قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

رايات الأربعين .. إعلان فشل الطغاة في طمس معالم الدين الاسلامي
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة *إعداد / بشير عباس
ان الذي أمسك السماء أن تقع على الأرض، وجعل فيها شمساً مضيئةً وقمراً منيراً. والذي قدر كل شيء فاحسن تقديره. جعل في هذه الارض نجوماً يهتدي الناس بها في ظلمات البر والبحر، فيه يهتدي بها أهل البحار ومن مشى بالقفار واراد ان يستدل ولا يملك دليلا، جعل أيضاً نجوماً بين الناس يُهتدى بهم لمعرفة الحلال عن الحرام، ومعرفة الحق عن الباطل، ومعرفة الخلق الفاضل عن غيره، إذن؛ خالق الشمس والقمر وخالق الليل والنهار، هو الذي جعل الانبياء رسلاً مبشرين من اجل ان يهتدي بهم الناس في ظلمات الاهواء وفي مواجهة الوساوس الشيطانية، إنه ربنا تبارك وتعالى. ومن لا يعتقد بذلك دعه يغير ما في السماء ان استطاع، أو ان يجعل القمر مكان الشمس، أو يستبدل الشمس بكوكب آخر...!
إن الله تعالى هو الذي يصطفي بعزته وجلاله من يشاء من عباده انبياءً و رسلاً (مستحفضاً بعد مستحفض)، وهو الذي يوحي الى انبيائه، وهو الذي خلق محمداً وآهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم ليكونوا نجوماً لأهل هذه الارض، ذرية بعضها من بعض، هذه الكوكبة المباركة الميمونة المتشكلة من النبي المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن الزكي والحسين المصطفى عليهم افضل الصلاة والسلام هم الذين اختارهم الله نجوماً نهتدي بهم، لذا فمن اراد ان يستضيء بغير الشمس سيبقى في ظلام حالك، ومن اراد ان يهتدي بغير نجوم السماء يبقى في ظلال مبين والى الابد، كما و من اراد ان يعرف الحق عن غير هذه الوسيلة التي جعلها الله لاهل الارض وقال: "وابتغوا الي وسيلة"، فانه لن يصل الى الحق مهما قطع من مسافات في التفكير والتحقيق. والإمام الحسين (ع) هو خاتم هذه الخمسة ومجدد رسالة جده ومجدد مصائب أمهِ ومجدد سبيل أبيه ومجدد طريق أخيه.
إن الامام الحسين مثّل كل التاريخ وكل الرسالات و كل الانبياء، وبالرغم من ان عاشوراء كانت يوماً واحداً و ربما ساعات قليلة، لكنها جسدت كل الصراع التاريخي بين الحق والباطل، لذا حينما نقف عند ضريحه المقدس نقول له: (السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله. السلام عليك يا وارث نوح نبي الله. السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله. السلام عليك يا وارث اسماعيل ذبيح الله...) - كما في بعض المصادر- .
إن الحسين (ع) جسّد بقضيته كل الانبياء، لان قضيته مكملة، كما ان جده النبي (ص) جاء برسالة مهيمنة على سائر الرسالات وبكتاب مهيمن على سائر الكتب. من هنا يقول البارئ عزّ وجل في كتابه المجيد: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء" (إبراهيم /24). إن الله تعالى لم يضرب هذا المثل في القران الكريم فقط، وانما أوجد له مصداقٌ على الارض حينما بعث نبياً كالنبي الاكرم (ص) وجعله ممثلا للخلق الطيب وقال له: "وانك لعلى خلق عظيم" بمعنى أنه جعله مثالاً لكل الآيات ولكل الاسماء الحسنى ولكل الخلق الفاضل ولكل المناهج السليمة، فالمثال الذي ضربه ربنا لم يكن فقط بالكلمات وانما ضربه بالواقع الخارجي، فجعل النبي آية من آياته العظمى، كما جعل الإمام علي آية من آياته العظمى ايضاً، وكذلك الصديقة الطاهرة والحسن المجتبى والحسين.
حينما يريد ربنا تعالى ان يعبر بشكل دقيق ومتميز عن شخصية النبي عيسى على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام، يقول: "إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" (آل عمران /45)، هذه الكلمته تجسيد لأسماء الله ولآياته. كذلك النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، واهل بيته، إذن. فان (الكلمة الطيبة) تُعد حقيقة ثابتة في عمق الواقع وفي صميم الفطرة البشرية، كما هي ثابتة في السنن الإلهية الحاكمة للكون، وهذا يؤكد أن كل المحاولات الجاهلية سواء التي انطلقت قبل الاسلام او بعده، وحتى اصحاب الجاهلية المعاصرة والى يوم القيامة لاقتلاع هذه الكلمة، تبوء بالفشل الذريع، والسبب هو رسوخ هذه الكلمة وأصالتها.
عطاء مستمر دون حدود
اذا عرفنا إن أصل هذه الكلمة ثابت و راسخ في الارض و في عمق الواقع وعمق السنن الإلهية وفي الفطرة البشرية، فاين فرعها...؟ انه في السماء. بمعنى أن (السادة) من أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله يشكلون فروعاً لهذه الكلمة، فالعلماء الربانيون والموالون لأهل البيت كلهم يشكلون فروعاً لهذه الكلمة، وعندما تقول الآية الكريمة التالية: "تؤتي أكلها كل حين بأذن ربها" بمعنى أن ليس هنالك مواسم معينة للثمرة، فبعض الاشجار تثمر في الصيف وبعضها في الخريف وبعضها في الربيع، بينما هذه الشجرة المباركة والينبوع الإلهي عطاءٌ لا ينضب. من هنا نجد مواسم عاشوراء كلما مر عليها الزمان تزداد تألقاً ويزداد الناس تمسكاً بهذه الشعائر الإلهية، وهم في ذلك يزدادون نوراً وبركة. في كل عام ومنذ فترة طويلة أحرص على السؤال من الاخوة في مناطق مختلفة من العالم؛ كيف كانت مراسم عاشوراء عندكم؟ يقولون: أحسن من العام الماضي، وكل سنة يكون أحسن من العام الذي قبله واكثر تطوراً وكثافة.
الصمود أمام جبهة الباطل
يقول عزّ وجلّ في الآية التالية: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار".
إن الكلمة الخبيثة لها وجود كما لها جولات لكن وجودها ليس عميق الجذور، بينما الكلمة الطيبة التي يمثلها الانسان المؤمن والتي ثبتها الله بالعقيدة الراسخة وبالايمان الصادق وبصفاء القلب في الحياة الدنيا، تكون راسخة لا تتزعزع، فاذا كانت الجبال معرضة للزلازل والهزّات فان المؤمن غير قابل للزعزعة والاهتزاز، فهو اقوى من الحديد ومن الجبل، لان (الجبل يُقد منه والمؤمن لا يُقد منه)، كما يقول الامام الصادق عليه السلام، إنه يبقى فوق الميول والظروف ويبقى هو الأساس، فهو بهذا الجسم الضعيف وبهذه الاهواء التي تعصف به، والامكانات المحدودة لديه ، لا يتمكن من مقاومة الضغوط، لذا يأتي المدد الإلهي ويثبت المؤمن، يقول تعالى: "يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة". أما الانسان الظالم والمنحرف والذي لا ايمان له، يبعده الله تعالى عن الحق.
من هنا علينا ان نعرف ان من اهداف الحزب الأموي وقبل جريمة قتل الامام الحسين عليه السلام يوم العاشر من المحرم 61 للهجرة، حيث قال قائلهم: (والله..! دفناً دفنا...!)، وقال قائلهم: (فلا خبر جاء ولا....)، ولا اريد ان أكرر عبارات الكفر، كل ذلك من اجل طمس معالم الدين الاسلامي.
لنا ان نتساءل: أمر الحزب الجاهلي بتطواف رأس الامام أبي عبد الله الحسين و رأس أبي الفضل العباس وكما اعتقد 19 رأساً آخر حتى رأس الطفل الصغير علي الاصغر؟
هذا العمل من الناحية الظاهرية يُعد دليل ادانة عليهم وعلامة للجريمة التي لم ترتكب مثلها في التاريخ، بل من عادة الطغاة عندما يرتكبون جريمة ما ضد معارضيهم، يتنصلون عنها ولا يعترفون بها ويحاولون ان يخفوها، بينما نجد ان يزيد (عليه لعنة الله) أمر بتطواف رأس الامام في مسيرة طويلة، من كربلاء الى الكوفة ومن الكوفة الى الشام ومن الشام الى مصر، ومن ثم الى الحجاز، ولذلك يرى الزائر في بعض البلاد الاسلامية أماكن تسمى (مقام رأس الحسين)، في مصر وفي العاصمة القاهرة هنالك (مسجد الحسين) او (حي الحسين) و (مقام رأس الحسين) والناس يأمونه ويتخذونه وسيلة الى الله. وفي سوريا وايضاً في قلب العاصمة دمشق التي كان يحكمها ذلك اليوم الامويون هناك (مقام رأس الحسين) سلام الله عليه، وفي مدينة حلب شمال سوريا هناك (مسجد النقطة)، و هي صخرة عليها قطرة من دم الحسين (ع). كل تلك الافعال وغيرها كثير، كان الهدف منها الى جانب افراغ الحقد الدفين، هو الاعلان للعالم الاسلامي بان الاسلام انتهى، وان الدين الذي جاء به النبي الأكرم لا وجود له، وعادت الجاهلية الأولى مرة اخرى.
هذه الأمنية التي كانت تدور في رأس يزيد الذي تغنى بأمجاد الجاهلية وأنشد ابياتاً: (ليت أشياخي ببدر شهدوا ....)، انقلبت عليه واصبحت وبالاً ونكالاً، لأن رأس الحسين سلام الله عليه قال للناس جميعاً: أيها الناس...! ها هو الاسلام يبدأ ويتجدد. اليوم ولد رسول الله، واليوم حصلت البعثة النبوية الشريفة وأشرق نور الاسلام على ربوع الأرض، هذا الرأس الشريف قال: "وسيعلم الذين ظلموا اي منقلبٍ ينقلبون"، لقد نطق الحسين عليه السلام بهذا النداء الرباني، كما نطق أيضاً الامام زين العابدين (ع) والعقيلة زينب عليها السلام، وفاطمة الصغرى، والقافلة مستمرة منذ يوم عاشوراء ولم تنته الى يوم الاربعين بل استمرت من كربلاء الى الكوفة والى الشام ومن ثم الى المدينة، و ربما الى مصر، فقد كان يزيد يريد شيئاً لكن الله اراد شيئاً آخر، فالله قدر لهذه القافلة لان تصبح رمزا لتجديد الاسلام و رمزاً لهجرة النبي الأكرم من مكة الى المدينة، و رمزاً لاثارة المسلمين.
لقد قاد رأس الحسين سلام الله عليه الجماهير الى الدين والى الايمان. و حينما خطب الامام زين العابدين عليه السلام في اهل الكوفة تلك الخطبة الصاعقة حيث ايقظ فيهم الضمائر والعقول، قالوا: مُرنا بأمرك يا بن رسول الله، لكن الامام عليه السلام رفض هذه الاستجابة الوقتية، المنطلقة من المشاعر والعواطف التي طالما جربوا مثلها. لكن في نفس الوقت والمكان تم تسجيل أسماء (التوابين)، وذلك بعد ثلاثة ايام من استشهاد الامام الحسين عليه السلام، حيث تمكن اثنين من اصحاب النبي الأكرم (ص) من قيادة جيش (التوابين) ومقاومة الحكم الأموي رغم وجود ابن زياد في الكوفة، وبذلك نالوا بمعظمعم وسام الشهادة. وهكذا المسيرة تتواصل، فقبل هذا قصة قارئ القرآن الكريم في الشام، وخلال وجود الامام زين العابدين عليه السلام واهل بيته، حيث صعد على تل مرتفع وهتف: (يا اهل الشام...! ماذا تفعلون؟ تقتلون ابناء رسول الله ثم تأسرون أهله...)، فاخذه يزيد وقتله وذهب شهيداً، بل حتى ذلك المسيحي الذي تحدث في مجلس يزيد بن معاوية وكشف زيفه، تعرض للقتل هو الآخر. إن قافلة الشهادة بدأت منذ تلك الايام وهي مستمرة حتى اليوم.
السير على الأقدام .. الاصرار
اليوم عندما نلاحظ الناس يتحركون نحو كربلاء المقدسة، ويتهيأون للسير على الاقدام او ركبان لزيارة الامام الحسين عليه السلام في يوم الاربعين، إنما الهدف هو تجديد نفس النهج، ليقولوا نحن لازلنا على العهد وحتى يجددوا الميثاق مع أبي عبد الله الحسين عليه السلام، و هؤلاء هم الامتداد الحقيقي لقافلة الشهادة التي انطلقت من كربلاء سنة 61 للهجرة، وما تزال ماضية مع الزمن ولن تتوقف، فهم يسيرون قدماً حتى يسلموا الراية الى صاحب الراية، الامام الحجة بن الحسن المنتظر عجل الله فرجه. إن راية ( يا لثارات الحسين) هي التي هزت عروش الظالمين، وهي التي جندت ملايين البشر لمقاومة الظلم والعدوان وهي التي أبقت الاسلام حيّاً نابضاً، والى الان نرى الراية خفاقة فوق رؤوس المؤمنين في العراق وغير العراق، طبعاً العراق في الحقيقة هو مركز أهل البيت، هو بيت الرسالة، وقد اتخذ أهل البيت عليهم السلام العراق منطلقاً للدفاع عن الدين، فالامام الحسين لم يختر كربلاء صدفة، وهو الذي قال: (أختير لي المصرع...) بمعنى هنالك اختيار واصطفاء، كما ان الامام علي لم يترك المدينة الى الكوفة عبثاً، وليس لمرحلة تاريخية محدودة وحسب، انما لكي تنطلق من الكوفة ومن النجف الاشرف ومن كربلاء الحسين راية الاسلام الى العالم. من هنا نرى العلماء وعبر التاريخ الاسلامي، يفتخرون انهم كسبوا العلوم الدينية إما من كربلاء المقدسة أو من النجف الاشرف، من هنا أهل العراق ينهض ليحمل رايته و تراثه و تقاليده، واليوم ربما البعض في العراق لايملك ثمن عشاءه، لكنه يوفر أمواله من اجل اقامة مراسيم الاربعين. ونقل ان احدهم باع بيته حتى يطعم الزوار في إحدى السنين وانتقل ليسكن في دار للإيجار، وقال : لا اريد البيت الملك، بل اريد الحسين... ومنهم من يضحي ويقدم كل شيء في هذا الطريق. كل ذلك يدل على ان الراية ما تزال عالية و منصورة وعليها علامة من دماء الحسين (ع).
وصايا للسائرين في الاربعين
ليس ثمة مجال لإثارة الهمم وتجييش الطاقات، لأن الجماهير المؤمنة تحركت من هذه الايام. لكن هنالك بعض الوصايا لاخواننا الوافدين الى كربلاء المقدسة من المناطق والاقطار المختلقة خلال الاسابيع القادمة:
الوصية الأولى:
إن الطريق الى كربلاء المقدسة هو طريق الامام الحسين، إذنن فهو طريق مقدس، والهدف من ذلك هو تحقيق الامنية العظيمة بالاقتراب من ابي عبد الله الحسين، فكل خطوة تتقدم تقول: (يا حسين...) (يا ابا عبد الله...) (يا زهراء...)، فلابد من حمل اخلاق أبي عبد الله الحسين واخلاق اهل البيت عليهم السلام، وبما ان المؤمنين الزائرين يحملون الاخلاق الرفيعة، فان عليهم أن يحملوا الصفات الاخلاقية الرفيعة معهم خلال تأديتهم شعائر الاربعين، فمن اين تعلم الزائر الصبر والأناة والوفاء وغيرها من الصفات والخصال الحميدة؟ إنها من الشعائر الحسينية ومن زيارة الامام الحسين عليه السلام، فقد جاء الى كربلاء و فيها ربّى نفسه على تلكم الصفات، لذا فهو يحمل معه عطر الحسين (ع) ورائحة العباس (ع) ونسيم كربلاء، حتى يكون حقاً انساناً كربلائياً، قلباً وقالباً. وكم هو جميل أن نربي مجتمعنا على اساس حسيني و زينبي و عباسي، نأخذ الوفاء من العباس والشجاعة من علي الاكبر و الصبر والأناة من زينب الكبرى، و كل الخُلقيات الحسنة من الحسين عليه السلام، كما من الجميل ايضاً أن يكون يعلم اخواننا بعضهم البعض الآخر في الطريق على الاخلاق الحسنة، وادعو العلماء والفضلاء ومن لهم فضل في العلم والايمان بأن ينضموا على قوافل المشاة و يذكروا اخوانهم المؤمنين بهذا الجانب الاخلاقي.
الوصية الثانية:
ان الامام الحسين عليه السلام هو اطهر المطهرين في كربلاء ونحن نقرأ في زيارته: (اشهد انك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، طهرت وطهرت بك البلاد)، لذا على الاخوة المشاة ان يجسدوا هذه الطهارة بالرغم من ان ظروف مسيرتهم صعبة وشاقة، لكن الطهارة البدنية أمر لابد من الاهتمام به.
هذه الايام يكون الطقس بارداً، وربما تنتشر الفيروسات والمكروبات والجراثيم، فأوصي من خلال هذا المنبر، المواكب الخدمية التي تخدم زوار الحسين ان يوفروا الاواني البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة لشرب الماء والطعام.
إن الوضع الصحي في العراق ليس مثالياً، بالامس قرأت اصابة (8000) انسان بمرض السل، وهو من اكثر الامراض فتكاً في التاريخ، ومن يدري، ربما تكون هناك أيادي خبيثة وراء ذلك...؟ إذن، علينا التزام الحيطة والحذر، فمرض (انفلونزا الخنازير) ينتشر في البلاد المجاورة، وعلينا ان نحرص ان لا ينتشر في بلدنا، وفي كل الاحوال فان (النظافة من الايمان). وهناك روايات تنقل لنا كيف ان الامام الحسين عليه السلام كان يعتني بالنظافة مع قلة الماء والظروف الصعبة.
الوصية الثالثة:
كل من يعود من كربلاء المقدسة ، عليه أن يعود بهدية مهمة وهي هدية من ابي عبد الله الحسين الذي خرج لطلب الاصلاح، إذن، ليكن تحركنا هو من اجل الاصلاح وليس الإفساد، وعلى الزائر أن يحمل معه هم الاصلاح، وعندما يعود الى اهله تكون معه همّة عالية للامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاهتمام بالمجتمع واصلاح ذات البين.
إن الامام الحسين عليه السلام حمل راية الاصلاح تاريخيا، وهذه الراية هي التي توحدنا، لنستفد من هذه الراية و نعود بروح الوئام والمحبة، ولا نعود بروح اخرى.
نسأل الله ان يجعلنا من المتذكرين ومن الحسينيين ومن العاملين والسائرين على نهج الامام الحسين عليه السلام، وان شاء الله تشملنا رحمته وشفاعته يوم القيامة، ونسأل الله تعالى ان يرينا بركة الحسين عليه السلام في هذه الرحلة الطيبة المباركة كرامته ليس لاجل الافراد فقط وانما لاجل العراق بأسره والامة الاسلامية بأسرها.