قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
آية الله السيد هادي المدرسي في ندوة بعنوان "مشروع النهضة وإشكالية الاختطاف" :
الأوطان لا تبنى على رمال.. ونحتاج لسكة ثابتة وعربة متحركة
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة لا يمكن لشعب أن يتجاهل القيم أو يتجاوز الثوابت إلاّ ويدفع ثمن تجاهله
الهدى/ متابعات:
أكد سماحة آية الله السيد هادي المدرسي على أهمية ثوابت الوطن والنهضة به، مشيرا الى انه اذا استطعنا أن نعرف تلك القيم والمثل التي نستطيع التحرك من خلالها فسنتمكن من وضع الاوطان على السكة الصحيحة. وأضاف سماحته في كلمة له خلال ندوة أقامها مركز الدراسات والبحوث في منتدى القرآن الكريم في الكويت تحت عنوان "مشروع النهضة وإشكالية الاختطاف"، وحضرها حشد من الباحثين ورجال الدين، أن: "هذا الكون خلق من مجموعة من القيم وتلك القيم اشبه بالغدد التي في جسم الإنسان التي تنظم حركته وحركة دمه وكذلك القيم في الحياة فكل قيمة في مكانها ضرورة ومن هنا لابد من اخذ القيم كلها بعين الاعتبار دون اغفال جانب منها"، مضيفا: " إلا أن هناك أمرين: فهناك سلم تفاضلي بين القيم فأحيانا تكون هناك مثلا عدالة ولا تكون هناك حرية والعكس صحيح، فأيام الاتحاد السوفيتي السابق كانت العدالة كقيمة منظورة موجودة في المجتمع السوفيتي لأن النظام كان ينادي بمبدأ تكافؤ الفرص لكنه أغفل جانب الحرية وصادرها فانهار النظام بأجمعه". واضاف: "توجد في الغرب حرية لكن لا توجد عدالة بالنسبة للأقليات وهذا يؤكد أن سلم القيم تفاضلي في بناء الأوطان..". وأشار إلى أن "الأوطان لا تبنى على رمال متحركة فالوطن هو السكة الثابتة، وهو الذي تمشي ثوابته على ثوابت سليمة أقام الله الكون عليها تتمثل في الحق الذي يجمع كل القيم".
وتابع سماحته بالقول: "لا يمكن لشعب أن يتجاهل قيمة من القيم إلا ويدفع ثمن تجاهله لها وحين نقول الوطن فنحن لا نعني الحدود الجغرافية فتلك أمور مرتبطة بالسلطة لكننا نعني الثوابت التي لا يمكن تجاوزها فإذا كان هناك تقدم في مجال من المجالات فهو تقدم في الثوابت نفسها وما الطب والفيزياء وباقي العلوم إلا تقدم وتطور في ثوابت أساسية ورئيسية أقيم الكون عليها .. وهذا يعد تقدما في معرفة الثوابت، ولكي يمشي القطار نحن بحاجة لسكة ثابتة وعربة متحركة والمتغيرات جزء من الثوابت وتعنى بمحاولات النهضة أن نستخرج ما أودع الله فينا من طاقات وكنوز ونستفيد منها اضافة الى الطاقات الكامنة في هذا الكون فيما يفيد اوطاننا وأنفسنا". واختتم سماحته كلمته قائلا " يبقى أن هناك قيمتين في هذه المنطقة هما قيمة الأخوة والحرية فأنت حر بمقدار ما لا تضر الأخوة هذه حدودك دون أن تخرب السلم الأهلي وتضع حواجز بين الناس..".