قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
بصائر... قبسات من رؤى ومحاضرات سَمَاحَة المَرجِعِ الدّيني آيةِ اللهِ العُظمى السّيد مُحَمّد تَقِي المُدَرّسِي حتى يعمّ العراق الخير والعدل..
تحديد المنهج السليم قبل السير نحو الطريق المسدود
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة *إعداد / بشير عباس
من فضل الله على البشر انه سبحانه وتعالى جعل أمام الانسان وأمام المجتمعات محطات للتفكّر لسلوك الطريق السليم والقويم نحو النجاة والسمو، ويتجلّى هذا الفضل في إنه سبحانه وتعالى يريد إبعاد الانسان عن الخطأ والانحراف الذي يؤول في نهاية المطاف الى العقوبة الأبدية وهي الخلود في نار جهنم، ولو عِلم الانسان ما معنى هذه النار، لما ارتكب خطأ في حقّ ربه وفي حقّ الناس وفي حقّ نفسه طرفة عين أبدا، لكن هذا هو الانسان (ظلوماً جهولا)... الى جانب عقوبة النار في جهنم التي خلقها وحجب عن ذهن البشر إدراكها، فان الله سبحانه وتعالى خلق الجنة والنعيم المقيم والقصور والحور وما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر، والى هذه الجنة يريد تعالى أن يهتدي الانسان ويقدم سريعاً دون تلكؤ أو انحراف نحو اليمين أو الشمال.
*المحطة الأولى: إختبار للأفراد
ان الله سبحانه وتعالى يبتلي الانسان ببعض البلاء العظيم في حياته، قد تكون الفتنة الالهية متمثلة في طاغوت مستبدّ، أو بمرض عضال يخشى منه، أو بعزيز غائب ينتظر عودته بفارغ الصبر، أو بحدث يداهمه مثل الأمواج العاتية التي تضرب سفينته أو عطلٌ مفاجأ يصيب طائرته وهي في الأعالي. في هذه اللحظات، وإذا بهذا الانسان الذي لم يكن يعرف ربه من قبل، وربما كان قد يتبنّى أفكار (ماركس) اليهودي أو (هيجل) المسيحي أو يتبع وساوس الملحدين والماديين، بل كان يعيش في جو بعيد عن رب العالمين بشكل عام، ومنسدر مع شهواته، يرى الموت متجلياً أمامه، فلا يكون أمامه سوى أن يتوسل ويتضرّع لرب العالمين القهّار القدير، أن ينجيه مما فيه، ولسان حاله: أن (يا إلهي... انا عبدك؛ اعترف أني كنت ظالماً وتحديتك بالمعصية والانحراف، لكن أطلب الفرصة في هذه اللحظة... نجّني؛ وحقّك وحق كل مقدساتي ساتوب اليك توبة نصوحا...)!
حصلت مواقف كهذه لغير قليل من الناس في أماكن وحالات عديدة...
ذات مرة صادفني رجل شاب في إحدى المستشفيات، وكان في حالة غير طبيعية، حيث استبدّ به القلق والاضطراب، وهو يطلب منّي الدعاء والتوسل لزوجته الحامل التي يقول إنها في غرفة العمليات وتواجه هي أو الوليد خطر الموت، طالباً مني أن أدعو له الله تعالى ببعض الأذكار والتوسلات بالأولياء الصالحين من ذوي الوجاهة عنده سبحانه وتعالى، وفيما هو يذرف الدموع ويسمع لكل ما أطلبه منه ويدعو ويتوسل، واذا به بعد فترة وجيزة يأتي حاملاً البشرى... يقول: فرّج الله عنّي؛ فرّج الله عنك...
مثل هذا الشاب، كمن هو على ظهر سفينة وقد هاجت بها العواصف الهوجاء وكادت أن تسلّمها للأمواج ويموت الجميع، لكن فجأة تهدأ العاصفة ويسكن البحر كاملةً، فتتحد زرقة الماء مع زرقة السماء، هنا هل يبقى ذلك الانسان المتوسل والمتضرع مع صاحب الجبروت والقدرة اللامتناهية؟ وهل يجلس الشاب المنحرف في غرفته يختلي بنفسه ويسألها: الى متى تعصي الله تعالى؟ والى متى يغضّ النظر عن الصلاة، إنه يريد أداء الصلاة، لكن ربما لا يعرف كيف تكون، إنه لم يصلّ في حياته ركعتين، لكن مع ذلك يتوجه نحو التغيير، بينما نجد البعض منهم - والعياذ بالله- يرجع الى عاداته السابقة، و كلما واجه مشكلة يتوجه فوراً الى الله لينجيه ويحلّ مشكلته، و كلما انقذه الله عاد الى معاصيه وسلوكه المنحرف.
*المحطة الثانية: اختبار للمجتمع
هنالك فتن اجتماعية لاتصيب شخصاً بعينه، إنما تعمّ مجتمع أو أمة بأكملها، والقرآن الكريم يحدثنا عن أمثلة عديدة، أبرزها بني اسرائيل حيث وردت الاشارة اليهم في أكثر من سورة، وما جرى على نبيهم موسى بن عمران (عليه السلام) من تمرد وعصيان من قبلهم، وهنالك أبتلى الله سبحانه وتعالى هؤلاء القوم بالسنين وبالدم وبالضفادع وهو البلاء العظيم، وكلما داهمهم بلاء توجهوا الى بيت موسى بن عمران مطالبين إياه بأن (ادعو لنا ربك ليكشف عنّا هذا الضر وسنكون من المؤمنين... لكن كلما ذهب عنهم البلاء رجعوا الى عبادة الاصنام).
وفي العراق اليوم تكررت نفس التجربة...! ففي عهد النظام البائد، حيث كان الطاغية المقبور يسوق الناس بالحديد والنار؛ يقتل الصالحين ويلاحق العلماء والمثقفين وينكّل بالمعارضين، وقد مارس سياسات قمعية قلّ نظيرها في التاريخ الحديث، لكن في نفس الوقت كانت المساجد ممتلئة بالمصلّين والداعين الله بالفرج والخلاص من الظلم، وعندما رفع البلاء وزالت الغمّة عن هذه الأمة نرى البعض من الناس يرجع الى ما كان عليه، علماً إن القسم الاكبر في بلدنا والحمد لله بقوا متمسكين بايمانهم و بولائهم لاهل البيت (ع)، فلا ضمانة للغد، وليس بوسع أحد أن يقول إن لديه صكّ البراءة والنجاة في تلك الدار الآخرة.
*المحطة الثالثة: الطريق المسدود
إنها محطة جديرة بالتأمل والتفكّر... فقد يسير الانسان في طريق طويل في حياته ويجهد نفسه ويبذل الكثير، لكنه يجد في نهاية المطاف إن الطريق مسدودٌ، فماذا يصنع؟ هل يعود من حيث أتى؟! أم ماذا...؟
لكن قبل الإجابة على ذلك، دعونا نتدبر في الآيات المباركات من سورة النمل والتي تتحدث عن قصة نبي الله سليمان (عليه السلام) مع (بلقيس) ملكة سبأ في اليمن، فقد استقدم سليمان هذه الملكة مع عرشها من اليمن الى أرض كنعان، فقال: " قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ"، والمعروف إن النبي سليمان لم يكن ملكاً وسلطاناً، همّه تعزيز سلطته وحكمه، إنما هو نبي مرسل هدفه هداية الناس بطريقته الخاصة وتبعاً لظروف تلك الحقبة من الزمن، فاجابه عفريت من الجنّ كان قريباً منه: قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ" ولكن كان آصف بن برخيا وهو أحد المقربين من النبي سليمان، قال له: "قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ"، أما (بلقيس) فقد كانت ملكة تعبد و قومها الشمس من دون الله، فقال سليمان: "قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ"، وبذلك أراد سليمان أن يختبر (بلقيس) بأن أمر باستبدال الجواهر والذهب المحيطة بعرشها الى فضة، فقالوا لها: "أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ"، ففي تلك الحالة والموقف تأمّلت العرش وكيف انه أتى من سبأ الى أرض كنعان، فلم تقدر على الانكار، فقالت "كأنه هو"، لكن لماذا لم تتعرف على عرشها، أو بالأحرى لماذا لم تكتشف الحقيقة، يقول تعالى: "وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ"، إنه النظام والمنهج الفكري الخاطئ لهذه المرأة، فهي لم تكن تفكر بعمق، ولذلك أخطأت في الجواب، ولم تتمكن من التعرف على عرشها الذي تجلس عليه هي.
من جهة أخرى كان النبي سليمان عارفاً بمنهجيتها الفكرية وانها ملكة، والملوك يُعجبون بالبهرجة والفخامة والعلو، فأمر أن يُصنع لها صرحٌ من الزجاج، لكن الزجاج العادي، إنما (ممرد) أي شفاف الى درجة كبيرة وأمر ان يوضع العرش على بحيرة من الماء وتحته تجري الحيوانات المائية من الاسماك والضفادع وغيرها، فعندما أتت إذا بها تتفاجأ وتظن أن سليمان قد خبأ لها شيئاً و يريد ان يدخلها في الماء عقاباً لها! "قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، إن (بلقيس) تلك الملكة المعروفة؛ عندما اكتشفت الحقيقة أدركت أنها كانت على خطأ، كما إن عبادتها للشمس كانت خاطئة، لذا تحولت (180) درجة نحو التغيير والاصلاح .
من هنا يجب أن نحذر السير نحو طريق مسدود، وإذا حصل وأن اتجه الانسان في طريق كهذا، فعليه قبل أن يلوم أحد، أن يراجع نفسه ليرَ عند من وضع ثقته؟ وبيد من سلّم أمره وهو يسير نحو الطريق المسدود؟ الامام الرضا (ع) يقول كلمة لو وزنت بالذهب والفضة لكانت بذلك جديراً: (لم يخنك الامين انما ائتمنت الخائن)، فعندما ينتخب الانسان شخصاً لأمر ما ويختاره لعمل معين، ثم يتبين انه لم يكن جديراً بل ظهرت صفاته الحقيقية من الغش والخداع والخيانة، فانه لا يجب أن يلوم هذا الشخص البعيد أساساً عن القيم والمبادئ، إنما يلوم نفسه عندما أعطاه كل الثقة دون دراسة مسبقة.
*تحديد المنهجية
في إحدى البلاد الاسلامية كان ثمة نائب في البرلمان أُعيد انتخابه لعدة مرات، وفي كل دورة يصل فيها تحت قبة البرلمان، كان يغلق هواتفه على الناس، ويتنصّل عن قضاء حوائجهم، وما أن تقترب الحملة الانتخابية حتى يزدلف بين الناس ويتنقّل هنا وهنالك ويتحدث مع الجميع، الامر الذي يجذب احترام الناس وثقتهم به، وعلى هذا الاساس انتخبوه مرة أخرى، لكنه كان يكرر نفس المنهج والسلوك مع الناس، حتى إن الشارع العام في ذلك البلد بدأ ينسج نكات عليه منها: (حازمٌ مع المؤيدين وحازمٌ مع المعارضين)! إنها عملية رفع اليد مع المؤيدين ورفع الصوت مع المعارضين، وهي ممارسة لاتتفق و دور مجلس النواب ودور النائب المنتخب من قبل الشعب، بل هي عملية استثمار تجارية وسط العملية السياسية، فالهمّ هو استلام الراتب الضخم نهاية كل شهر.
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين)، وللأسف فان مجتمعنا في العراق وبعض الاحيان يكرر الخطأ نفسه ويلدغ من جحر عشر مرات! والسبب في ذلك هو الانسياق وراء العواطف الحماس الجماهيري، وعدم التفكير بموضوعية وعلمية، فاذا تحدد المنهج والطريق لا يمكن أن يدخل صالة مجلس النواب إلا من هو يمثل بنسبة كبيرة ابناء شعبه والذين أتوا به الى هذه الصالة.
والخطأ الذي يرتكبه الكثير في تقييم الانسان الجيد عن غيره، هو إن بعض الناس يتصورون إن الانسان المؤمن هو ذلك الذي يجب أن يغمض عينيه ويعطل عقله ولا يفكر، وأن يكون عنده (حسن الظن)، بينما هذا مرفوضٌ، فالرسول الاعظم (ص) يقول: (المؤمن هشّ بشّ)، كما إنه (كيّسٌ فطن)، ثم ان المؤمن ينظر بنور الله، و متوسّم، أي يتعرف على الحقائق من الرؤية الأولى، وهذا لا أن يكون إلا بوجود منهجية واضحة وسليمة في الحياة تكون أمام الفرد وأمام المجتمع.
من هنا فان القوى السياسية مدعوة لأن تتحد وتتعاون، ونحن أمام بشائر خير بقرب إعلان وحدة وعمل مشترك، وهذا يؤكد إن العراق لا يمكن أن يعيش ويسير برجل واحدة، فالجميع يجب ان يشارك في ادارة هذا البلد، فلا الاكراد وحدهم قادرون على إدارة العراق ولا العرب، ولا الشيعة ولا السنة، والدليل على ذلك ما شهده العراق قبل أربع سنوات عندما استخدمت جماعة تكلمت باسم السنّة في المناطق الغربية من البلاد، مفهوم الطائفية، وهم لم يكونوا يمثلون السنّة في العراق، وكاد البلد ينزلق في حرب طائفية وأهلية، وهذا ما يعيشه العراق حتى الآن، لكن اذا عدنا قليلاً الى الوراء والى حوالي 35 سنة، نرى إن أحد أبرز الخطباء والعلماء في كربلاء المقدسة، ألقى كلمة في المهرجان العالمي الكبير الذي يُقام سنوياً بمناسبة ذكرى ولادة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) وقال: (والطائفية نار من يؤججها لابد ان يكون يوماً لها حطباً)، وهذا ما حصل فعلاً، فالذين أججوا نار الطائفية صاروا حطباً لها، فخلال السنوات السبع لم تتأثر المنطقة الغربية وحسب بسبب التوترات الطائفية، إنما تأثرت المناطق الشرقية وكذلك الشمالية والجنوبية.
الى جانب التأكيد على عدم صحة التهميش، لكن لابد من التصدّي لمن يريد أن يعيد العراق الى المربع الاول، وذلك باستخدام منطق التهديد، والتعكّز على الدور الأقليمي أو الدولي، فالعراق مثله كمثل عقارب الساعة تتقدم ولا ترجع الى الوراء في حالتها الصحيحة، إن الشعب العراقي يطمح لأن يكون لا ظالماً ولامظلوماً، إنما يعيش العدالة، فلا احد يسلب حقه المنصوص عليه، إذ لكلٍ حقّه حسب استحقاقه وحسب امكاناته، لكن من يريد اكثر من حقه فانه سيضيّع حتى حقه الطبيعي.
إن الاخوة السياسين في العراق وكل المهتمين مدعوون لأن يقدموا أفكارهم بقوة، فهم يجب أن يقودوا الحق ويؤمنوا به ولا يخشوا التهديدات من أي جهة كانت، ثم يتجهوا بخطى ثابتة نحو تشكيل حكومة الشراكة الوطنية، ومن دون هذه الاطروحة، لن تستقيم أمور العراق في هذه المرحلة بالذات، ربما يسمع البعض أن في بريطانيا أو غيرها هنالك حزبٌ تمكّن من تشكيل حكومة، وهذا ممكن لأن هذا يحصل في بلد مؤسساتي ويتمتع بوضع اجتماعي رصين، اما نحن في العراق بحاجة الى شراكة لاننا لازلنا لم نبن كل المؤسسات بالطريقة الصحيحة و سيأتي يوم نلغي فيه الطائفية ونلغي المحاصصة، لكن في الوقت الحاضر علينا العمل بالدستور، رغم وجود ملاحظات عديدة عليه، لكن في هذه المرحلة يجب ان يطبق كواقع حال، ونتمحور حوله ومن خلاله يمكن تصّور حل لأزمات ومشاكل العراق.
وعلى جميع الفرقاء السياسيين أن يقفوا للحظة للتأمل وهم يواصلون الشدّ والجذب في مباحثات تشكيل الحكومة، فلابد من الكفّ عن طلب المزيد، وعلى الجميع أن يقنع كلٌ باستحقاقه، حتى يمكن تقريب وجهات النظر وتآلف القلوب والنفوس، لان العراق لن يتحمل المزيد من التاخير، فقد مضى أكثر من شهرين مر على الانتخابات، وليس في العراق حكومة ولا مجلس نواب، أي لا سلطة تنفيذية ولا سلطة تشريعية!! وهذا سببه إعطاء الأولوية للمنصب والنفوذ في السلطة، وليس للمنهج والخطة السليمة والموحدة التي من شأنها بناء العراق وتعيد لشعبه كرامته وحقوقه المهدورة.