اسلوب التخويف وقود الفتنة الطائفية
|
اكرم الثوري
لا شك ان كل ازمة سياسية يسبقها تصريح وكلام بل وكل ما جرى ويجري على العراق من تفجيرات وتوترات كان يسبقه فتاوى وضخ اعلامي وتصعيد كلامي وهو ما يحصد رؤوساً بريئة ونفوساً طاهرة ويخلف ارامل وايتام وثكالى يومياً.
ثمة سياسيون مولعون بالتصعيد، ولم يهدأ لهم بال بلا ازمات وتوترات، وهؤلاء يعيشون وينشطون في ظرف الازمات ويحاولون المبالغة والتهويل في كل قضية عند حصولها في المشهد العراقي. هؤلاء يلجأون الى اصعب الخيارات واعقدها وهم ليسوا راضين الا على انفسهم، فيما غيرهم هم المخطئون والطائفيون والعملاء و...!؟.
ومشكلة هؤلاء انهم يحاولون صب الزيت على النار واستغلال مشاعر العراقيين وتأجيجها بالطرق الخاطئة وافراغ شحناتها بطريقة مغلوطة تؤدي الى ايجاد تشنجات وتوترات في الشارع وانقسامات في النسيج الاجتماعي جربنا تداعياتها في المرحلة السابقة. والمؤسف ان اصوات هؤلاء مسموعة لدى البعض من اخواننا بقية المكونات الفاعلة في المجتمع العراقي وقد تتجسد هذه الاصوات وتتحو الى اصوات مفخخات واحزمة ناسفة لإنتحاريين ومجانين يزحفون الى الجنة على اجساد الابرياء والمظلومين!.
التعاطي مع الشارع العراقي الذي ينفعل احياناً بانفعالات قياداته ويهدأ بهدوئها ويتأثر غالباً بتأثرها، هذا التعاطي ينبغي ان يخضع لموازين اخلاقية وانسانية وشرعية باعتبار ان التحريض يؤدي الى ازهاق ارواح ابرياء من ابناء شعبنا بل ويخلق قناعات لدى البسطاء خطيرة، قد تؤدي الى سلوكهم طريق الجريمة والعنف والارهاب. في ازمة التحالفات الجديد انبرى هؤلاء وشمروا عن سواعد الفتنة والتصعيد ليجدوا ارضاً خصبة لاثارة النعرات الطائفية وتأجيج الشارع وتعميق انقساماته من جديد.
الدماء العراقية غالية ومسؤولية اراقتها تقع بالدرجة الاساس على هؤلاء المولعين بالتأجيج والتجييش ..وكل قطرة دم عراقية تراق مسؤول عنها اولئك من هواة التصعيد واثارة الكراهية والشد الطائفي.ننصح هؤلاء بالكف عن هذه الاساليب الرخيصة والالاعيب البائسة فان الدماء العراقية هي اغلى من كل المواقع والمناصب والتحالفات.
|
|