قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

المرأة بين مكانتها الحقيقية والوعود المزيفة
* مثنى قاسم حسن
خلال فترة طويلة من عهود الضياع والقهر والإذلال لم يدع اعداءُ الاسلام سهماً في جعبتهم إلاّ رموا به الشريعة الغراء، إضعافاً لتمسك أبناء الإسلام بدينهم وتمهيداً لتسميم عقولهم بالفكر الجاهلي المادي الحديث.
ومع كلَّ تلك المساعي المحمومة المبرمجة والجهود الكيدية المتسقّه والأساليب العدوانية الهدّامة، يقف الفكر الاسلامي العظيم ليركل بقدميه حصاد الحضارة المادية الغربية وينتفض على الفكر الجاهلي المعاصر فيدمغهُ فإذا هو زاهق، والمرأة كانت أحد اهداف الخداع الاستعماري والميوعة الماجنة والأقلام المسمومة التي ظهرت بتمهيد وتشجيع من الدوائر الرسمية المتغربة في بلداننا الإسلامية من اجل هدم أسرتنا المؤمنة ومجتمعنا الفاضل، ونقول: للأسف هناك من بعض بنات حواء من تجري وتلهث وراء سراب الحضارة المادية الذي يخفي وراءه مستنقع السقوط والاضطهاد.
مكانة المرأة في الإسلام
لو عرفت المرأة مالها في الأسلام من قيمة وحق وتقدير لما نادت إلاّ بالإسلام ولعرفت أنّ المنقذ لكرامة المرأة وحقها هو مبادئ القرآن، والمرأة في الإسلام تتمتع بمزيد من الرعاية والحب والحنان فضلاً عن حقوقها القانونية والمدنية، أليست هي الأم الحنون او الزوج الحبيب او البنت العطوق قال تعالى: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" لقمان14، وقال رسول الله (ص) :(من اخلاق الأنبياء حب النساء)، ألاّ تتدبر آيات الله التي تتحدث عن المرأة الأم والزوجة والبنت والأخت ويؤكد انها شقيقة الرجل فهو يوصي بالأنثى قبل ان يوصي بالذكر ويعد النبي (ص) ان حب المرأة مظهراً من مظاهر الايمان.
وللمرأة ما للرجل من حق التعليم بل جعله الاسلام واجبا عليها كما جعله واجباً على الرجل، قال رسول الله(ص): (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)، وحق العمل مع الالتزام بالعفاف والحجاب ولها ماله من الحقوق السياسية فهي تسهم في اختيار رئيس الدولة وممثلي الأمة وتشارك في النشاط السياسي والاجتماعي، كما اعطى الإسلام المرأة حقها القانوني كاملا فلها حق ان تملك وتبيع وتشتري وتهب...الخ، بل ذهب الإسلام إلى اكثر من ذلك حتى في حال طفولتها ان تحسن اسمها عند صغرها وان لاتفرق بينها وبين اخيها الذكر في المعادلة وان تعاملها بكل احترام وأدب لأنها حساسة اكثر من الذكر وان تعلمها الصلاة والحجاب وتعلمها الأحكام الشرعيه الخاصة بها.
المرأة بين الجاهليتين
يحدثنا التاريخ عن الصورة المأساوية وطبيعة الوحشية التي أساءت لقانون الحياة ووضعت المرأة في مواضع لاتتناسب مع وضعها الانساني فصارت المرأة تعاني من شقاء المجتمع وسوء معاملة الرجل ووحشية القوانين أشد المعاناة بدءاً بأقدم العصور وانتهاء بالحضارة المادية الحديثة؛ فقد عاشت المرأة في الجاهلية العربية قبل الإسلام صورة من صور المأساة؛ فكانت العرب تعد المرأة سوء وتكره وجودها وتخاف العار، ويتمنى العربي وقتها لو لم تولد له أُنثى، وأما في الجاهلية المادية المعاصرة فالمرأة تعدّ سلعة من سلع الحياة واداة من أدوات المتعة واسيرة بينهم لاتملك من أمرها شيئا، فهي مثلاً في اليهودية المحرفة (اي المرأة) سبباً للخطيئة والأثم وهي السبب في خطيئة آدم (ع)، وفي المسيحية ترى إنها مدخل الشيطان إلى نفس الانسان وانها شر لابد منه.
ومن هنا كان لابد للمرأة ان تقارن بين مكانتها في الإسلام وكيف انه أكرمها واعطاها من المزايا مالم تجده في الأديان الاخرى، وان تقارن بين مكانتها في الجاهلية المادية المعاصرة والتي لم تعطِ اي حق ظاهر فهي نادت باسم المساوات ولم تلمس المرأة اي نوع من هذه المساوات على ارض الواقع، ونادوا بحرية المرأة ولكنهم ترجموها الى السماح لها بالمجون! وهم بذلك يهتكون حرمة هذه المرأة وقدسيتها، وبهذا فالمرأة لم تجد بعد ذلك ديناً يعزها غير الإسلام فهو الذي يخرجها من ظلمات الجاهلية المادية المعاصرة كما اخرجها من ظلمات الجاهلية الأولى.