قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الألعاب القديمة .. حنين الى الطفولة البريئة
*إعداد / عباس ناجي
من الملاحظ ان الاطفال – ذكوراً وإناثاً- و بالرغم من إجتياز مرحلة الطفولة، يحرصون على الاحتفاظ بالعابهم المختلفة، مثل الدمى او الحيوانات الصغيرة أو سائر الادوات التي كان يلهو بها في صغره.
وقد تتساءل بصفتك الأب أو الأُم: لماذا يحتفظ ابني بهذه اللعب القديمة التي فقدت رونقها أو حتى بعضاً من أجزائها؟ ثم انه تجاوز المرحلة العمرية التي تجعله يحتفظ بهذا النوع من المقتنيات.
ويقول علماء النفس إنّ هذا السلوك يعود بالإبن أو الإبنة إلى مرحلة الطفولة الخالي من المسؤوليات أو المشكلات. هذا فضلاً على أنّ هذه اللعب كانت تمثل العالم بأسره بين يديه، فقد كان يقضي وقتاً ممتعاً معها: يخاطبها ويلعب بها ويتخيل أنها تخاطبه وتعرفه، ومن ثمّ فقد كان يستمتع كثيراً بصحبتها، لذا فهو يرتبط شعورياً بها.
لذا يحذر علماء النفس من أن يلجأ الوالدان إلى التخلص من هذه اللعب أو أن يقوما بالتهكم أو السخرية من أبنائهم لإحتفاظهم بهذه اللعب، وبذكرياتهم معها. وقد يرى الإبن في هذه اللعب إمتداداً له، ويفكر في أن يهديها لأطفاله في المستقبل.
لكن المشكلة تقع عندما تكون هذه الالعاب رمزاً للعلاقة المختلة بين الطفل البالغ وبين المحيط الأسري، وهذا يصدق على الفتيات بالدرجة الاولى، إذ ان تراجع الحنان والحب واحترام المشاعر، يدفع بالفتاة لتعويض هذا الفراغ بالعودة الى عالم البراءة والنقاء، حيث لم يكن يسمع كلاماً جارحاً او تعاملاً فضّاً من هذا وذاك، لان الجميع يحرصون على رعايته والحفاظ عليه نظراً لصغر سنّه.
إذن؛ لتكن الدمى والحيوانات والقطع الصغيرة وسيلة لاستعادة الذكريات الحلوة، وليس وسيلة للهروب من الواقع المرّ. وعليه حريٌ بالوالدين ان يكونا على درجة عالية من الذكاء والاستيعاب لهكذا حالات لا يمكن تسميتها بالعبثية او الصبيانية، إنما بتقويمها من خلال تخصيص مكان مناسب ودائمي وثابت لها في البيت، حتى يتسنّى للولد او البنت من مواصلة طريق الحياة عمودياً بكل ثقة واعتزاز.