البعض يرى في القوات المشتركة فيصلاً..
مخاوف في نينوى من تحول المناطق المتنازع عليها الى قنبلة موقوتة
|
الهدى / وكالات
أعربت شخصيات سياسية في محافظة نينوى عن خشيتها من أن تترك الخلافات المعقدة بين العرب والأكراد أثرها على الأوضاع الأمنية في المحافظة المقبلة على انتخابات برلمانية عامة، كما قد تترك أثرها على التدهور الحاصل في العلاقات بين العراق وسوريا في ظل التوتر القائم على خلفية تفجيرات الاربعاء الدامي، نظراً الى ان محافظة نينوى تحاذي الحدود مع سوريا.
ويحاول الأكراد توسيع نطاق نفوذهم في مناطق ومدن هذه المحافظة بحجة وجود سكان من أصول كردية، الامر الذي دعى بالسلطات الكردية بارسال ما يسمى بحرس حماية اقليم كردستان، والذي وصفه محافظ نينوى مؤخراً اسامة النجيفي بانه مليشيا تابع للاحزاب الكردية.
ولحل الخلاف على عدد من المناطق المتنازع عليها بين المحافظة والاقليم، تم تشكيل قوة مشتركة من القوات الامريكية والعراقية الى جانب المليشيا الكردية، لفرض الهدوء والاستقرار في تلكم المناطق، وهو ما رفضه بعض الساسة في الموصل بسبب وجود القوات الكردية التي تتبع أحزاب وقوى مختلفة.
وعبّر وكيل المرجع الديني الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني في قضاء سنجار (120 كم شمال غرب الموصل) عن خشيته “من وقوع تصادمات بين أفراد القوة المشتركة نفسها، وبالتالي تكون تأثيرات ذلك سلبية على الواقع الأمني”.
وأوضح السيد سعد أحمد الاعرجي لوكالة (أصوات العراق) أنه “قد يحصل صِدام واختلاف بين القوة المشتركة نفسها، والحال هذه ستنعكس سلباً على الأمن والاستقرار في سنجار على حساب جميع الأطراف، لذا أنا ارى أن تشكيل قوة موحدة تتلقى تعليماتها من مرجع واحد سيكون أفضل”.
وبين أن “تصادمات عديدة وقعت في السابق بين هذه القوات التي كانت موجودة في سنجار لأن كُلاً منها تعمل لحساب جهة معينة، إلا أنني استبعد أن يكون للقوات الأمريكية تدخل مباشر في الوضع الأمني لأنها كانت موجودة سابقاً في المنطقة ولا تتدخل بشكل مباشر في وضعها باعتبار المنطقة أكثر أماناً واستقراراً من المناطق الأخرى في محافظة نينوى”.
وكان قائم مقام سنجار دخيل قاسم حسون قال لوكالة (أصوات العراق) في وقت سابق إن طلائع قوات أمريكية وصلت إلى مناطق في القضاء لتنتشر إلى جانب القوات العراقية وقوات حرس حماية اقليم كردستان (البيشمركة) لحمايتها، مبينا أن عدد القوات ونقاط انتشارها وواجباتها تم الاتفاق عليه بين الجهات الثلاث.
وأشار حسون إلى أن المقترح الأمريكي لنشر قوات مشتركة في المناطق المتنازع عليها التي تسكنها أقليات دينية والتي تتعرض لهجمات كبيرة لن يحل المشكلة الأمنية بشكل كامل في تلك المناطق لكنه سيساعد على تعزيز الأمن فيها بشكل نسبي وزيادة اطمئنان الأهالي الذين يشعرون أنهم مستهدفون بشكل دائم.
من جانبها، عبرت الجبهة التركمانية العراقية عن رفضها نشر مثل تلك القوة، وقال مدير مكتبها في تلعفر “اننا نعارض نشر قوة تشارك فيها البيشمركة لأنها قوة غير نظامية”، مستدركا “لو تشكلت تلك القوة من الجيش العراقي والقوات الأمريكية فالأمر طبيعي لأن تلك المناطق جزء من العراق لذا فعمل الجيش العراقي فيه من واجباته الأمنية، ثم أننا تحت احتلال أمريكي و وجود قواته أمر مفروض علينا”، وأضاف رضا جولاق اوغلو لوكالة (أصوات العراق) أن “إقليم كردستان جزء من العراق وقواته يجب أن تكون جزءا من القوات العراقية النظامية وليست قوة منفردة بإرادتها وتوجهاتها الخاصة”.
وأقام سكان عشرات القرى والمجمعات السكنية وبعض البلدات في المناطق المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية وبخاصة تلك التي تسكنها أقليات دينية وقومية، سواتر حولها لمنع دخول العجلات المفخخة إليها وتسهيل حمايتها، وذلك بإبقاء منفذ أو أثنين فقط لدخول السيارات وخروجها. فيما نظم سكان بعض القرى مجموعات خاصة من أبناء مناطقهم لحمايتها ومنع دخول الغرباء إليها.
من جانب آخر قال رئيس مجلس قضاء البعاج جاسم محمد حسين إن “القوة المشتركة التي يجري الحديث عنها، ما زالت مجرد فكرة لم تر النور، حيث لم تنشر هذه القوة حتى اليوم، في أية منطقة في محافظة نينوى”، وأوضح لوكالة (أصوات العراق) أن “هذا الإجراء في حال تنفيذه سيساعد على توفير الأمن للمناطق التي تعرضت لهجمات متتالية، إلا أن الأمر في مجمله أمر سياسي ويخضع لتجاذبات وتأثيرات سياسية بين الجهات المتصارعة”.
أما الإعلامي والكاتب بركات العيسى فقد أشاد بنشر قوة مشتركة في بعض المناطق، وقال لوكالة (أصوات العراق) إن “البعثيين الهاربين من العراق بعد عمليات الأربعاء الدامي يحاولون التسلل عبر المناطق الحدودية ومنها سنجار، لذا كان من الأجدر تشكيل هذه القوة في وقت سابق”.
واستدرك العيسى قائلا “كان من الأصح أن لا تغادر القوات الأمريكية مناطق غرب نهر دجلة، لأنها مناطق ساخنة وفيها من يحاول أن يدعم المسلحين ويتستر عليهم”، معتبرا أن “من يبحث عن الأمن والاستقرار يدعم تشكيل ونشر هذه القوة المشتركة”.
فيما قال احمد عبد الكريم، وهو كاسب ويبلغ من العمر 40 عاما، إن “القوات الأمريكية والبيشمركة كانت تسيطر في السنوات الماضية على هذه المناطق التي يجري الحديث عن نشر مثل هذه القوة فيها”، وأردف عبد الكريم لوكالة (أصوات العراق) أن “تلك القوات لم تكن حائلاً أمام الهجمات الكبيرة التي استهدفتها، لذا فأنا ارى أن نشر مثل هذه القوة له جوانب سياسية أكثر مما هي أمنية”.
ووفقا لتقرير صدر عن مرصد الحقوق والحريات الدستورية MRFC، الذي هو منظمة إنسانية غير ربحية تعنى بمراقبة الأوضاع الأمنية، فإن شهر أب أغسطس الماضي كان أشد الأشهر عنفاً منذ مطلع عام 2009 سجل فيه مقتل 543 شخصاً وأكثر من 2500 جريح، وتقدمت نينوى جميع محافظات البلاد في عدد ضحايا الجيش والشرطة وفي عدد الاغتيالات.
وعلى صعيد آخر أعرب النائب حنين قدو عن مخاوفه من أن تنعكس الاضطرابات الأمنية في نينوى سلبا على الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن قوات البيشمركة والأسايش الكردية في المحافظة أثروا على الانتخابات المحلية السابقة بداية العام الجاري.
وقال في حديث بثه (راديو سوا): مخاوفنا تكمن في أن الانتخابات ستجري في ظل ظروف أمنية معقدة وغير مستقرة وبالتالي سوف تؤدي إلى تعثر العملية الانتخابية وتخوف الناس من الذهاب إلى الاقتراع وبلا شك وجود البيشمركة والأسايش في المنطقة سيؤثر على الانتخابات أيضا.
وفي وقت لاحق أفادت المصادر بحصول تقارب بين قائمة التآخي الكردية وقائمة الحدباء العربية التي تدير شؤون المحافظة بعد خلافات استمرت لعدة أشهر، حيث اتفق الجانبان على عدة مسائل متعلقة بإدارة شؤون المحافظة مما سيسهل لعودة الأكراد إلى مجلس إدارتها،
|
|