آية الله المُدرّسي حول تطورات ثورة البحرين:
خدعة الاصلاحات (سذاجة) فلا الشارع يقبل بها ولا السلطة الظالمة تريدها
|
علي الجمري/ الهدى:
قال كل من تيار العمل الإسلامي في البحرين، وائتلاف انصار ثورة 14 فبراير،أن المواقف والتوجيهات الرسالية التي اعلنها سماحة آية الله السيد هادي المدرسي في كلمته للشعب البحريني مؤخرا، كما في اوقات سابقة أيضا،" تضمنت قضايا في غاية الأهمية تتعلق بتحقيق الهدف الأساس لثورة شعب البحرين ، ومواجهة التحديات التي تفرضها طبيعة الصراع مع هذا النظام الديكتاتوري المستبد". وانها "بما تتضمنه من بصائر صحيحة وهامة تنطلق من الرؤية الإسلامية وحقائق التاريخ فإنها منهج عمل وخارطة طريق لتقدم وإنتصار ثورة شعبنا المجاهد". وكان سماحته تطرق في آخر كلمة الى ابناء البحرين نشرت بشكل مكثف مطلع الاسبوع، إلى ماتسمى بوثيقة المنامة ودور الجمعيات السياسية وآخر التطورات والمستجدات السياسية في البحرين والأصوات الداعية إلى التراجع عن مطالب الثورة والمصالحة مع آل خليفة رغم مايتعرض له الشعب من ظلم وإستبداد. وقال أنه ومع إصرار الشعب في البحرين على مواصلة الثورة " فلابدّ أن تنتصر إرادة الشعب، مهما استخدمت السلطة من وسائل وحشية. ولم تكن محاولة العودة إلى الدوار مجرّد اختبار بين أبناء الثورة الحقّة، وأبناء الأدعياء الظلمة، وإنما كانت معركة حقيقية بيّنت استحالة المصالحة مع نظام لا يعرف الله، ولا يؤمن بيوم الحساب". مشيرا الى "إنّ توقع المصالحة بين الشعب وآل خليفة، بعد كل ما ارتكبوا من جرائم، توقّع ساذج، وهو مجرّد وهم ليس أكثر..". وطالب في جانب آخر من كلمته الجمعيات السياسية بالخروج من " شرنقة الإصلاحات، فلا الشارع يقبل بها، ولا السلطة تريدها، ولا هي ممكنة في نظام يقوم على كره العدل ومعاداة الشعب.. فلا تضيّعوا أعماركم في السعي لإصلاح هولاء الظلمة الذين اتخذوا مال الله دولاً، وعباده خولاً، وأظهروا بدعة الظلم والطغيان، وأماتوا سنّة العدل والإحسان". وحول قيام مرتزقة وجلاوزة آل خليفة، وقوات الاحتلال السعودي بمحاصرة المدن والاحياء واعتقال و اهانة من وصفهن بـ" حرائر البحرين ولبوات الخليج الكريمات" تسائل سماحته:" هل يمكن أن يكون هؤلاء الجلاوزة ممن تربّوا في أحضان أمّهات عفيفات، وهل لهم أخوات مسلمات، وبنات صالحات؟ وهل يمكن لمن له أي ارتباط بأمّه وبأخواته أن يقدم على مثل هذه التصرّفات المتوحّشة التي يندى لها جبين الإنسانية بحق المرأة؟، و كيف يستطيع علماء المسلمين أن يبرّروا السكوت ولايحتجون على ذلك ؟". واكد " إنّ الطغيان هو الطغيان، سواء قام به آل ثمود أو آل خليفة. والظلم هو الظلم، سواء قام به نمرود وفرعون أو حمد وخليفة، فلماذا يحاول البعض أن يبرّر لآل خليفة طغيانهم، ولخليفة وحمد ظلمهم وعدوانهم؟ وهل بين آل خليفة وبين الله قرابة، حتى يغض الله الطرف عن قتلهم للأبرياء، وتعذيبهم للنساء، وترويعهم للأطفال.. إننا نعرف أن آل خليفة يقلّدون بني أميّة في قتل الرجال والأطفال، ولكن الغريب أنهم تجاوزوا بني أمية في الاعتداء على النساء..". وخاطب سماحته علماء الدين في العالم بالقول : " إنّ أقل الواجب يتطلّب التصدي للعدوان، وإنكار المنكر بكل من القلب واللسان واليد. فلا تقصّروا بحق هذا الشعب المؤمن الصابر، فإن الساكت عن الحق في أي موقع كان / مجرّد شيطان أخرس".واكد سماحته على شباب الثورة بالمحافظة على الأمل بالله اعالى بالخلاص، وعزيمتهم الراسخة في السعي لذلك، موضحا " لقد أصبحت المبادرة بأيديكم، فأنتم من تقرّرون الخطوات الجريئة، والسلطة هي التي تبدي ردّة الفعل"، كما اشار الى أن " القدسيّة، كل القدسيّة، هي للمبادئ والقيم، وليس للأشخاص والأفراد، فهي للإيمان، والعدالة، والحرّية، والدفاع عن حقوق الناس، وبمقدار ما يكون الشخص ملتزماً بهذه القيم تكون له القدسيّة، أمّا إذا التزم أحد ببعض العدل، فله من القيمة بمقدار ذلك، وليس أكثر.. وثورتكم ثورة حق ضد الباطل. ثورة خير ضد الشر. ثورة عدل ضد الظلم، وهي الميزان لمواقف الرجال، وليس مواقف الرجال ميزاناً لثورتكم... فحافظوا على نقاوة أهدافكم، والتزاماتكم الدينية، وشعاراتكم وإياكم والوقوع في شراك الذين يفرقون بين ما هو وطني، وما هو ديني، وكأنّ الحركة الوطنية مناقضة للحركة الدينية، والحركة الدينية مناقضة للوطنية !". مؤكدا " إنّ دماء الشهداء لن تتحوّل إلى ماء، وليس بمقدور أحد أن يمنع ذويهم من العمل على جرّ قتلتهم إل المحاكم وإجراء العدالة بحقّهم. وإنّ عنف السلطة يؤدّي إلى سيف الشعب، وإن حيفها يؤدّي إلى الجلاء.. فلو إستمرّت السلطة في رمي الناس بالرصاص والشوزن، ومسيلات الدموع، فإنّ الناس لن يقفوا إلى الأبد مكتوفي الأيدي ليصبحوا مجرّد أهداف يتمرّن على الرماية عليهم جلاوزة السلطة".
|
|