قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
الفتاوى "الوهابية" تثير جدلا وانتقادات في الداخل والخارج..
بين جواز "ارضاع الكبير" وحرمة "الرياضة" في مدارس البنات ؟!
احمد حسين/ الهدى/ متابعات:
لاتزال الفتاوى الغريبة التي يطلقها مشايخ الوهابية في السعودية، ومن بينهم شيوخ الافتاء الرسمي في الدولة، تثير مزيدا من اللغط والانتقادات والجدال في المجتمع والصحافة السعودية، وفي بلدان اخرى.
ففي جديد فتاوى الوهابية، ماأفتى به، الأحد، الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير، عضو ماتسمى بهيئة كبار العلماء ،وعضو اللجنة الدائمة للافتاء في السعودية، بحرمة ممارسة البنات للرياضة في مدارسهن. ويقول الخضير في فتواه انه "لا تجوز المطالبة بممارسة البنات للرياضة في المدارس فضلا عن إقرارها"، مشددا على أن في ذلك الاتجاه "اتباعا لخطوات الشيطان الذي أمرنا الله باتخاذه عدوا". واضاف مؤكدا أن النساء وظيفتهن "الجلوس في البيوت" وتربية الأولاد، وأن "المطالبة بدراسة إدخال التربية البدنية في مدارس البنات، اتباع لخطوات الشيطان الذي نهينا عنه".وخلص الخضير في فتواه إلى القول: "الذي لا أشك فيه أن ممارسة الرياضة في المدارس بالنسبة للبنات حرام، نظرا لما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على ذي لب، ولا تجوز المطالبة بها فضلا عن إقرارها". مبيناً أن "الخطوة الأولى هو ممارسة المرأة للرياضة , وهي محتشمة في محيط النساء, ليتم التنازل عن هذه الشروط شيئا فشيئا ". وكان قد صدر مرسوم ملكي قبل أيام بتعيين الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير عضوا باللجنة الدائمة للافتاء في السعودية. وثارت فتواه الاخيرة جدلا في الاوساط الثقافية والنسوية السعودية، وفي الصحافة أيضا، التي يوجه بعض الكتاب فيها، من فترة، انتقادات متكررة، وبالاشارة والتلميح، الى ماتقوم به المؤسسة الدينية الرسمية، من ممارسات وخطوات وفتاوى. وتأتي فتوى الخصير، بعد ايام قليلة من صدور فتوى أخرى (قديمة ـ جديدة) ومثيرة للاستغراب، و تتجاوز الكثير من الامور المحرمة، اطلقها من شيخ سلفي أخر، و لاتزال هي الاخرى تثير جدلا واسعا في المواقع والمنتديات الالكترونية ووسائل الاعلام المختلفة. فقد أكد المستشار القضائي بوزارة العدل السعودية الشيخ عبد المحسن العبيكان، الجمعة الماضية، صحة ما نسب اليه باصداره فتوى مثيرة للجدل تتناول نوعا من العلاقة المحرمة بين المرأة والرجل الاجنبي، وتجيز "ارضاع الكبير"!. واستشهد العبيكان باصدار فتواه، بفتوى سابقة للناصبي ابن تيمية، قائلا، ان فتوى (ابن تيمية) هي حالة لا تختص بزمن معين وانما هي للعامة في كل الازمان. على حدّ قوله. وتناقلت الخبر وسائل إعلامية بكثرة يوم الجمعة، خصوصاً بعدما عرضت صحيفة "مصدر الإلكترونية" حديث الشيخ المتلفز، فأعاد إلى الواجهة فتاوى عدة مقاربة ومتباينة. وكانت قد أصدرت في أعوام سابقة ايضا.
والجدير بالذكر ان اول اثارة لمثل هذه الفتاوى لابن تيمية بشان نوع من العلاقة المحرمة بين المرأة والرجل، كانت في أيار/مايو 2007، عندما أصدر رئيس "قسم الحديث" في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر الدكتور عزت عطية، فتوى أباح فيها نوعا من العلاقات المحرمة بين المرأة العاملة وزميلها في العمل، فقرر المجلس الأعلى للجامعة، وقف صاحب هذه "الفتوى" عن العمل، وإحالته الى التحقيق.فيما الفتوى التي اصدرها واكدها الشيخ العبيكان لم تواجه برفض من السلطات السعودية او من قبل وزارة العدل السعودية، ما يعني رضا هذه السلطات والجهات الرسمية عنها. و اظهرت هذه الفتوى من جديد تخبط علماء الوهابية في اصدار فتاواهم التي تحلل وتحرم بمقاسات الفكر الوهابي التي تخالفها بقية المذاهب الاسلامية، فبينما يحرمون للمرأة قيادة السيارة، ويحرمون على المرأة تصفح مواقع الانترنت الا بوجود محرم، يجيز هؤلاء المتنطعون نوعا من التواصل المحرم للمرأة بالرجل الاجنبي، ويسمحون له بالدخول على النساء الغريبات عليه دون استئذان ودون حاجتهن الى لبس الحجاب !؟..