قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

غياب (الصدق) يساوي (أزمات)
الازمات تكاد لا تنقطع، حتى صار حديث البعض، اذا شعروا بهدوء الساحة، قالوا: لماذا الهدوء؟ لماذا لا يوجد شيء في الساحة يكون حديثنا ونتابع احداثه؟ وللاسف ان يوجد مثل هذا التصور في مجتمعنا وما نعانيه، وهو من اهم عوامل انتشار الفتن ويساعد في انتشار الاشاعة بشكل كبير.
وبعبارة اخرى صار الجهل هو العلم عند الكثير، وهو ما يسمى الجهل المركب، فيجهل انه جاهل فيأتي بالعجائب، والذي يحصل من ازدياد في المشاكل وما يسمى جوازا ازمة لا نهاية لها ما دام الصدق غائبا عن الساحة. فلو كنا نجعل الصدق هو الحكم في جميع التصرفات لانتهت اغلب المشكلات، لكن الذي نعانيه فقدان التعاون للوصول الى المصلحة العامة وتصحيح المسار، فعلى سبيل المثال قد تجد طرفا يتعب نفسه ويصيح بأعلى صوته لكشف ومحكافحة الفساد واهله، وتجد الطرف الآخر يتفنن بالتهرب وعدم المواجهة واستخدام الحيل لمجاملة المفسد والتستر عليه.وهكذا تجد من يدعو وينادي الى التعاون والحوار البنّاء والتلاقي على القواسم المشتركة لحل الازمات وايجاد حلول للمشاكل والاخطاء، فيما تجد بالمقابل من يفضل مصالحه واجنداته الخاصة وينفخ في نار الصراعات وربما يختلق ويفتعل المشاكل والازمات ويديمها..
اننا نحتاج الى الصدق في من يتولى المناصب، ونحتاج الى الصدق في القضاء على اي مشكلة، ونحتاجه لكشف الفساد واهله، ونحتاج الى التلاقي والتشاور والحوار والتنازل المتبادل فيما بيننا عن بعض المواقف والمصالح النسبية او الضيقة في سبيل المصلحة الاكبر وزالاعلى والأعم، ولو كان سيلحق بنا شيء من الضرر النسبي لكن النتيجة ستكون لمصلحة الجميع..
الامر يحتاج الى اناس صادقين يشهدون بالحق، ولو على انفسهم، ويتحملون المسؤولية، فالصدق دائما يهدي الى ما فيه خير، وصدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما قال "عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وما زال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا". وكم جاء في الحديث الشريف أيضا أن " النجاة في الصدق".