مولد النور
|
محمد طاهر محمد
قد شعّ في فجر الخلود ضياهُ مذ حلّ في البيت الحرام سناهُ
فالله شاء بأن يشرّف بيته بك فاحتفى بالنور فوق ثراهُ
بفمي عبير القدس من نجواه تسمو به الأرواح والأفواهُ
عذباً تورّد في جديب جوارحي نبض الفؤاد يفيض من ريّاهُ
يساب فيّ العشق يغمر أضلعي أرجاً يفوح على فمي أشذاهُ
حسبي غراماً أن قلبي مترعٌ والروح تهفو إن جرتْ ذكراهُ
أُرضعتُ فيض الهدي من أنواره حتى انتشيتُ فكيف لا أهواهُ
عشق من الأصلاب يجري في دمي لحن مع الأزمان ما أحلاهُ
إن صاح أهل الحب باسم حبيبهم فالقلبُ يندب في الهوى مولاهُ
وزّعتُ لحناً للمنائر في دمي وزرعت في خفق الضلوع هداهُ
ونشرت قلبي فوق قبح ملامحي وقتلت صمتي في ربى مغناهُ
وامتدّ كفي في ظلال جنانه وتبتّلت فوق الضريح شفاهُ
فانساب من ستر القداسة عالمٌ حتى تجلى في القلوب رؤاهُ
ونزت من الاضلاع أصلاب هوتْ وتعفّرت منهم لديه جباهُ
وتصاغرت كتل الدهور لقدسه وتسامت الأرواح حول لواهُ
يا أزهد الناس..، الكفاف إدامه والتبر عنده والثرى أشباهُ
نسج العفاف عليه ثوباً طاهراً وبوجهه نشر الهدى لألاهُ
وبكفه اكتملت شريعة أحمدٍ يوم الغدير وأسبغت نعماهُ
رفعت له كف بكفِّ محمد وعليهما نوراً أفاض اللهُ
من غير حيدرةٍ يليق لمثلها أو من أمير المؤمنين سواهُ
يا أيها المجد المؤثل من سنا تتهافت الأمجاد حول مداهُ
يا روح حقٍّ يا صراط مفازةٍ يا منهجاً ضلّ الورى لولاهُ
يا قطب أفلاك العلوم وبابها يا صوت جبريل بفيك نداهُ
يا قدس ذكر يا صلاة محمد يا نبع نورٍ يستشفُّ سناهُ
|
|