المرجع المدرسي بعد أدائه مناسك عمرة التمتع..
التوبة إلى الله تعالى بنية التكامل أعلى درجات الاستغفار
|
الهدى / مكة المكرمة
بعد أدائه مع جموع المؤمنين والمسلمين مناسك عمرة التمتع في مكة المكرمة، التقى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) بجمعٍ من المؤمنين في مقر بعثته في مدينة مكة المكرمة والكائن في منطقة العزيزية، وتحدث عن أهم مكتسبات الحج وهي التوبة والإنابة الى الله سبحانه وتعالى، وقال سماحته: إن اعظم ما ينشده المؤمنون من الحج هو غفران الذنوب والتوبة الى الله سبحانه وتعالى وتطهير القلب من ادرانه ومن ما لحق به بسبب الذنوب من الرجس والشكّ والشرك والنفاق.
وتساءل سماحته بالقول: نحن تشرفنا واياكم بزيارة البيت العتيق وطفنا به وتوسلنا الى الله لكي يغفر ذنوبنا ويتوب علينا، فكيف نستغفر الله وما هي الذنوب التي لابد ان نتجاوزها ونطهر قلوبنا منها ودرجات المستغفرين وابعاد الاستغفار؟ فاذا عرفناها و وعيناها استطعنا باذن الله وبتوفيق منه ان نُحظى إن شاء الله بدرجات عليا من الاستغفار وليس مجرد الدرجة الدنيا من الاستغفار.
وقال سماحته إن هنالك درجات وأنماطاً للإستغفار:
النمط الأول: الإستغفار للناس..
تحدث سماحة المرجع المدرسي عن مسألة ظلم الناس و حقوق الآخرين، وضرورة الاستغفار للمظلومين والمهدورة حقوقهم، وأوضح سماحته بالقول: قد يحصل أن يأكل الانسان أموال الناس بالباطل، أو قد يكون مرتكب غيبةٍ او تهمة او عصبية او حمية، أو تجاوز على الآخرين بعدوان أو فحشٍ وسبّ، أو كانت له مع الآخرين مواقف خاطئة حتى ولو كانت هذه المواقف خاصة بسوء الظن، أولم يقل ربنا سبحانه وتعالى "واجتنبوا كثيراً من الظن ان بعض الظن اثم" وقليل من الناس من يستطيع القول بانه بريء من هذه الذنوب، وأن يبرء نفسه من مظالم العباد، فهنالك حق ابيك، وحق امك وحق اخوتك، وحق زوجتك، وحق ابنائك، وتساءل سماحته أيضاً: هل أديت كل حقوق هؤلاء؟ ولذلك نرى أن الحاج وقبل ان يخرج من بيته في رحلة الحج، يتوجه الى اقاربه و اصدقائه والى الذين كانت بينه وبينهم علاقات تجارية او علاقات ادارية او ما اشبه، ويطلب منهم إبراء الذمة، لأن الانسان في كل الاحوال لا يخلو من خطأ.
وقال سماحته في جانب آخر من حديثه: جاءني رجل عندما كنت في حرم الامام الحسين (عليه السلام) وقال لي: هنالك رجل يطلبني مقداراً من المال، واريد أن أعطيه حقه، لكنه يرفض ويقول: آخذ حقي منك يوم القيامة! وأنا متوجه الى حج بيت الله تعالى، فماذا أفعل..؟ وماذ أعمل مع هذا الرجل..؟
وكان جواب سماحة السيد المرجع: أنت بذلت محاولتك.. فاذا كان رافضاً استغفر له عند بيت الله الحرام وإن شاء الله يجعل استغفارك له عوضاً من حقه عليك.
ونقل سماحته حالة أخرى لسيدة سألته فيما كان في المدينة المنورة، وقال: سألتني احدى الاخوات باني تحاملت على أخت اخرى بكلمة اظنها غير صحيحة، والآن كيف أبرئ ذمتي من هذه الكلمة؟ ولو قلت لها – تسأل الأخت- إبرئي ذمتي لثارت فتنة لسبب من الاسباب..
وكان جواب سماحة السيد المرجع لهذه الأخت: لا تقولين لها شيئاً ولا توجدي فتنة، بل حاولي ان تستغفري الله والله رحيم بعباده، فاستغفري الله لكي ولها.
وهنا في مكة المكرمة – يضيف سماحة السيد المرجع- أخت اخرى تسألني وتقول: كنت أضرب ابنائي في طقولتهم ضرباً مبرحاً وشديداً بحيث كانت تحمر اعضاء من ابدانهم، بسبب الضرب والآن أنا في الحج وقد كبر الاولاد، و لا أعرف هل عليّ ديّة ام لا..؟!
وخاطب سماحة المرجع المدرسي الأخوة الحجاج، قائلاً :
أيها الأخوة.. في بعض الاحيان يقف الانسان يوم القيامة خمسمئة سنة على كلمة واحدة باطلة تكلم بها على الآخرين، فلا تستهينوا بحقوق الناس، و ربما بعض الناس يستهينون بحقوق اقربائهم والمتواصلين معهم، أو يستهين الرجل بحقوق زوجته، أو يستهين بحقوق امه وبحقوق ابيه واخيه وابنائه.. وأكد سماحته بان هذه المظالم هي التي تحجب دعاء الانسان عن الاستجابة، فهو يدعو، لكن الله تعالى يقول للانسان: عبدي اذهب واكسب رضى صاحبك أو ذوي الحق عليك، ثم بعد ذلك ادعوني، لان الدعاء محجوب، كما هو حال الهاتف الذي لا يجري الاتصال لأنه محجوب، وخطه مقطوع، هكذا بالنسبة للدعاء فانه أمامه حجاب يقطع الاتصال لوجود مظالم ومطالبات مع الآخرين.
وتساءل سماحة المرجع المدرسي عن كيفية الاستغفار..؟ ثم أجاب: نستغفر الله بكل ما لدينا من كلمات..
ودعا سماحته الى الاستغفار وإبراء ذمة الآخرين وتصفية العداواة والخلافات في موسم الحج، وقال: ينبغي على الانسان أن يستغفر لمن أساء له ويطلب من الله تعالى مقابل ذلك أن يصفح ويغفر له ذنوبه.
النمط الثاني: الإستغفار للرب..
تساءل سماحة المرجع المدرسي عن معنى الاستغفار للرب وأثر هذا الاستغفار في النفس..؟
وأتى سماحة المرجع المدرسي بمثالٍ على هذا التأثير النفسي، في سائق سيارة يسير بسرعة فائقة تؤدي به الى حادث سير، وتتحطم سيارته كما تتحطم أجزاء من بدنه، كأن تكسر ساقة أو يديه، ويصاب بعاهة مستديمة وعوقٌ يرافقه طيلة حياته، وإذن.. – يقول السيد المرجع- هناك ذنوب تكسر القلب وتسبب عاهة في داخل نفس البشر، ودعا الى التخلص من هذه العاهات النفسية والروحية خلال مراسيم الحج المباركة، وأوضح سماحته: بان الاصابة في الرجل أو اليد يمكمن معالجتها بسهولة، لكن إصابة القلب بالذنوب، اشد من ذنوب الاعضاء والجوانح، لأن هذه الذنوب تحول القلب الى قطعة سوداء، واستشهد سماحته بالآية الكريمة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ".. وتابع سماحته بالقول: بينما كنت بين المدينة ومكة سألني الأخوان أن أنصحه فقلت له: اذا رأيت يوماً شخص افريقي ولم تظن أنك افضل منه ولم تحاول بطريقة معينة أن توهم الى نفسك بانك من الشعب المختار، ففي ذاك اليوم ستكون انت شيء عظيم، أو عندما ترى فقيراً ولم تحسب أنه لفقره ادنى منك رتبة، أو يوم ترى الجاهل ولم تزعم بأنك لعلمك افضل منه، ففي ذلك اليوم ستكون انت عابد لله تعالى.
وأضاف سماحته أيضاً: بان الشيطان هنا – وأعوذ بالله – يلعب لعبة خبيثة جداً ويحاول بطريقة او بأخرى أن يوهم الانسان بأنه افضل من هذا الشخص، والقرآن يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ" – أعوذ بالله – فهذا هو ذنب القلب موجود في سويداء الانسان، وهذا ليس مجرد ذنب بل هو عاهة، وهو مثل ذلك الذي كسرت ساقه خلال حادث سير بتهور، فهذه عاهة نفسية وانحراف ومرض خبيث، ونحن في الحج يجب ان نتخلص من هذه العاهة ومن كل العاهات والعقد النفسية.. واستطرد سماحته بالقول: اذا لم تستطع الانسان ان يتخلص من هذه المشاكل النفسية خلال فترة الحج، فلا اعتقد انه سيجد فرصة اخرى يتخلص بها من هذه الحالة النفسية والعقدة النفسية الموجودة عنده، فالبعض يتصور إنها أمور بسيطة لكن هذه النفس البشرية معقدة، وقال ربنا: "وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً"، والجدل – يقول السيد المرجع- يعني المعقد، و (جداول الشعر) أي الشيء الملفوف بشيء آخر من الصعب ان تخلصه.
وقال سماحته في هذا الإطار: نحن بحاجة في هذه المرحلة الى علماء التربية وعلماء النفس وعلماء الدين، ربنا سبحانه وتعالى حينما يصف نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله)، يقول: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ" فالنبي يجب ان يزكي النفوس، ولا بأس بأن يراجع الانسان في مشكلة ما الى عالم دين أو أخ لك مؤمن وصالح، و تقول له: انا ارى الناس بنظر دونية! أو عندي نظرة حقد ولا استطيع ان أنسى الذي يظلمني أو عندي حسد على اخي بانه يملك درجات عالية في المدرسة وانا درجاتي واطئة لذا لا أحبه! حتى يمكن أن تتخلص من هذه المشكلة، فهذه درجة اخرى وأعلى من الاستفغار.
النمط الثالث: استغفار الصديقين..
أما النمط الثالث أو الدرجة الثالثة فهو الدرجة العليا من الاستغفار وهي خاصة بالنبيين والصديقين والاولياء الصالحين والكاملين من عباد الله.. وقال سماحة المرجع المدرسي: إن هذه الدرجة بحاجة الى مقدمة لبيانها ولكي نتعرف عليها:
إن الله سبحانه وتعالى خلق الانسان في احسن تقويم، ولكن السؤال: هل الانسان حينما خلقه الله سبحانه وتعالى في احسن تقويم وصل حقاً الى أعلى درجات الكمال؟ لا نستطيع القول بنعم.. فاذا وصل الانسان الى أعلى درجات الكمال فلماذا نصلي على النبي محمد (صلى الله عليه وآله)؟ ولماذا نقول: (اللهم آته الوسيلة والدرجة الرفيعة)؟ فاذن هو الذي امرنا بذلك وقال: ان لله درجة ولانسان واحد فقط، فادعو الله ان يجعلها لي درجة واحدة فقط وهي درجة الوسيلة، وهي خاصة بنبينا الاكرم (صلى الله عليه وآله) وربنا يقول: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً" اذن فالانسان لما يكتمل، ويضيف سماحته موضحاً: إن الله خلق الانسان واعطاه ما اعطاه من النعم ولكن يظل الانسان يبقى بحاجة الى المزيد من الكمال، فامامه فرصة، والاستغفار هو من النقص وليس من الذنب، "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ" والذنب هنا ليس مثل ذنوبنا، بل هو النقص الموجود عند الانسان، فنحن نستغفر الله لنتكامل.
ثم أردف سماحته: الان الفكرة تبدو جديدة فنحن بحاجة الى توضيح..
إن أبانا آدم صفوة الله (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام)، خلقه الله تعالى واكرمه بجنته وقال له ولزوجته "وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ"، ولكن ابانا آدم بسبب ظروف معينة كان لا يزال لا يعرف وساوس الشيطان، فجاء الشيطان وقاسمهما بالله – يعني حلف لهم بالله – وكان عند آدم ان من المستحيل أن يحلف شخص بالله هل من المعقول ان يكذب وكان آدم عنده إيمان قوي بالله وما عنده ولا واحد بالمئة احتمال بان هناك شخصاً يحلف كذباً، "فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ" فذهب عند الشجرة و وقعت المصيبة الكبرى، ويتابع سماحته متسائلاً: هل أنت أيها الإنسان وبعد عشرة آلاف أو مئة ألف سنة، قد ارتكب ذنباً أو اشترك مع ادم في هذا الذنب؟! كلا.. انتم لم تشتركوا مع ادم بهذا الذنب لكن لحقكم من ذنب ابيكم لماذا؟ لأنكم كنتم في صلب أبيكم آدم في ذلك اليوم، شئتم أم أبيتم، فالذنب الذي وقع على آدم، فان جزءاً منه عمّ عليكم، وفي كل الأحوال حدث نقص عندنا وهذا النقص يجب ان نعالجه، ونحن كمسلمين مأمورون بأن نصوم كل سنة شهراً كاملاً حتى نخرج هذا النقص الذي وقع فينا من خلال اكل أبينا ادم من تلك الشجرة.
ويقول سماحته: إن أئمتنا (عليهم الصلاة والسلام) يبينون فلسفة الصوم وحكمته لأن آدم قد أكل من الشجرة المنهية وحصل لدى البشرية نقص بسبب اكله لهذه الشجرة لأنها حرام، وقد دخلت في الجينات وفي العمق، وعليه يجب اخراج هذا الحرام في كل سنة خلال ثلاثين يوماً او تسعة وعشرين يوماً، ويستمر ذلك حتى خلال ستين سنة او سبعين اوثمانين سنة، من أجل أن يخرج هذا النقص منك.
وجاء سماحة المرجع المدرسي بمثال آخر وقال: رجل – والعياذ بالله –غير ملتزم بالاحكام الشرعية، يأكل الحرام ولا يعطي الخمس ولا يهتم بالدين ابداً، فاذا تزوج هذا الانسان وأطعم زوجته من أموال الناس، من الحلال والحرام ومظالم العباد، ثم كبر الولد وصار شاباً وذهب في يوم من الايام الى المسجد وتحدث الخطيب، ففتح الولد قلبه وقال: اريد ان اتوب الى الله، والسؤال هنا: هل تؤثر لقمة الحرام التي أكلها هذا الولد؟ نعم.. لأن الحرام دخل في كل وجوده، فهو عنده مشكلة تُسمى (مشكلة جينيتيكية)، أو مشكلة ذاتية في داخل نفسه، فمشكلة هذا الانسان انه يهوي الحرام ويحب الحرام اكثر من غيره، وعنده شبق الى الحرام – والعياذ بالله – رغم أنه رجل مؤمن، لكن يجب ان يتخلص من هذا الشبق والهوى والنفسية المعقدة التي امتلكها، وذلك بالاستغفار.
وعدّ سماحة المرجع المدرسي هذا النمط والمرتبة الرفيعة من الاستغفار، الوسيلة إكمال النقص والتكامل، وقال سماحته: بان الاستغفار من النقص هو استغفار النبيين والاولياء، فهم بالاستغفار يريدون ان يصعدوا درجات الى الاعلى..
وفي ختام المحاضرة دعا سماحة المرجع المدرسي الحجاج الى الاستغفار، قال نحن مكلفون بهذا النوع من الاستغفار واستشهد بالآية الكريمة التي توّج بها الحديث: "فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ" بمعنى أيها الحاج اوصل نفسك الى درجة المخبتين، فهي أعلى درجات الايمان، وهذا الكلام يأتي في سياق الكلام عن الحج – يقول سماحته- "وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ" فمن هم؟ "الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ"، يعني بمجرد ان تقول الله يدق قلبه وينبض بسرعة، لأنه يذكر عظمته وتتجلى عظمة الله في قلبه، وهذه ليست موجودة عند جميع الناس، هذه صفة خاصة ببعض الناس المخبتين، "وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ" اذا اصيب بمصيبة في ماله، او أعزته، او ما أشبه، تجده كالجبل الراسخ صابر،"وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ" صلاتهم كصلاة المقيمين وليس كصلاة المصلين الذين يقول ربنا عنهم: "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ" فصلاتهم كاملة، "وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" .
وأكد سماحته: اذا استوعبنا هذه الصفات وإن شاء الله نستوعبها و وصلنا الى درجة المخبتين فحجنا ان شاء الله يكون حجاً مقبولاً وسعينا مشكوراً.
|
|