قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

البهلول و كرسي هارون
فاضل عبد الرحمن
جلس البهلول يوما على كرسي الحاكم هارون العباسي، ساعة، فجاءه الحرس وضربوه ضربا مبرحا، فجاءه هارون وسمعه يبكي من شدة الضرب، فسأله عن ذلك، فأخبره بجلوسه على كرسيه!!! فقال له هارون: كان الضرب من حقك، قال البهلول ولماذا؟ ألستُ ابن عمك؟ قال هرون: نعم أنا ابن عمك ولكن ألم تعلم أن الكرسي ليس لك؟ قال له البهلول: أنا جلست ساعة فضربوني وأنت جالس عليه سنين عديدة فاستعد للضرب بسياط من نار!!!.
الكرسي الذي يجلس عليه رؤساء السلطات الثلاثة، و نواب الشعب والوزراء، وكبار المسؤولين والمدراء، شبيه بكرسي هارون.
و من يجلس على هذا الكرسي، تتاح الفرصة امامه لتنفيذ القوانين وادارة وصياغة امور وحياة البلد ومافيه من بشر وثروات، فيمكنه ان يحكم بعدل ويخدم الناس بأداء واجبه وتكليفه بلا منة وفخفخة، ولكنه ايضا يمكنه ان يتسلط ويستأثر ويتفرعن ـ كل بقدره ومنصبه ـ حتى على من انتخبه واوصله للكرسي.
وهناك من يجلس على هذا الكرسي ـ كالبرلمانيين مثلا ـ يحق له التشريع في مقدرات الشعب ومقدرات الأجيال القادمة، ويكون شريكا في وضع القوانين والاستراتيجيات التي تنعم أو تضيق على الناس، وبالمناسبة فإن البرلمان هو المكان الذي أقسم فيه كل الوزراء والنواب، بالله وبكل القيم والمقدسات وبالشعب والوطن و.. على تحمل السؤولية واداء الامانة واحترام مناصبهم واضعين أعناقهم تحت سيف الله العادل، فمن بر بقسمه رفعه الله ومن أخفق بقسمه أذله الله وما يوم الله ببعيد.
فمن أحسن استغلال هذا الكرسي الزائل فقد نال احترام وثقة المواطنين، ومن أساء استغلال هذا الكرسي الذي يعتقد بديمومته فقد خسر الآخرة قبل خسارته احترام الناس له، وتعلق سيرته على باب المتخاذلين.
{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} (سورة الزلزلة). هذا ما سوف، او بعبارة اخرى مايجب أن يجده الرئيس او النائب أو الوزير والمسؤول، من الشعب الواعي والإعلام النزيه.