تحت الضوء
ماذا أعددنا للعطلة الصيفية؟
|
*محمد علي جواد تقي
كما يستعد طلابنا وتلاميذنا الاعزاء لايام الامتحان ومنذ ايام ليحصلوا على النتيجة الباهرة السارة التي تنقلهم من مرحلة الى اخرى متقدمة في المسيرة الدراسية، على علمائنا وخطبائنا وثقفينا الاستعداد للعطلة الصيفية لتقديم أفضل البرامج الثقافية والدينية ليحصل ابنائنا على الثمرة التي تغني اذهانهم وتنعش قلوبهم بالايمان، ويأتي القرآن الكريم في مقدمة ما يحتاجه كل واحد منّا وتحديداً فئة الفتيان والشباب من الجنسين طبعاً، فتعلّم التلاوة ثم معرفة المعاني والدلالات ثم الحفظ تُعد بحق خير وسيلة لجلاء القلوب والنفوس.
ولا ننسى دائماً اننا نعيش بنعمة الاسلام ونعيش على ارض المقدسات، وكم من الاصدقاء والمؤمنين في اطراف العالم يتمنون ان يحظوا بالاقامة قرب المشارف المقدسة في العراق! واذا نجد الاستجابة والتفاعل وايصاً عدم التكذيب والتنكّر للقيم الديينة والاخلاقية في اوساط مجتمعنا، فان ذلك ببركة الأئمة الاطهار والاولياء الصالحين الذين ضحوا بانفسهم وبكل ما يملكون من اجل رفعة الدين وان تكون راية الاسلام عالية على كل راية رغم الظروف القاسية والضغوط التي مارسها الحكام الطغاة والمؤامرات والمكائد التي مانزال نشهد سهامها باتجاهنا. وعليه يجب ان لا تكون المهمة شاقة وصعبة بل نقوم بها بكل سلاسة ورحابة صدر، لاسيما ونحن نشهد الاقبال الحسن من الفتيان والشباب على صلاة الجماعة في المساجد. ان علماءنا ومفكرينا دائماً يؤكدون حقيقة الفطرة السليمة المودعة في نفس كل انسان، فهو من حيث المبدأ لا يحمل العناد والرفض للقيم الدينية والاخلاقية التي هي بالاساس من وحي فطرته، إنما المسألة تحتاج الى تذكير وتحفيز ليس إلا.
ومن اجل انجاح هذا المشروع نحن مدعوون لتظافرالجهود وتكثيفها لاسميا في اجواء مثل العراق الذي يعيش حقاً حالة الاختبار والامتحان العسير كما أكد ذلك اكثر من مرة سماحة المرجع الديني سماحة السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله)، فالحفاظ على الدين والقرآن الكريم والاخلاق في بلد في العراق بحاجة الى خوض عملية امتحان أو - ان صح التعبير- صقل لحقائق النفوس والنوايا والقدرات على تجاوز المحن والازمات بقليل من الخسائر المعنوية كالدين والاخلاق، لان التضحية بالخدمات والكهرباء و وسائل الرفاهية غير التضحية بالدين والاخلاق، فتلك يمكن تعويضها، أم الثانية فمن المستحيل، لان الشباب على وجه التحديد ما ان يشبّوا على شيء فانه يرافقهم طيلة حياتهم، ولن يعرفوا شيئاً غيره، وعليه لابد من تذليل الصعاب وازالة العوائق امام مشاريع معاهد القرآن الكريم او الدورات الثقافية من قبيل توفير الكهرباء والتبريد والمكان الوقت المناسبين وغير ذلك مما يمهد الطريق ويرغب الجيل الجديد للتعرف على الثروة الغنية التي يمتلكها ويفخر بها على العالم، وهي ثروة القرآن الكريم، لذا نجد امامنا أمير المؤمنين عليه السلام وهو في لحظاته الاخيرة في الحياة يذكرنا ويؤكد علينا بأن (الله ... الله في القرآن، لايسبقنكم بالعمل به غيركم)، فكم هي عميقة وعظيمة، دلالة هذا الحديث فالامام يختزل وبعجالة التحذير والتذكير، فهو يتحدث عن الكتاب المجيد وايضاً عن (الاخرين) وهم غير المسلمين، ونرى اليوم ان الغرب هو الذي يطبق بعض القيم الاخلاقية والسلوكيات الحسنة التي تتناقلها الالسن وكيف اننا المسلمون لا نطبقها، إذن؛ هذه اول خسارة وانشاء الله تكون الاخيرة في عدم تطبيق كلام أمير المؤمنين. ليكن هذا الحديث شعاراً على كل معهد او مركز قرآني في العطلة الصيفية، فهو الذي يجعلنا اقوياء واعزاء امام كل موجات التأثير الدخيلة التي تسعى ليل نهار للنفوذ الى بيوتنا وغرفنا ثم الى اذهاننا ونفوسنا.
|
|