قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

مفتي مصر: "السلفية" المتشددة وفكرها "المنغلق" أقرب للعلمانية منها للإسلام
الهدى/ متابعات:
جدد الشيخ الدكتور علي جمعة، مفتي مصر، انتقاده للتيار السلفي المتشدد الذي بدأ يغزو مصر وبلدان عربية اخرى، معتبرًا أن " السلفية المتشددة أقرب إلى العلمانية منها إلى الإسلام" وأن "الفكر السلفي المنغلق هو الوجه الآخر للفكر العلماني ". وقال في حوار مع موقع "أون إسلام"، أن : "بعض الناس لا تريد أن تذهب للأزهر (للحصول على الفتاوى) لهوى في نفسها، ولاتجاهات سلفية متشددة، ولمشارب أخرى لا علاقة لها بالأزهر وكينونته وكفاءته، فالناس أرادت أن تذهب إلى هذا الآخر، فالذي حدث ليس في علم مشايخ الأزهر وفي قدرتهم، بل الذي حدث هو ما جرى في الثقافة العامة، والثقافة العامة تتعرض لهجمات علمانية، والسلفية المتشددة أقرب ما تكون إلى العلمانية منها إلى الإسلام". واستطرد شارحًا هذا الربط بين السلفية والعلمانية بقوله: "إن د. عبد الوهاب المسيري المفكر المصري الراحل هو أول من شرح هذا وهو يصف السلفية بأنها أقرب إلى العلمانية، وباختصار شديد يمكن القول إن العلمانية لا تنكر الدين، لكنها تنحي الدين عن سير الحياة، والسلفية المتشددة تريد أن تنعزل بالدين عن سير الحياة".
وتابع يقول إنّه "إذا كانت العلمانية تريد أن تعزل الدين عن سير الحياة، فإنّ السلفية تسعى إلى أن تنعزل بالدين عن الواقع..العلمانية تؤمن بالخصوصية، ولذلك تدعو إلى اختصاص كل قوم بلغتهم، وبثقافتهم، وبفلكلورهم، وبتاريخهم، وبمصالحهم، فهي تؤيد انفصال الأكراد والتركمان والعرب والشيعة من السنة والأقباط من المسلمين، العلمانية تريد هذا. ولذلك تريد خريطة أخرى للعالم. وبدلا من 200 دولة يصبح 400 دولة، والسلفي المتشدد يريد الخصوصية.. ولذلك تجد هذه السلفية التدميرية تبني برنامجًا كثير الجزئيات حتى يعيش فيه الإنسان بعيًدا عن ممارسة الحياة، إذن فالسلفية تقبلها العلمانية؛ ولذلك رأينا العلمانية وهي تبارك السلفية إلى أن لُدغت منها في المصالح، ولكن الفكر السلفي هو الوجه الآخر للفكر العلماني وهو لا يدري" حسب تعبيره. وتابع مفتي مصر شارحا رؤيته: "عندما يسمع السلفيون هذا الكلام يغضبون، يقولون لا.. نحن مؤمنون والعلمانية كفر. أبدًا، العلمانية أصلا لم ينكروا الدين، هم يريدون أن يخصصوا الدين أو يعزلوا الدين، وأنتم تريدون أن تنعزلوا بالدين، وهذه هي المشابهة". وحول انتشار السلفية، اعتبر جمعة أن ذلك جاء كردة فعل على موجات العلمانية التي تكتسح المجتمعات الإسلامية، وقال "عندما تريد هذه المجتمعات أن تتمسك بهويتها، فلا يكون عندها قدرة على التفكر والوسطية والاعتدال والانفتاح والترقب، فتُلقي نفسها في أحضان السلفية؛ لأن السلفية ..".