ما عندنا أغرب وأعجب!
|
علي أحمد
اعلن الصندوق العالمي للحياة، في لندن مؤخرا عن اكتشافات لأنواع مذهلة جديدة للأحياء، لم يشاهد مثلها من قبل في العالم. وقال الصندوق المعني بالحياة البرية والحفاظ على الطبيعة، إن التنوع المكتشف في منطقة تسمى الميكونغ الكبرى في فيتنام، هو تنوع مذهل لدرجة أنه يتم اكتشاف نوع جديد كل يومين هناك!. والاكتشافات التي أعلن عنها في تقرير بعنوان (الحياة البرية في الميكونغ)، شملت سحلية صغيرة ذات ألوان فريدة، فهذه السحلية (البريعصي) ذات أرجل برتقالية، ورقبة صفراء، وجسم رمادي يميل للون البنفسجي أو الأزرق الغامق.. التقرير كشف عن قرد عجيب لونه أسود وأبيض أفطس الأنف فريد من نوعه في جبال ولاية كاتشين في مينامار.. ويقول السكان المحليون انه في وقت المطر يشاهد هذا القرد الفنان، وقد خبأ رأسه بين رجليه ليمنع دخول المطر إلى أنفه الأفطس، ولربما ليحمي شعره المتميز أيضاً.. التقرير تضمن 208 أنواع جديدة، بينها سحلية تتكاثر من خلال الاستنساخ دون الحاجة إلى ذكور من هذا النوع.. كما تضمن سمكة تشبه الخيار، وخمسة أنواع نباتات آكلة للحوم، وبعضها قادر على التهام الفئران والطيور. بعد اطلاعي على فحوى التقرير زاد إيماني بقدرة الله على الإبداع، وقدرة خلقه من البشر على اكتشاف أنواع جديدة منها كل يوم وكل شهر وكل سنة.. فالمخلوقات والأنواع الموجودة على كوكب الأرض في بحاره وغاباته وصحاريه تتجاوز الملايين، تذهلنا بتأقلمها مع بيئتها وقدرتها على المعيشة والحياة والصعاب التي تكتنف حياتها.. ولكن يبقى الإنسان هو سيد هذا الكون الذي سخره الله تعالى له،، وهو المعمر له، وهو المكرم على باقي مخلوقاته.. فسبحان الله خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير.
والشيء بالشيء يُذكر، ففي مواجهة مخلوقات الطبيعة الغريبة، نجد بين ظهرانينا مخلوقات بشرية أيضاً، ما فتأت تثير الغرابة والدهشة، ليس لأشكالها وملامحها، بل في تصرفاتها مواقفها التي تدخل في خانة اللامعقول واللامقبول!، وفي عملية سياسية لاتزال تنتج كل يوم وشهر وعام صراعات وخلافات و صورا عجيبة وغريبة في الاداء السياسي ، وفي التفنن في صناعة وإشعال الازمات واستدامتها ، وفي هدر المال والفساد المالي والاداري والطمطة عليه، وفي عدم احراز تقدم ملموس ومطمئن في قطاعات الخدمات، وفي وتبادل وتقاذف الاتهامات والقاء الملامة على الاخر، فيما الكل ممن هم في سدة السلطة، حكومة وبرلمانا، وكتلا واحزابا، تراهم (بالتصريحات) متألمين على واقع الحال، ومحاربون لايشق لهم غبار في محكافحة الفساد والشكوى من استشراءه في مفاصل الدولة، كلهم ينادون بالمصالح العليا للشعب والبلد ويدعون الى نبذ الفئويات والمصالح الشخصية والحزبية الضيقة، يحذرون من الصراعات والخلافات ويدعون الى تطويقها والاحتكام الى الدستور والقانون في حلها.. وكأن صاحب القرار والسلطة شيىء ما (شبح مثلا) مجهول الهوية والصورة والملامح.. و ليسوا هم !. و بينما الكثير منهم افرادا وجماعات في الوقت الذي يصورون للناس أن القانون و الدستور هو كتابهم المقدس، يعلمون أنهم داسوا عليه وتجاوزوه مرارا وتكرارا من دون أن يرف لهم جفن..
لقد رأينا ولانزال عجائب وغرائب ، تنافس في غرابتها مخلوقات منطقة الميكونغ الكبرى!. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
|
|