قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
بدء العام الدراسي الأكاديمي ـ الحوزوي
وقفة تلاق.. ام طلاق؟!
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة يتزامن العام الدراسي الجديد لبلداننا مع بدء الدراسة في حوزاتنا الدينية، وان مطلع شوال بعد نهاية عيد الفطر المبارك خير مناسبة للتفاؤل والتلاقي بين محوري النهضة في الأمة ألا وهي الحوزات العلمية والمدارس الأكاديمية.. وفي هذا الصدد انبرى زميلي و..
ـ قال: لماذا هذا الطلاق والقطيعة بين الحرمين (الجامعي ـ الحوزوي) ومن المسؤول عن ذلك ومن المستفيد من هذا الفصام النكد؟!
ـ قلت: ذكّرتني بأيام عيد الفطر المبارك، فقد زرت مع زملائي إحدى مدننا المقدسة لتهنئة علمائها بهذه المناسبة العطرة، فتوجّه أحد زملائي بالسؤال لأحد علمائنا (حفظهم الله تعالى) مستعرضاً تعدي بعض الشخصيات الجامعية في ايران على مقام النبوة ومكانة القرآن الكريم، طالباً من سماحته تبيين موقفنا تجاه هذه الهجمة، فأجاب سماحته: أتركوهم، فحال هؤلاء مثل حال (فلان..) الذي تركناه وفضح نفسه، مما أثار هذا الجواب تعجبنا..
ـ قال زميلي (مقاطعاً): كيف نترك الأمور، وبالتأكيد ان سماحته مرشح لـ(الـ...)..
ـ قلت (مقاطعاً): دع عالم المستقبليات ومن يقود من، ومن يرجع الى من!؟
ـ قال: ولكن اتساءل؛ ألم يكن لنا دور تجاه الأمة وثقافة الأمة، ولماذا لم ننصح شبابنا للتصدي لهكذا شخصيات تتجاوز ونحن لا نرد عليها بطرق علمية وموضوعية؟
ـ قلت: ان الطلاق والقطيعة ـ كما جاء في سؤالك ـ لها عوامل وجذور نفسية، فبالتأكيد ان الطلاق بين الحرمين الحوزوي والأكاديمي يستفيد منه أعداء الأمة، فهناك من يغذي أولادنا بأن رجال الحوزة يعيشون الماضي وأفكار الموروث والنصوص غير المتحركة، كما ان هناك من يستهزئ بعلميّة الأكاديميات ويتهم مناهجها بأنها تؤدي الى الثقافة المادية والكفر بالنتيجة.
ـ قال: ولكن هذا اتهام باطل.
ـ قلت: بالتأكيد ان الكثير ـ ممن درسوا المنهجين وظّفوا علميّتهم للدين وركائز ومصالح الأمة والوطن معاً، ولكن ان المشكلة لابد من تطوير المناهج في الحقلين الحوزوي والجامعي.
ـ قال: بالضبط ماذا تقصد؟
ـ قلت: أقصد ان الحوزة عليها أولاً.. أقول (أولاً) ذلك لأن ديننا يرى ان النهضة في الأمة وتصحيح المسارات تبدأ من القاعدة الدينية وان رجال الدين قاعدة الانطلاق باعتبارهم (ورثة الأنبياء) و(أمناء الرسل) و(حكام الناس).. ـ كما جاء في الأحاديث الشريفة المتواترة ـ.
ـ قال: فأين يكمن التطوير في مناهج الحوزة؟
ـ قلت: التطوير يبدأ من أسلوبها ولغتها باعتبارها لا تواكب العصر، وكذلك موادها الدينية لابد ان تكون لها القدرة على معالجة مشاكل العصر وتحديات الواقع، بحيث ان رجل الدين اذا جالس وحادث طلاب وطالبات الجامعة فبكل سهولة يتحاور معهم ويؤثر فيهم.
ـ قال: الجامعيون والأكاديميون ماذا يفعلون؟
ـ قلت: عليهم التواصل مع الحوزات العلمية وتخليص وتشذيب مناهج (وسيستم) الجامعة من الموفود الأجنبي والثقافة الغربية التي لا تمت الى ركائز أمتنا بصلة، مع الحفاظ على روح العصرنة ومواكبة العلوم التقنية، ولكن على الصعيد الثقافي والفكري لابد من الارتكاز على مرتكزات (خير أمة أخرجت للناس).. أليس كذلك؟!.