قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

فرحة بعض العرب بفوز علاوي
عادل حسن دشتي / كاتب كويتي:
يحتار المراقب والمتابع للاوضاع في العراق منذ اكثر من ثلاثة عقود من الزمن وتحديدا مع بداية الثورة الاسلامية في ايران واندلاع الحرب العراقية الايرانية وما تبعها من غزو صدامي غادر للكويت وتحريرها وسنوات الحصار للعراق واسقاط القوات الاميركية والاجنبية لصنم العراق واعدام حجاج القرن العشرين وما سبق وتبع ذلك من وجود للقوات الاميركية والاجنبية، وما رافقها من أنهار الدم التي سفكها التكفيريون والارهابيون والبعثيون في العراق، يحتار المرء كيف يمكن للمرء ان يتناسى كل ذلك التاريخ الملطخ بالدماء الذي سطره البعثيون الصداميون في العراق، سنة وشيعة، فالغدر والخيانة وسفك الدماء لا هوية ولا مذهب لها في فكر البعث الصدامي، فالجميع بعثيون وان اختلفت مذاهبهم، وكيف يمكن ان يفرح العرب وبعض الكويتيين تحديدا لاحتمالات عودة البعثيين في العراق تحت مسميات جديدة واقنعة جميلة بعد كل ما جره النظام الغادر على الكويت والامة من مصائب وويلات، وكيف يمكن لكويتي ان يروج او يفرح لعودة البعثيين وجثث شهدائنا ما زالت مغيبة عن اهاليهم، والذاكرة ما زالت حافظة لكل تفاصيل الغدر والخيانة بالصوت والصورة...
لا مجال للمجاملات وللاحتمالات، فهناك خشية حقيقية من تغلغل بعض العناصر البعثية الى السلطة في العراق تحت مسميات جديدة وشعارات براقة كالوطنية والعلمانية وغيرها وواجبنا كوننا اقرب الذين احترقت اصابعهم في الملف العراقي ان نأخذ حذرنا ممن يستحق الدعم والفرح وممن لا يستحقه، افلم تكفنا عشر سنوات من الدعم لنعرف عدونا من صديقنا؟
اما على الصعيد العربي ... فإن استقبال الرئيس الليبي لعدد من البعثيين واحتجاج الوفد العراقي على ذلك عشية القمة العربية الا دليل على ان هناك من العرب من لا يزال يحن الى النظام المقبور ويترحم على ايامه ولياليه، ولاسباب عليهم هم الاجابة عنها، مع انها لا تخفى على احد، فالسبب الطائفي هو احدها ان لم يكن اولها، والا فما الذي يجعل حتى الاسلاميين من العرب يرغبون ويرحبون ويروجون لعودة فريق يرونه علمانيا في حين انك تجد معاركهم مع العلمانيين لا تنتهي في بلدانهم الاصلية!؟/ وما الذي يجعل بعض الفضائيات «العربية» فرحة كل هذا الفرح بتقاريرها ومراسليها، في حين انها نفسها كانت تتحدث عن تقارير التزوير والتدخل في الانتخابات في الايام الاولى للفرز فسبحان مغير الاحوال.
وفي الختام فان نتائج الانتخابات العراقية الحالية لا تختلف كثيرا عن سابقتها ففي المحصلة النهائية فان ائتلاف دولة القانون وقائمة الائتلاف الوطني العراقي والقائمة الكردستانية ستشكل الحكومة القادمة بأغلبية برلمانية مريحة وسيكون الرئيس جلال الطالباني هو المرشح الاوفر حظا لرئاسة العراق ورئيس الوزراء سيخرج من هذا التحالف الثلاثي كنتيجة طبيعية للغة الأرقام التي يحاول البعض تجاوزها في العراق الجديد، اما الايهام ان الاسلاميين قد خسروا الانتخابات العراقية فما هي الا مزحة يحاول البعض الضحك بها علينا، وسيكتشف القوم ان ملايينهم التي يقول العراقيون انها صرفت بالانتخابات كيف ذهبت مع الريح.
(*) كاتب كويتي