روح لسنغافورة وشوف !
|
د. وليد الفلاح
ما الفرق بين دولة وأخرى؟ ولماذا تستطيع بعض الدول ان تنهض وتعود قوية من جديد على الرغم من انها تعرضت لتدمير رهيب مثل ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، بينما تتوافر جميع مقومات النجاح لدول اخرى، ولكنها تفشل في تحقيق المستوى المنشود؟ هل المشكلة هي الموقع الجغرافي او طبيعة المناخ او الموارد المتوافرة او ظروف الدول المجاورة، ام ان السبب الحقيقي هو سكان وساسة الدولة انفسهم؟
جمهورية سنغافورة ( الاسم مأخوذ من الكلمة الماليزية سينغابورا ومعناها مدينة الأسد)، هي دولة صغيرة في جنوب شرق آسيا، يسكنها 5 ملايين من البشر من اصول ماليزية وصينية وهندية، يدينون بالبوذية والمسيحية والاسلام والطاوية والهندوسية، ولديها اربع لغات رسمية هي: الانكليزية والصينية والماليزية والتاميلية، وهي واحدة من الدول الخمس الاعضاء المؤسسة لاتحاد دول جنوب شرق آسيا. منحتها بريطانيا سلطة الحكم الذاتي في عام 1959، نظام الحكم برلماني والحزب الحاكم هو حزب العمل الشعبي الذي فاز بمعظم الانتخابات . قبل اعلان الاستقلال عن بريطانيا بتاريخ 31 أغسطس 1963 كانت سنغافورة هي عاصمة المستوطنات البريطانية في تلك المنطقة، وفيها القاعدة الرئيسية للبحرية البريطانية في شرق آسيا. اهميتها تاريخيا جاءت من كونها ميناء تجارياً مهماً جداً، والآن اقتصادها المتين يشتهر عالميا لكونه يعتمد على مبادئ الحرية والابداع والتنافس التجاري، ويتميز بتشجيع القطاع الخاص ومحاربة الفساد، ولديها عاشر اكبر مخزون في العالم من احتياطات النقد الاجنبي. و تأتي سنغافورة - على مستوى العالم - في الترتيب الرابع عشر لكبار المصدرين، وفي الترتيب الخامس عشر لكبار المستوردين، ويتمركز فيها أكثر من 7000 شركة دولية من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، بالاضافة الى 1500 شركة صينية و1500 شركة هندية.
إنها قصة نجاح مبهرة، ولكن كيف تحقق لهذه الدولة الصغيرة كل ذلك؟ انهم البشر انفسهم الذين يصنعون النجاح وينهضون بالدول ويقيمون الحضارات، ولكن هذا يتطلب تواجد عنصرين اساسيين في هؤلاء البشر. هذان العنصران هما: الفكر والارادة، ولا غنى عنهما بتاتا، حيث ان الفكر بلا ارادة عاجز، والارادة بلا فكر تائهة، اما اذا غاب الاثنان معا فقل: على الدنيا السلام.
|
|