قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
أكد أن الناس مسؤولون عن انتخابهم للمسؤولين واصلاح النظام بالضغط والنقد البنّاء وليس الفوضى
المرجع المُدرّسي: ضرورة الحفاظ على وحدة البلاد وقيم الدين ودعم الاصلاح السياسي ومنع الدكتاتورية
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة كربلاء المقدسة/ الهدى:
أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدُرّسي (دام ظله) أنه وعلى الرغم من كل السلبيات والتحديات التي نعيشها اليوم الا أن التغيير في العراق ومايتمتع به اليوم من حرية بعد التخلص من الدكتاتورية ، " لم يأت بلا ثمن ، انما جاء بجهاد ودماء ودموع ومعاناة واثمان باهظة دفعها الشعب العراقي طوال عقود ، وهذه النعمة التي انعم الله بها على هذا الشعب يجب أن يحافظ عليها بقوة ووعي و لا يفرط بها ". مؤكدا ايضا على أن الشعب العراقي يجب أن يقف موحدا في سبيل الحافظ على قضايا مهمة واساسية اثبتها في الدستور، ومن ذلك وحدة البلاد وعدم السماح بالتمزق والتشرذم الى اجزاء ، الى جنوب ووسط وشمال وغرب وشرق، لان التمزق عادة مايؤدي الى الاستعداء والعنف والحروب..، ومن ذلك ايضا الدفاع و الحفاظ على الدين الحنيف وقيمه ، لأن جهاد وتضحيات الشعب لم تكن فقط من اجل نفط و خدمات وماشابه مع اهميتها وضرورتها ، بل من اجل الدين والكرامة اللذين هما الاصل والمنطلق لباقي الاهداف والتطلعات العادلة المشروعة".
واضاف سماحته في سياق المحاضرة الاسبوعية التي القاها على حشد من الوفود الشبابية، وطلبة العلوم الدينية، والمواطنين والزائرين، ان من القضايا المحورية ايضا أن العراق" يجب ان يكون عراق الناس عراق الشعب عراق الامة، وعدم السماح برجوع الدكتاتورية ، فنعود الى نفس الهوة التي خرجنا منها ، فالدكتاتورية مثل كرة الثلج تبدأ صغيرة في البداية وكلما نزلت الى الارض من فوق الجبل تضخمت، وهي اذا حدثت في بلد فأنها تكون مثل سرطان الخلية الفاسدة في الجسم تتوسع وتتوسع الى ان تشمل كل الجسم فلابد أن نرفض ذلك منذ البدء.." . وتابع بالقول أن على الشعب أن يعي بأن " الذين يجب ان يقودوا البلد ويكونوا هم المقياس في حكم البلد هم ابناء الشعب الذين ينتخبون مجالس المحافظات واعضاء البرلمان الذين بدورهم ينتخبون الحكومة والرئاسات الثلاث ، فهؤلاء الناس الناخبون يجب ان يكونوا واعين وهم من يتحمل المسؤولية الاولى و الاساسية.. وهم مسؤولون عن صوتهم ومن ينتخبونه في الدنيا ويوم القيامة .." واضاف في جانب آخر بالقول أن " العراق قد يخضع لهبات ولأزمات ونريد من الشعب أن يقف مع حكومته حينما تكون صالحة، وذلك لا يعني ابدا ان يسكت الناس عن اي فساد وتقصير في البرلمان والحكومة ومجالس المحافظات، وارجو ان يفهمني السامع والمتلقي بإننا حين نقول ذلك فنحن لسنا مع ان نغمض اعيننا ونصمت.. فمن ننتخبه يقود البلد لأننا نحن من اخترناه لذلك، و لكن اذا غير الطريق وحاد ننبه ونقول له قف ونحاسبه ونتحمل مسؤوليتنا في ذلك .. فنحن لابد ان نكون مع الحكومة ونقوم بدورين ، أن نسدد و نؤيد، نسدد بأن نعترض على الخطأ وننبه حتى لو تطلب الامر الخروج في تظاهرات سلمية والتي لايجوز أن تقمع .. و لكن ايضا لو افترضنا ان البعض كانوا منحرفين و مدسوسين ولايريدون الاصلاح انما التخريب واغراضاً مشبوهة ، فأنت من ترفض ذلك او تؤيد الحكومة بالحق ، اخرج في مظاهرات وهي مفتوحة لك كما للاخر، انزل الى الميدان، فاذا اخطأت الحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات اعترض وقل ذلك ،واذا اصابوا واحسنوا ، ادعمهم وقف معهم".
و اضاف " نحن هنا ندعو المسؤولين ايضا لأن يستمعوا بجدية الى الناس والى طلباتهم واعتراضاتهم، ولتكن التظاهرات والانتقاد ، ولكن على أن يكون بناءً ، وليس لاهواء، او لمجرد قضية بسيطة من الممكن علاجها وحلها، نتجه بالخطأ لتغيير المعادلة كلها.. اكثر الناس يريدون أن يصلحوا الامر، و ينضموا تظاهرات، لكن شرط ان يدركوا ويعرفوا الامور وكيف يكون التصرف الحكيم والمفيد، فنحن لا نريد العراق فوضى، لا تريدون مجلس المحافظة على المثال، او هذا المسؤول وذاك، فليتغير ولتكن انتخابات مبكرة، ولكن ليس عبر الفوضى، من يطلبون الحق يجب أن يتكلموا بالحقيقة وهذا يتطلب ان هذه الطاقات المخلصة والمؤمنة من امثالكم ، هؤلاء الشباب والنفوس الطيبة ، يعرفون بعضهم ، يتحدون ويفكرون في مصير بلدهم ولايلقون بالمسؤولية على عاتق الاخرين.. ايدوا الحق وطالبوا به وقاوموا الباطل والفساد بالتي هي احسن .. وهنا اوجه الدعوة الى شباب العراق الصالحين المخلصين أن اتحدوا ايها الشباب، اتحدوا مع العلماء مع كفاءات وطبقات المجتمع وابتعدوا عن هذه التحزبات الضيقة وقوموا بتسديد النظام وتقويمه في حال الزلل وبتأييده في حال الصلاح والصواب .. ونظامنا ليس دكتاتورياً انما هو نظام شوروي، وكما يسمونه ديمقراطي ، ففي النظام هناك مرونة، لكن لا تسكتوا عن الباطل فإن سكتّم اليوم عن الباطل فانه سيكبر، و الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان شرعيان واهم شيء في هذا ان تراقبوا السلطة، الحاكم، فيكون تأييدكم لما صحيح وسليم واعتراضكم ونصحكم بشأن ماهو عكس ذلك .. فنحن يجب ان نصلح الامور ولكن بوحدتنا في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، ان يشد بعضنا ازر بعض ، وأن يكوّن شبابنا في العراق ذلك التيار الايماني في عمل الخير ، واذا كان هناك اناس لديهم نية سوء فأنهم لن يستطيعوا لذلك سبيلا حين يرون شعبنا متحدا متماسكا واعيا وهو يدٌ واحدة على اعدائه ويدا واحدة وقوية لبناء البلد .."