قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
المرجع المُدرّسي: نحتاج للكلمة الطيبة التي تشيع التفاؤل والتعاون لا إشعال الفتن و العصبيات والطائفيات
ببصائر القرآن نتلمس الرؤى والمعالجة السليمة لأزمات حياتنا الراهنة وخارطة طريق لمستقبلنا. .
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى/ كربلاء المقدسة:
اكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" على ضرورة العمل الى تحويل ماوصفها بـ"التعبئة" والثقافة السلبية في البلاد، وفي الأمة عموما، الى الثقافة والتعبئة الايجابية، في سبيل النهوض وتلمس الحلول والرؤى السليمة لمعالجة الازمات والمشاكل. واوضح في جانب من كلمته الاسبوعية التي القاها، نهاية الاسبوع، على حشد من الوفود، والاخوة المؤمنين في مكتب سماحته بمدينة كربلاء المقدسة،:" قلت واكرر أن شعبنا يعيش مشاكل و صعاب عديدة، فالخدمات لا تزال دون المستوى، وكذلك الأمن، فيما الحكومة لم تتشكل لحد الان بعد سبعة اشهر من الانتخابات، الى جانب مخاوف كبيرة على المستقبل، ولكن مع ذلك دعونا نسأل : اخواني في العراق العزيز، أ نحن نعيش اسوأ فتنة، ام أن هناك في بلدات كثيرة ربما من يعيش فتنة ووضع اسوأ بكثير.. واذا كنا نعيش الأن هذا النمط من الفتنة العامة المشتركة، أ نضعف ونستكين ونتراجع عن اهدافنا وقيمنا؟!، أم نصمد ونتحدى بقوة وارادة صلبة ونتوجه الى الله اكثر؟، ولإن الهدف هنا هدف عام وليس شخصياً، فهل يتصور أحد أنه يستطيع أن يخلص نفسه بالهروب من تحمل المسؤولية،كلا، فالانعزال والهروب ليس حلا ولن يكون هو الطريقة الصحيحة لحل الازمات ونواجهة العقبات.."
كما اكد سماحته على أهمية " التعاون بدل حالة الاستئثار التي تسبب العرقلة والمنع والصد للاخرين من الانطلاق في عمل الخير وبناء وتقدم الحياة في المجتمع، والوقوف أمام ذلك بإسم وغطاء القانون و الحزبية والفئوية، فمن يعمل ذلك عليه أن يعرف أنه مجرم عند الله تعالى بحق مجتمعه، بحق الاخرين، بل و بحق نفسه أيضا"، وتابع سماحته : "يجب أن ننبذ ثقافة سلبية هكذا، و نتعاون جميعا يدا بيد لنبني البلد، فكل عمل خير هو العمل الصالح، لصالح المجتمع، و هذا ما نحتاجه اليوم ونحن جميعا في هذا الشعب لدينا امكانات هائلة لكنها موزعة ومشتتة، فلدى كل واحد منا نوع من الامكانات قد تكون مختلف عن امكانات صاحبه، ولكنها بالانطلاق، وبالتلاقي والتعاون والجمع تشكل رافدا قويا وكبيرا يسهم في بناء البلد ويصون المجتمع ويطوره.." فنعمل ذلك جميعا من قبل يأتي اليوم الذي يقال فيه " وقفوهم أنهم مسؤولون ".واضاف : " يااخواني نحن اليوم في العراق نحتاج الى الكلمة الطيبة الصادقة، وهي التواصي بالحق وبالصبر فلن تخدمنا ابدا الكلمات التي تثير الحزازات وتشعل الفتن وتنتج العصبيات والطائفيات. . فلنعمل لجعل الجو العام في البلاد جو التفاؤل والأمل والتعاون، واصحاب البصائر والاقلام ليس عليهم أن يركزوا ويبينوا فقط الجوانب السلبية، فصحيح أن هناك جوانب سلبية كثيرة وتحتاج الى نقد وتصحيح، ولكن هنالك الى جانبها ايضا جوانب ايجابية كثيرة، فلماذا لا نتكلم بها ونشجعها، لماذا لانتواصى بالخير والصبر؟، فنحن لسنا اول الناس ولا اخر الناس الذين يتعرضون لمحن، الم يكن اناس قبلنا صبروا ربما على ماهو اسوأ من هذا ولكنهم صمدوا واستقاموا، وحصلوا على جوانب ونتائج ايجابية ؟..". وحول الرؤية السليمة تجاه الفتن والابتلاءات وكيفية التعامل، قال سماحته أننا " حين نقرأ القرآن الكريم فذلك لكي نتملس منه البصائر والحِكم والمعالجات السليمة ولنعرف ليس فقط طبيعة حياتنا المعاشة الراهنة وانما ايضا لنعرف المستقبل، و كيف نخرج من هذه البوتقة بصورة سليمة. ." موضحا ان الامة اليوم تعيش ملامح فتن كثيرة، وأن اكثرها للاسف نتاج افكار وكلمات من شخص او جهة هنا وشخص او جهة هناك، بينما في البلاد قضايا كبيرة ومهمة تحتاج الى يقظة وحكمة لمواجهتها. . وللاسف وعبر التأريخ ولغاية اليوم كلما كانت هناك مشكلة كبرى في الامة وكلما كانت هناك مؤامرة عليها، اذا بنا نرى فتنة من هذه الفتن اشتعلت.. وعلى سبيل المثال هناك الان محادثات مباشرة بين الفلسطينيين وبين الصهاينة، فيصورون أن هذه القضية ليست بالمهمة، فيتم التغطية عليها بقضية اخرى وفتنة يلهون الأمة بها، ثم يطمطمونها بعد ان يفرغوا منها، فأين العقول الكبيرة ياترى؟! اين اصحاب البصائر والرؤى النافذة، اين الذين يوجهون الناس الى قضاياهم الاساسية ؟. ." (تفاصيل أكثر ص 6)