ظاهرة
|
مفارقات عراقية
الاستثمار الاجنبي والعمالة الوطنية!
*حسن الحسني
ـ قال زميلي: هل سمعت بمشروع قرار لطرد كل (عمالة اجنبية) وافدة الى العراق؟
ـ قلت: البنغال وغيرهم؟
ـ قال : أجل..!
ـ قلت: من الذي قرر دخولهم للعراق للعمل حتى يتم طردهم؟!
ـ قال: سؤالك هذا فيه معنى ولغز!
ـ قلت: انا لحد الآن لم أبد برأيي في العمالة الاجنبية في العراق.
ـ قال: ان اكثر الناس يقولون؛ في العراق هناك بطالة واضحة فكيف يأخذ البنغالي حق العراقي في العمل في بلده العراق؟
ـ قلت : اتساءل مرة أخرى؛ من الذي طرد العراقي من عمله وجاء بالبنغالي للعمل في العراق؟
ـ قال: لم يكن هناك عملية (طرد) بل لجوء ارباب العمل في المرافق الخدمية والسياحية والمهنية وحتى المعامل والبيوت لاستخدام هذه العمالة في العراق.
ـ قلت: اذاً القضية (طوعية)، وبعبارة اخرى (العراقيون ) يرغبون باستخدام الاجانب للعمل في مرافقهم الحياتية والاقتصادية والخدمية ، فياترى اين وجه الاعتراض؟
ـ قال: الاعتراض يكمن بان العراقي لايقبل باجور قليلة في الوقت نفسه ان البنغالي يقبل بذلك مع (الاخلاص) في العمل وقبول الاجنبي بالاعمال المهينة.
ـ قال : وكيف؟
ـ قلت: من جانب نقول في العراق هناك بطالة ولا عمل لأولادنا، ومن جانب آخر نقول؛ نريد اعمالاً غير وضيعة وباجور عالية. الا ترى انها معادلة رياضية معقدة ومستعصية الحل؟!
ـ قال: بحرقة اقول: ان شعبي العراقي العزيز لا زال لم يتدرب على الانتاج وروح العطاء كما اوصانا بذلك الاسلام العظيم وايدت ذلك الحضارات المدنية الحديثة والمتطورة.
ـ قلت: انا معك .ـ فمع الاسف ـ ان مياه الرافدين العزيزين في العراق والنفط ، وهذا الذهب الاسود بدل ان يدعونا الى الشكر لله والجدية والاستثمار المستمر، بدأنا نفكر بالاستثمار الاجنبي لتأهيل زراعتنا ومصانعنا ونفطنا.. فهل يمكن ان نبني عراقاً متطوراً بهذه الروح اليائسة؟
ـ قال: اذا صح طرد العمالة الاجنبية فلماذا يصح العمالة للشركات المستثمرة في العراق ولماذا وزير العمل العراقي يعلن من القاهرة امكانية دخول العمالة الاجنبية للعراق بنسبة 50%، ثم لماذا ننتقد عدم توفير العمل للعراقيين في إيران او لبنان او ..؟
ـ قلت: نحن ندعو الى الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذه هي العدالة فصاحب الشهادة الجامعية (يستنكف) العمل في غسل الصحون في المطاعم العراقية، لكن لماذا لايخلص خريج الابتدائية العراقي عمله؟!
ـ قال: ماهو رأيك الاخير حول هذه الزوبعة؟
ـ قلت: ارى ان الكتل عليهم ان يتحملوا المسؤولية تجاه القضاء على البطالة ولكن ليس كهدف، بل الانتاجية هو الهدف وليس القضاء على البطالة، فالبنغالي الذي ينتج اكثر من العراقي لا بد ان أحترمه ولا اطرده، ولكن من جانب آخر عليّ تشجيع الناس على ثقافة العمل وفتح الدورات التأهيلية للعاملين لكي يتشجع ارباب العمل لاستقدامهم من داخل العراق.
|
|