العراق.. طوفان من (شباب) يبحث عن الاستيعاب و العالم يعاني من (الشيخوخة)..
العراقيون 64 مليوناً خلال السنوات المقبلة و 70%منهم دون الثلاثين
|
احمد حسين/ الهدى:
اكدت وزارتا الصحة والتخطيط أن المجتمع العراقي يعد من بين اكبر المجتمعات (الشابة) حيث يبلغ نحو 70%من سكان العراق هم دون سن الثلاثين، حيث معدل الخصوبة مايزال مرتفعاً. فيما تشير التقارير من جانب آخر الى ان معدل عمر الفرد ارتفع خلال هذه الفترة مابين 58 الى 68 عاما.. يأتي ذلك فيما تشير الدراسات الحديثة الى أن نسب المجتمعات التي تعاني من الشيخوخة الواسعة تتزايد بالنسبة إلى إجمالي السكان في العالم أجمع والذي يشهد الآن ظاهرة لم يعهدها من قبل، وهي بقاء عدد أكبر من سكان العالم حاليا حتى سن متقدم بعد الإحالة إلى التقاعد في الستين من العمر. ويرى الخبراء أن شيخوخة السكان ستمثل مشكلة في المستقبل لاسيما للدول المتقدمة التي تعاني بقوة من ظاهرة الشيخوخة.
واطلقت اللجنة الوطنية للسياسات السكانية في وزارة التخطيط، مؤخرا التقرير الوطني الاول من نوعه حول حالة السكان في العراق الذي تم اعداده بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان، وقدم التقرير صورا مختلفة عن طبيعة المجتمع العراقي ومراحل تحوله الديموغرافي في سياق التنمية الأجتماعية والاقتصادية، مشيرا الى أن معدل الخصوبة لايزال مرتفعاً إذ ـ وبحسب المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي ـ سيصل عدد سكان العراق خلال السنوات المقبلة الى 64 مليون نسمة، وبنسبة تقدر بـ 40 مليوناً حتى عام 2017، الأمر الذي يتطلب توفير الخدمات الرئيسة لهم وتعزيز جهود الحكومة لتوسيع مشاريع التنمية الأقتصادية. ويقول الهنداوي أن النتيجة الأهم التي خلص اليها التقرير الحكومي هي اتجاه العراق نحو ما يعرف بـ "الهبة الديموغرافية"، إذ تبلغ نسبة الشباب دون سن الثلاثين بين سكانه 69%..مشددا على اهميته في توجيه خطط التنمية الوطنية، مشيرا الى ان شبابية المجتمع العراقي سلاح ذو حدين، فمثلما هي طاقة كبيرة للبناء والتطور فانها بحاجة الى خطط وبرامج واقعية لاستيعابها وتحويلها الى قوة بناءة. فيما عبرت الامم المتحدة عن قلقها ازاء مؤشرات تنمية الشباب في العراق، ونسبةالبطالة المرتفعة في صفوفهم، ودعت الحكومة العراقية الى توفير المزيد من فرص العمل للشباب، وانشاء منبر للحوار معهم.
على صعيد ذي صلة تقول وزارة الصحة أن معدل الفرد العراقي يبلغ اليوم 58 عاما، وان خطط الوزارة تسعى الى رفعه الى اكثر من سبعين عاما. فيما تشير تقارير الامم المتحدة الى ان معدل عمر الفرد العراقي ارتفع خلال هذه الفترة من47 سنة الى 68 عاما. وترى الوزارة أن 58عاما هو معدل جيد اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الظروف الاستثنائية التي عاشتها البلاد على مدى العقود الثلاثة الاخيرة. بحسب معاون المدير العام للصحة العامة الدكتور محمد جبر والذي يقول ان هناك عدة عوامل تسهم في تقليل معدل عمر الفرد العراقي، مؤكدا ان وزارة الصحة وضعت خطة متعددة المستويات لتحسين الصحة العامة في العراق بما يسهم في رفع عمر الفرد الى مستوى الدول المتقدمة. ويعد معدل عمر الفرد احد اهم مؤشرات تقييم صحة المجتمع، إذ تلتقي برامج الصحة العامة بالبيئة والثقافة المجتمعية في تحديد هذا المعدل. وفي هذ االسياق تشير الدراسات الحديثة الى أن نسب المجتمعات التي تعاني من الشيخوخة الواسعة تتزايد بالنسبة إلى إجمالي السكان في العالم أجمع والذي يشهد الآن الظاهرة لم يعهدها من قبل، حيث يرى الخبراء أن شيخوخة السكان ستمثل مشكلة في المستقبل لاسيما للدول المتقدمة التي تعاني بقوة من الظاهرة.وعلى مدى التاريخ الإنساني كله كانت نسبة صغار السن أكبر من نسبة كبار السن في كافة المجتمعات السكانية في العالم، إلا أن ظاهرة شيخوخة السكان تقلب هذه الاتجاهات التي عاشها العالم فيما سبق، لدرجة ان الأمم المتحدة تتوقع ان تتجاوز أعداد الشيوخ في السّن من السكان في عام 2050 أعداد الشباب في العالم لأول مرة في التاريخ، وبالتالي يتشوه شكل الهرم السكاني في العالم بحيث تصبح قاعدته اقل من قمته، وهي ظاهرة في منتهى الخطورة.
|
|