قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

ما علاقة (زيادة) البرلمانيين بـ(نقصان) الحصة التموينية!؟
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة صادق الخميس
هناك بيت شعري يقول (لا تشكو للناس جرحا انت صاحبه / لا يؤلم الجرح الا من به الالم) او كما يقول المثل الشعبي العراقي (اللي ايده بالماي مو مثل اللي ايده بالنار) وهذا ما ينطبق على واقعنا اليوم .. حيث السجال الكبير ما بين الحكومة والشعب والذي يظهر بين الحين والاخر الا وهو معضلة المعضلات والازمة الكبيرة لدى الحكومة، وهي: البطاقة التموينية !؟.هذه البطاقة التي تؤرق الساسة وتجعلهم في صداع دائم لا يفيد لها (اقراص البراسيتول ولا المهدئات) فهي تأتي بالمرتبة الاولى في اهتماماتهم !؟، تاركين الانفجارات وتدخلات دول الجوار والاجندات التي تعمل ليلا ونهارا والبطالة والفساد الاداري والمالي وغيرها الكثير، لا يعير بعض المسؤولين لها اي اهتمام مثل اهتمامهم بكيفية اجتثاث البطاقة التموينية والغائها، اما السبب في ذلك فلا يعلمه الا الله سبحانه و الحكومات المتعاقبة الثلاث !. فبعد اقرار زيادة مقاعد البرلمان من (275) الى (325) اعتقد الناس البسطاء انها لاجل الامور السياسية وزيادة عدد سكان العراق، ولكن لم يعلموا ان هذه الزيادة البرلمانية سوف تنعكس على الحالة المعاشية للشعب العراقي .. فأول بشائر هذه الزيادة هو تقليل مفردادت الحصة التموينية (التي لم يبق منها سوى اسمها)، وجعلها خمس مفردات .!فيا ترى ما هي العلاقة بين زيادة البرلمان وتقليل الحصة .!؟ .ام ان حكوماتنا اتبعت الخطوات التي اتبعت في مسألة تحريم الخمر في صدر الاسلام حيث لم تحرم اول مرة بل جاءت على شكل مراحل ... فلذلك عملت الحكومات ورأت ان البطاقة التموينية كالسلاح النووي سيحرق البلاد والعباد، فأول شيء فعلته هو قطعها عن الذين يتقاضون راتباً اكثر من مليون ونصف شهريا (المستثنى هنا شخص واحد فقط في البطاقة هو مستلم هذا الراتب)، وبعد ذلك جاء تقليل المواد الى خمس، حتى يتسنى لهم توجيه الضربة القاضية بعد فترة لهذه البطاقة ويتم إلغاؤها، وبطبيعة الحال سوف يقام حفل ساهر لجميع اعضاء الحكومات بمناسبة القضاء على عدوهم الاول والاخير ويعلنوا انتصارهم التاريخي على الحصة التموينية !.
احد مسؤولينا صرح ان الحصة التموينية تؤثر على خزينة الدولة وهي مشابهة لتصريح احد الوزراء ان زيادة رواتب المتقاعدين يؤثر على الخزينة .. فوا عجباه ! .. كل ما يخص امور الشعب يؤثر على الخزينة، اما رواتب اعضاء الحكومة والبرلمانيين والتي لو جمعت لشهر واحد واعطي الى جمهورية الصومال لصعدوا بها الى القمر، فهي لم ولن تؤثر على خزينة الدولة !!! .. فهل يا ترى انهم وفي عملية حسابية حكومية جمعوا حاصل رواتب خمسين عضوا برلمانيا جديدا لشهر واحد، ليروا انها ربما تساوي اموال الحصة التموينية للشعب العراقي بأكمله لمدة عام، فلذلك قرروا تقليل الحصة ؟!. حقيقة انها من الامور المبكية والمضحكة .. ان ينصب جام غضب الساسة على هذه البطاقة المسكينة تاركين المفسدين وعلاقات العراق الخارجية والمشاكل والآهات والازمات .. واني أقسم اني ساقنع مالك الدار التي اسكنها مستأجراً ولا اعطيه بدل الايجار، لاعطيه لمن يعطيني سبب اهتمام حكوماتنا الثلاث بالغاء واجتثاث الحصة التموينية ؟!.
لماذا لا يصرح المسؤولون وبكل جرأة ووضوح ويقولون للشعب ان هناك ضغوطات خارجية عليهم من اجل الغاء التموينية، (مساكين كم ضغط يتحملون)؟!. وباعتقادي ان الشعب سيقول لهم اجتثوا هذه البطاقة، فالشعب تحمل ما تحمل فهل اقتصرت على هذه .. لا.. سوف يتحمل من اجل راحة ورفاهية المسؤولين الفقراء..