يعبرون عن دهشتهم لإستمرار واشنطن ولندن ببيع اسلحة الى آل خليفة
مراقبون اوربيون وامريكان يطعنون في مصداقية الغرب ومواقفه المتخاذلة
|
الهدى/ متابعات:
عبر العديد من الأكاديميين و الناشطين والإعلاميين الغربيين عن صدمتهم بقرار الادارة الامريكية بيع اسلحة جديدة لنظام الحكم القمعي في البحرين. وتحولت بوصلة نقدهم تجاه الولايات المتحدة وبريطانيا. ويعمل العديد من الأكاديميين والناشطين الغربيين في تقديم دعم واسع للقضية البحرينية بشكل مستقل أو ضمن مؤسسات إعلامية وحقوقية، لكن جهودهم لا تلاق صدى على ما يبدو، وخصوصا من بلدانهم التي لا تزال على سياستها في تغطية انتهاكات حليفها النظام البحريني وتقديم الدعم له. وفي هذا السياق و تعقيبا على الطريقة الالتفافية التي مرت بها صفقة الاسلحة الامريكية مع المنامة ، قال باول متر، الكاتب في مؤسسة البحث والتفكير الأمريكية التابعة لمعهد الدراسات السياسية الأمريكي الشهير IPS ) ) : " "لا شيء يدل على مفهوم أولوياتنا مثل استخدام ثغرات قانونية واللجوء إلى الباب الخلفي لتزويد أسلحة القمع إلى حليف عربي رئيسي، في مواجهة انتقادات حقوق الإنسان" وفي إشارة إلى ترقب حملة قمع قادمة، أكد باول أن "استئناف مبيعات الأسلحة إلى البحرين، يقدم درسا ملموسا أكثر لما يمكن أن يتوقعه البحرينيون خلال الأشهر المقبلة" . واتهم الناشط في مجال حقوق الانسان، جيم براون/ الدول الغربية بدعم النظام البحريني في قمع الاحتجاجات السلمية، موضحا : " اعتقد انه لو عدنا الى العام الماضي لوجدنا ان السلطات البحرينية أُطقلت يدها في سياسة القمع، وخاصة من قبل الدول الغربية التي تساندها في هذه القضية، والتي لم تحرك ساكنا في وقف هذه المجازر منذ العام الماضي". واعتبر انه " المجتمع الدولي لم يتحرك منذ قيام الثورة البحرينية ولحد الان، الا بعض المنظمات الانسانية التي ادانت اسلوب القمع للنظام البحريني" وبين براون ان التقارير او الانتقادات التي توجه للنظام البحريني لا تؤثر عليه كثيرا، "لان وسائل الاعلام الغربية والتي تتحكم بها الدول الكبرى تساند النظام في البحرين الذي لا يهتم بالديمقراطية وحقوق الانسان" معربا عن اسفه وقلقه لما تطرحه الدول الغربية بالمنطقة، خاصة وان وسائل الاعلام المهمة عالميا تحت سيطرة هذه الدول. وتابع أن : "فالجهات التي لديها القوة للضغط على الحكومة البحرينية، مثلا الولايات المتحدة التي لديها قاعدة عسكرية مهمة في هذا البلد، وكذلك بقية الدول الغربية كبريطانيا مثلا، والدول العربية المجاورة للبحرين".
وقال أستاذ جامعة روتجرز و المحلل السياسي الأميريكي توبي جونز إنه فوجئ بقرار الإدارة الأمريكية إمضاء صفقة جديدة للأسلحة مع نظام الحكم في البحرين، بعد أن علقت الصفقة السابقة قبل عدة أشهر إثر معارضة الكونغرس بناء على انتهاكات النظام الخطيرة ضد المتظاهرين.واصفا قرار الادارة الامريكية بـ "الفظيع" وأنه " وسوف يعجل في فقدان الولايات المتحدة مصداقيتها" حسب تعبيره. ?من جانبه عبر الكاتب البريطاني جون هورن عن خيبة أمله من هذا القرار خاصة في هذا التوقيت، ووصف الأمر بالمثير للسخرية. وحث على مواكبة الضغط على الإدارة الأمريكية لوقف تصدير هذه الأسلحة. وينقل موقع (مرأة البحرين) عنه، أنه لايخفي شكوكه في أن تكون "كثير من هذه المعدات قادرة على الطيران خارج رقابة الرادار حين ينظر إليها على أنها مواد غير قاتلة". وقال هورن انه "لمن المحبط للغاية أن كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا يعرضان استعدادهما لبيع الأسلحة الى البحرين " ووصف الأمر بـ"اللا أخلاقي". بدورها دعت الناشطة الإيرلندية إيلين مورتاغ، إلى إيقاف فوري بشحن الأسلحة الأمريكية الجديدة للبحرين. أما الأكاديمي والإعلامي الأمريكي مارك جونز ? الذي يجتهد في متابعة الشأن البحريني بشكل يومي وتقديم التحليلات والتعليقات المسهبة على كل حدث، وكذلك بث الأخبار أو المعلومات حوله بشكل مستمر، فأنه وتعقيبا على بيان منظمة العفو الدولية الأخير، وضع جونز قائمة محدثة بأسماء الشهداء الذين قضوا جراء الإصابة بقنابل الغاز المسيل للدموع في البحرين، أو جراء الاختناق والتسمم بها. ووصف جونز بيان المنظمة بالتوثيق المهم والحاسم، والذي يؤكد وجهة النظر التي تقول بأن تسمية هذه الأسلحة أنها "غير قاتلة" هو وصف خاطئ. من جهتها تضع الناشطة البريطانية فرانكي دولان ومؤسسة صفحة التضامن الغربية مع الأطباء ، تضع تحديثات يومية عن تطورات الأمور في البحرين ، وتوثق الانتهاكات التي ترتكبها السلطة ضد المتظاهرين عبر مدونتها وحسابها في تويتر. ومن جهودها في ذلك تقرير مصور جمعت فيه مقاطع فيديو وصورا عديدة لإغراق القرى والمنازل بمسيلات الدموع المصنعة في الغرب، بالإضافة إلى صور معاناة الأطفال داخل المنازل جراء هذه الغازات. ناشط آخر هو طالب الدكتوراة في علوم الحاسوب الأمريكي "بل مارك زاك، الذي انجز بحثا علميا وتوثيقيا مفصلا عن العتاد الأمريكي العسكري المصدر للبحرين، وقدم نقدا موسعا لصفقة بيع الأسلحة ، ودعّم ذلك بتفاصيل المركبات والأسلحة التي صدرتها أمريكا للبحرين وكيف استخدمت في قمع ثورة 14 فبراير، كل ذلك تحت عنوان "معدات القتل".?كما قدم مارك زاك تقريرا واسعا آخر عن الشركات التي تصنع أسلحة الرصاص الانشطاري "الشوزن" المحرمة دوليا وتبيعها الى نظام آل خليفة لاستخدامها في قتل المحتجين.
هذا و قالت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" إن السطة في البحرين قد أثبتت أنه "لا يمكن الوثوق بها" في استخدام موصفتها بـ" مواد مكافحة الشغب بطريقة تتفق مع المبادئ التوجيهية الدولية" وأضافت "وعليه يتعين على الولايات المتحدة أن لا ترخص لتصدير أي مبيعات إضافية من الغاز المسيل للدموع أو المواد التي يمكن استخدامها ضد المدنيين إلى البحرين"وحثت المنظمة الإدارة الاميركية أن تتكفل برصد شامل لكيفية استخدام جميع المعدات العسكرية المصدرة إلى البحرين. وقالت إنها تشجع على مواصلة عرقلة مثل هذه الصفقات مع بلد تغيب فيه حقوق الإنسان. وأكدت المنظمة أن الغاز المسيل بالدموع بات سلاحا فتاكا في البحرين وأودى بحياة 13 شخصا على الأقل، منهم (ساجدة) وهي طفلة رضيعة (6 أيام) كانت في بيتها عندما تعرضت لهذا الغاز، ومنهم الطفل ياسين آل عصفور (14 عاما) وقد كان يعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي. من جهتها إنتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش مواقف الدول الغربية من الثورة البحرينية والأوضاع في السعودية. وفي تقريرها السنوي الذي صدر أمس الاول و الذي ركز على الثورات العربية بعد عام من إنطلاقتها، نددت المنظمة بالصمت الدولي والعربي إزاء ما وصفته بالقمع الممنهج لنظام المنامة ضد التظاهرات السلمية المطالبة بالعدالة والديمقراطية.ووجهت المنظمة إنتقادات شديدة حملت إتهامات صريحة للغرب على إنتهاجه سياسات إحتواء الثورات العربية لصالح الحكام العرب المستبدين تحت ذريعة الخشية من تهديد مصالح الغرب وأمن الكيان الصهيوني. وقالت المنظمة إن الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والجامعة العربية كالت ثورات العرب بمكيالين، إذ راهنت على نظام مبارك وأنهت نظام القذافي بتدخل عسكري وتهاونت مع نظام صالح في اليمن على قتل المحتجين، وشددت الضغوطات على سوريا، مقابل غضها الطرف عن جرائم النظام البحريني في محاولة بائسة لسحق الحركة الديمقراطية، بدعوى حماية السعودية الرافضة لولادة نظام ديمقراطي بجوارها، والخشية مما تسميه نفوذ إيران الإقليمية وحماية القاعدة العسكرية الأمريكية في البحرين. فيما أعربت المنظمة الدولية بالمقابل عن تفاؤلها بنجاح ثورة البحرين
|
|