قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
العرب يتجنّبون محاورة إيران: نعم لمفاوضات التسوية مع الكيان الصهيوني
القمة العربية.. أجتمعوا و"نددوا" و"لم يتفقوا" وتمخضوا عن "قمة جديدة" نهاية العام
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى/ احمد حسين/ وكالات:
كما كان متوقعا، بـ"الشجب والتنديد والمطالبات و.." الى أخر قائمة الكلمات المعروفة، انتهت قمة القادة العرب الثانية والعشرين التي أطلق عليها اسم "قمة صمود القدس"، و انهت اعمالها، الأحد، في مدينة سرت الليبية، بقرارات متوقّعة، في غالبيّتها، من دون أن يستطيعوا حجب الخلافات، سواء الشخصية بين بعضهم البعض او على بعض النقاط التي كانت مطروحة على جدول أعمال القمّة التي إنتهت على زغل، و قرارات عامة وعائمة غير حاسمة، وفي مقدمة تلك النقاط التي لم يستطيعوا الاتفاق عليها مقترح مايسمى بـ"رابطة دول الجوار"، بعد ظهور اعتراضات على الحوار مع إيران، في مقابل إقرار مبدأ التطبيع ومفاوضة الكيان الصهيوني، شرط وقف الاستيطان !، ما استدعى تحديد موعد آخر لقمّة عربية اخرى "استثنائية" أواخر العام الجاري.
فبينما اقترح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قيام العرب بحوار مع ايران، وقدم في هذا الخصوص مقترح "رابطة دول الجوار"، عارض ذلك وزير خارجية مصر، متبرعا عن جميع الدول العربية بالقول أن "معظم" الدول العربية غير مستعدة للحوار مع ايران، بحجة أن الوقت لم يحن بعد لذلك، فيما اكد الوفد البحريني والفلسطيني والمصري أن التسوية و"السلام" مع الكيان الصهيوني هو خيار "استراتيجي". ومع الأفكار المقدمة لتطوير الجامعة العربية، برزت عقدة مفاوضات التسوية، التي أثارت سجالاً خلال الجلسات المغلقة بين الوفدين السوري والليبي من جهة، والفلسطيني من جهة أخرى، و انتهى إلى عدم اتفاق على استراتيجية عربية للتعاطي مع مايسمى بعمليّة السلام.
القذافي: "يُعزف نشيد الله أكبر وترفع الجلسة"!
ونتيجة للخلافات وللقرات الهزيلة التي تم الخروج بها فقد غابت "الجلسة الختامية" المعتادة للقمم العربية، حيث يلقي القادة كلمات في الجلسة المفتوحة "الختامية"، واكتُفي بكلمة مقتضبة اشبه بمؤتمر صحفي، ألقاها عمر موسى عرض فيها باختصار قرارات القمة. وما إن أنهى موسى كلمته، حتى قال رئيس القمّة، الزعيم الليبي معمّر القذافي، "يُعزف نشيد الله أكبر، وترفع الجلسة"، قبل أن يخرج من القاعة مسرعاً. وفي سياق الخلافات العربية، قال الرئيس السوري بشار الأسد، رداً على أسئلة الصحافيين بشأن إمكان تحسّن العلاقات مع مصر، إن "المشكلة مع مصر يجب أن تحل". وسئل عما إذا كان يعتزم القيام بزيارة إلى مصر لتهنئة الرئيس المصري حسني مبارك بالسلامة بعد نجاح عملية جراحية أجراها في ألمانيا، فردّ قائلاً "إذا أرادوا ذلك"، من جانبه رد وزير خارجية مصر احمد ابو الغيط ان زيارة الاسد للقاهرة مرحب بها "إذا أراد ذلك". وفي إشارة إلى بقاء الخلاف العربي في شأن المفاوضات مع الكيان الصهيوني، سارع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قبيل انتهاء أعمال القمّة، إلى إعلان براءة بلاده من أيّ قرار في ما يخصّ المفاوضات. وقال "نحن لسنا طرفاً في أيّ بيان صدر عن القمة بشأن المفاوضات غير المباشرة".
ثمن القدس .. نصف مليار دولار !
وبالعودة إلى القرارات، دعا البيان الختامي للقمة، الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى التمسك بماوصفه البيان بـ" بموقفه المبدئي والأساسي الذي دعا فيه إلى الوقف الكامل لسياسة الاستيطان في كل الأراضي المحتلة". باعتبار أن "الاستيطان يمثّل عائقاً خطيراً أمام تحقيق السلام العادل والشامل" بحسب البيان.كما أقرّ القادة العرب خطة "دعم صمود القدس" بتخصيص 500 مليون دولار لصندوقي القدس والأقصى اللذين أسسا عام 2001 في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ولكن هذا المقترح اثار تساؤلات عدة من قبل المراقبين في الساحة، حول جدواه اصلا، وكيفية صرف المبلغ والى الايادي والجيوب سيصل ؟!، فيما انطلقت في الصحافة العربية مقالات لاذعة بهذا الشأن تصور الزعماء العرب على إنهم ولعجزهم باتوا يضعون ثمنا لـ"القدس" بـ"500" مليون دولار !. وأن قمة سرت الليبية جائت لتؤكد أنها "مجرد رقم في قائمة القمم السابقة".
كما قرر القادة العرب "عقد قمة استثنائية في موعد أقصاه تشرين الأول المقبل" لمناقشة الاقتراح اليمني بإقامة اتحاد الدول العربية، و مناقشة مشروع إنشاء رابطة "الجوار العربي" الذي اقترحه موسى، ولا سيما بعد ما أثاره الاقتراح من رفض من بعض الدول، وفي مقدمها مصر، والسعودية التي أعلن وزير خارجيتها سعود الفيصل أنه لا يعتقد أن الوقت قد حان لذلك.