لبناء بلادنا ..نظرة أمل
|
عمار كاظم
في الأجواء الملبدة بالتشاؤم والقنوط واليأس نلتقي بأناس يعملون ويكافحون وما يهم هؤلاء هو العمل وليس الأرباح الآنية والمنافع الدنيوية وهم يقولون المهم أن نرحل من هذه الحياة وقد قمنا بواجباتنا على قدر ما نستطيع، ومن يزرع اليوم يحصد غداً. وأصحاب الإرادة القوية متفائلون دائما آملون دائما راجون دائما وليس تفاؤلهم ورجاؤهم من وحي الآلام والتمنيات وإنما هو نابع من استعداد نفسي وروحي عال لتحمل النتائج والتبعات من جهة وتقدير صائب للأمور وقدرة كاملة على اعطاء العمل أفضل مما يملكون من خبرة وطاقة وتجربة من جهة ثانية {من فكر قبل العمل كثر صوابه} . وفي الطريق يقف المثبطون بالمرصاد وكأن لا هم ولا عمل لديهم سوى أن يزرعوا طريق العاملين بالألغام وزعزعة الثقة. هؤلاء المثبطون يزرعون التشكيك بجدوى هذا العمل أو ذاك المشروع وربما يضربون لك المثل بعمل آخر فاشل حتى يقنعوك بلا جدوى ما أنت مقدم عليه، ويزرعون الظلام حتى في طريق النور، الطرق مسدودة.. الفرص معدومة.. الظروف خانقة.. المحاولات بائسة.. التجارب السابقة أثبتت ذلك.. ويزرعون الخيبة المطلقة في كل شيء ، فكل شيء فاسد وكل شيء سيئ وكل سيئ رديء ..
ان على البرلمان والساسة والكتل والاحزاب، التزامات مهمة بتحقيق طموحات الشعب بسلطات (تشريعية وتنفيذية وقضائية) كفوءة وقوية وقادرة على البذل والعطاء بكل جد وتفان وإخلاص وتسلك النهج الإصلاحي وتعمل جاهدة لتنفيذ خطة تنمية وبناء أمام التحديات الكبيرة التي نواجهها، سلطات تعمل لإزالة التمزقات الاجتماعية والسياسية التي تحصل داخل المجتمع الواحد فتبعده عن التوازن، لتتكامل الطبقات الاجتماعية بعضها مع بعض بحيث يعطي كل فريق خبرته ورأيه وطاقته لتتكامل الطاقات ولتتفاعل الخبرات ولتلتقي الآراء مما يجعل المجتمع مجتمعا متعاونا على القضايا العامة. سلطات تصدم كل التحديات، تتفاهم وتتحاور مع الجميع، وتبحث عن واقع اللقاء وتعرف كيف ترتب مواقع الخلاف وتعلم كيف تريح شعبها وتزرع المحبة التي تبني إنسانيتنا ومجتمعنا ووطننا وأمتنا. ولا بد من تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص وليأخذ كل ذي حق حقه واعطاء الدور لأصحاب الكفاءات مهما كانت انتماءاتهم ، فكلنا في قارب واحد ابناء وطن واحد . المرحلة صعبة ، وعلينا أن نكون بمستوى التحديات القادمة، ولكل زرع موسم حصاد قد يطول وقد يقصر ..
علينا أن نبذل كل جهدنا من أجل العمل المشترك لبناء وطن واحد يتسع للجميع، مجتمع تنتشر فيه المحبة والمودة ويبتعد عن الكراهية والحقد على المستوى الشخصي والسياسي والاجتماعي والقومي والعشائري والطائفي ..
|
|