القرضاوي .. مفتي الثوار وواعظ السلطان!
|
إن من أبرز مقتضيات الحديث المجرّد في أي مسألة هو أن يمتلك المتحدث المعلومات الكافية وأن يطلع على التفاصيل الدقيقة للأمور صغيرة كانت أو كبيرة قبل أن يخوض فيها. عدا ذلك سيوصف ذلك الحديث باللغو والتخريف ولعل أقل ما يمكن ان يواجه به المتحدث حينها هو أن يُطالَبَ بالسكوت لأنه "يهرف بما لا يعرف". الشيخ يوسف القرضاوي القى مؤخرا من على منبر الجمعة في العاصمة القطرية، وفي صحيفة الشرق الاوسط ، بتصريحات طائفية غاية في الخطورة، وصف فيها الثورة في البحرين بالطائفية وأنها ثورة شيعية ضد السنة، وأن المتظاهرين لم يكونوا سلميين، بل اعتدوا على أهل السنة واستولوا على مساجد ليست لهم، واستعملوا الأسلحة ضد كثير من المستضعفين من أهل السنة! .
فهل كان القرضاوي يعي ما يقول حقا؟ الجواب "لا" قطعا، فهو يقول في تصريحه للشرق الاوسط ا "لا أجد نفسي حرا تماما، ولا أجد عندي المعلومات الكافية عما يحدث"!! . تصريح القرضاوي انطوى في حقيقته على اتهامات صريحة وخطيرة جدا لا يمكن فهمها الا في سياق التحريض الطائفي ضد الثورة الشعبية في البحرين. ولهذا يأتي التساؤل الأبرز هنا عن الدوافع التي ساقت الشيخ لاطلاق تلك التصريحات التحريضية وهو لا يملك المعلومات الكافية على حد اعترافه؟!. فأين هي المساجد التي استولى عليها الشيعة من اخوانهم السنة في البحرين؟! وأين هي تلك الأسلحة التي استعملها المتظاهرون وهم يُرشَقون بالرصاص بواسطة طائرة الاباتشي في دوار اللؤلؤة، وقد دفعوا حتى الآن حياة اكثر من 20 شهيدا ومئات الجرحى والمعتقلين في ثورتهم؟ . تصريحات القرضاوي ( كما فتاوى البلاط الوهابي في السعودية) تضمنت في حقيقتها غطاء وتبريرا للقمع الوحشي وأعمال القتل وسحق المتظاهرين السلميين على ايدي قوات الأمن دون أن يكلف نفسه التدقيق في صحة الأقاويل التي روجها.
أن بحرينيا واحدا من دعاة الديمقراطية لم يكن يتصور أن يتلقى مساندة من القرضاوي ـ المسكون بالطائفية ومن اسم ومصطلح شيعة ـ على غرار ما فعل الأخير مع ثورات تونس ومصر وليبيا، واخير سوريا ، ذلك لأسباب كثيرة منها قول الشيخ عن نفسه "لا أجد نفسي حرا تماما" ؟!. إلا ان المفجع في الأمر هو أن يتحول القرضاوي من مفتي يساند الثورات ويدعو علنا لاغتيال الحاكم الذي يقتل الناس في ليبيا، إلى مفتي لقتل الناس على يد الحاكم في البحرين. لا نستطيع أن نفهم كيف يمارس رجل دين واحد دور مفتي الثوار في بلد وواعظ للسلاطين في بلد آخر!.
سماحة المرجع المُدرّسي يستقبل وزير البلديات والوفد المرافق له:
بالأصلاح والعمل المخلص يكون بلدنا مثالاً حسناً لدول المنطقة
|
|