أتمنى.. أن لا نكون كمن وصفهم الامام علي (ع) بالأمس
|
سامي جواد كاظم
إمرأة غنية جداّ ولها املاك وفقدت زوجها وهي حامل، وتتأمل مولودها البكر والوحيد هذا حتى يرثها حيث لا قرابة لها ابدا، وتعتني بحملها على مدار تسعة اشهر، وفي ايامها الاخيرة تتصرف خطأ، فتسقط حملها ميتاّ، وتموت هي بسبب الاسقاط، ويرثها الابعد، وهو عبدها. هذا تفسير حديث امير المؤمنين الامام علي عليه السلام في فترة من فترات العراق حيث قال عليه السلام :(أما بعد يا أهل العراق فإنما أنتم كالمرأة الحامل حملت فلما أتمت أملصت قيمها وطال تأيمها وورثها أبعدها).
الصبر المغلف بالظلم والاضطهاد هذا الذي عاشه العراقيون عامة والشيعة خاصة على مدى 35 سنة طاغوتية صرفة، نضيف لها سبع سنوات عجاف منذ سقوط الصنم.
تقاذف الاشاعات وانعدام الرؤيا المستقبلية لما سيكون عليه العراق، مع نظرة تشاؤمية سلبية، ربطها بالامس الاسود والحاق الغد بنفس المصير، ونحن دفعنا الثمن غالياّ، تهجير وتفجير واقتصاد متدهور، من اجل الوصول الى هدف كنا نطمح اليه، وها نحن على مشارف الوصول اليه .
فإن كنا نلوم الأمس حتى نتجنب الارهاب، فاننا بإختيارنا الخاطئ نجعل الارهاب رسمي وشرعي، نرفض الارهاب ولا ننظر الى من يقوم بالارهاب ولسنا نجهل هذا ابدا ،فالمرحلة القادمة حساسة جدا .
وسائل الاعلام تتناقل عدد البعثيين العاملين في مفاصل الدولة، وكذلك الكتل التي وضع عليها (اكس احمر) مع بعض المرشحين، ذات التاريخ الاسود، كل هذه الاخبار تتطلب منا ان نُحسن تصرفنا ونحن على مشارف نهاية طريق الصبر والارهاب، حتى يكون اختيارنا الصحيح هو الضربة القاصمة والقاضية للارهاب .
نحن سرنا نحو أمل الخلاص من الطغاة، وهم كذلك ساروا نحو أمل القضاء علينا، ووصلنا الى خط النهاية المتمثل بصناديق الاقتراع، ولكم الخيار، هل نقضي عليهم ام نساعدهم لكي يقضون علينا؟ هل ترضون ان نكون نسخة طبق الاصل من الذين عانى منهم الامام علي عليه السلام ووصفهم بالوصف اعلاه؟ !.
|
|