قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الشعوب تخيف الحكام!
*سعود محمد
انقلبت الحال في دنيا البشر، فعادة الوقائع أن الحكام هم من يخيفون شعوبهم بما لهم من سطوة ورجال وإمكانات مسخرة، لكن واقع الأحداث الجارية قلبت تلك القاعدة، فأضحت الشعوب تخيف حكامها!
إن الظلم إذا ما طفح كيله جرَّ كل وبال على الظالم أينما حل وتوطن، ولا عبرة بإنجازات سطرها لنفسه، وأقنع من حوله بعظيم فائدتها. والأغرب في واقع اليوم أن هذه الثورات المتلاحقة هي صنيعة شباب قد سئم طول بقاء حكام صارت فترات حكمهم تقرب من أعمار السلاحف، بلا إنجازات تلمس في خضم حياة مليئة بأحلام النكوص والتخلف وفي زمان ثورة علمية جامحة، ووسائل اتصال لا يمكن حجبها.
عروش تهاوت واخرى بدأت تتهاوى تحت صيحات شبابية سلمية هادرة، بلا سلاح، وبلا عنف، سلاحهم أنكى من السلاح النووي فتكاً، فهي تفجر عقول حكام ولا تجعل لها خياراً للتصدي والغلبة.
خوف بعض الحكام على عروشهم أدى إلى نكات على سخف صنيعهم حتى من أجهل الرعية، فالخوف قد أطبق على قلوب أولئك الحكام بحيث أنهم حاولوا مصالحة شعوبهم بالامتيازات المفاجئة التي لم تألفها شعوبهم، وكأنهم يقولون لهم: الآن قد فهمناكم، وفهمنا مشاكلكم وهمومكم، وهم قبل ذلك أذاقوهم الويل والثبور وعظائم الأمور.
في واقع الحال اليوم كل حاكم يصالح شعبه خوفاً منه لا خوفاً عليه، وطمعاً في سلامة العاقبة، ولا شماتة في ذلك، فالحول والقوة لله وحده، وعزيمة الشباب ماضية، والذلة والمسكنة لحكام الجور.