به بسبب احتفاظ هذا الشعب العريق المتحضر بحقه في التعبير الحر عن رأيه عبر آلية التظاهر السلمي في بلده؟ وهل يُعقَل أن هؤلاء الجنود يعتدون بالضرب على نساء البحرين، حرائر الخليج والجزيرة العربية، في منظر مقزز لا مثيل له في التاريخ الإنساني كله إلا في حادثة تاريخية واحدة عندما تم أسر ومحاولة إهانة عقيلة بني هاشم زينب عليها أزكى سلام على أيدي المجرمين الذين ساقوا بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كربلاء إلى حيث مقر يزيد؟
هل يُعقَل أن يتم ذلك كله في مجتمع خليجي محافظ له تقاليده الاجتماعية التي تمنع هذه التجاوزات الخطيرة التي لا يقوم بها الرجال-الرجال؟ ولكن هل نتوقع من جيش أفراده لا ينتمون إلى البحرين أن يفهموا التقاليد الاجتماعية الخاصة بأهل البحرين؟! . هل يُعقَل أن يتم اعتقال النساء البحرينيات الحرائر انتقاما منهن بسبب ممارستهن لحقهن في التعبير السلمي الرافض للظلم والقمع في بلادهن؟ وهل يُعقل استمرار هذا الظلم وهذا الاعتقال؟ .هل يُعقل أن يتم تسريب هذه الصور التي تم التقاطها يومي الجمعة والسبت الماضيين في البحرين إلى سائر أفراد وتلفزيونات العالم.. ثم يقف العالم كله مكتوف الأيدي لا ينبس ببنت شفة إيقافاً لهذه الممارسات القمعية غير الإنسانية في بلد يحتضن أقدم حضارة إنسانية على الضفة الغربية من الخليج؟ هل يُعقَل.. وهل يُعقل؟
التعليقات الخجولة التي طالب من خلالها قادة عالميون السلطات البحرينية بديمقراطية حقيقية في البحرين ليست أكثر من ذر رماد في العيون، فاستمرار الواقع القمعي اليومي، وسياسة هدم دور العبادة، واستمرار الاعتقالات والتعذيب في المعتقلات، وسياسة التمييز بين الناس في البحرين على أسس تستند إلى الاختلاف المذهبي، وسياسة رفض الحوار، رفض مجرد الحوار مع القوى البحرينية الأصيلة، كلها لا تبشّر بأي خير، ولا بأي مخرج سليم للأوضاع التي تتفاقم سوءا يوما إثر آخر، ولحظة بعد لحظة، في البحرين الشقيقة.
البحرينيون قاطعوا الانتخابات النيابية الصورية ، والعالم كله يشهد مأزق السلطات التي عجزت عن محاورة شعبها والتفاهم معه، ولا يبقى – أمام العالم – غير تحديد إجابة للسؤال المهم التالي: أين يكمن المخرج؟ وهل يمكن أن يكون مخرجا يهمل نشر الحرية والديمقراطية الحقيقية في ربوع البحرين؟ كما يبقى السؤال المهم المفتوح والذي يشاهد تفاصيله الرهيبةَ قادةُ العالم جميعا بشكل يومي: القمع في البحرين.. إلى متى؟!
(*) كاتب كويتي