سماحة المرجع المُدرّسي"دام ظله" في حديث لصحيفة "كازيتا" الروسية:
علاقات وّدية بين جميع مكونات الشعب، والإرهاب مستورد من الخارج والحكم الجيد يحمل ثلاث صفات..
|
الهدى/ كربلاء المقدسة:
اجرت صحيفة "كازيتا" الروسية، الصادرة في موسكو، لقاءً مع سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة، تناولت فيه عددا من الملفات والقضايا .
وفي سياق اللقاء، ورداً على سؤال حول الاوضاع العامة في البلاد أوضح سماحته، أن العراق يواجه ثلاثة إستحقاقات وتحديات مهمة، وهي الاحتلال وقضية الخروج من البند السابع لمجلس الأمن، و الديمقراطية وتحول الحكم الشمولي الى حكم جماهيري، و التحول الاقتصادي، من سيطرة الدولة المركزية والشاملة على هذا القطاع، الى السوق والناس، وانه لذلك قد يلاحظ المراقب ان المشاكل في العراق تشبه في العديد من جوانبها تلك التي حصلت في روسيا اوائل التسعينات خلال حكم الرئيس يلتسين، وإنهيار حكم النظام الشيوعي.
وفي سؤال حول العلاقات بين مكونات الشعب العراقي، لاسيما بين الشيعة والسنة، ومدى الخلافات في الساحة واسبابها، أكد سماحة المرجع المُدرّسي"دام ظله" على أن العلاقة طبيعية بينهما، وبين جميع المكونات، موضحا وجود تعايش مشترك لعصور مديدة، حتى اليوم،، واشار الى أن العراق يمكن ان يقال عنه أنه "بلد عشائري فيه العشائر السنية والاخرى الشيعية، وهي متداخلة، وهناك علاقات ودية وتحابب بين الجميع".واشار في هذا السياق أيضا الى أن الارهاب وكثيرا من الخلاف الموجود، هو :مستورد من خارج العراق وليس من الداخل "، موضحا أن من الادلة على ذلك هو ان اثارة الخلافات والعمليات والاساليب التخريبية المتبعة في العراق هي نفسها تحدث مثلا في باكستان وغيرها من المناطق، ونحن بحمد الله تعالى وتعاون وتجاوب الشعب تمكنا ومنذ بداية الامر من السيطرة على هذا الخلافات وتجاوزناها ونستطيع أن نقول أننا نجحنا بمقدار 80% .
وفي جانب آخر من إجابة سماحته عن سؤال حول "مستقبل العراق ونوع الحكم القادم الذي يجعل الوضع في البلاد طبيعيا " اوضح سماحته بالقول : نحن ندعو اولاً الى عودة وتمتين أواصر اللُّحمة الوطنية، ونحن نقبل وندعو لحكم يستطيع ان يحقق ذلك. واضاف : أمّا رأيي شخصياً عن الحكم الجيد في العراق، والذي يوحدنا، فأنه هو الذي يحمل ثلاث صفات: وهي: دينيا، وديمقراطيا، ومعتدلاً.، فلا يتجاوز ويتخطى قيم وأحكام الشرع، بل يلتزم بها ويراعيها، ولأن الشعب يحمل هذه القيم والثقافة الاسلامية، فالكرد والعرب، السنة والشيعة، كلهم يدينون بهذا الدين. و دميقراطيا ومعتدلاً لأن الاعتدل وعدم التشدد يؤمننا من غائلة التطرف .
وفي جانب من ردّه على سؤال الصحيفة حول "دور ايران " وعلاقة العراق معها ،وما يثار حولها من لغط بين اونة وأخرى، اوضح سماحته، أن شعوب و بلدان المنطقة "متداخلة مثل الاواني المستطرقة".. وأنه اذا حدث خلل في احداها فإنه يمتد الى المناطق الاخرى. واشار في هذا السياق الى أن التأثير والدور الايراني في العراق والمنطقة عموما يبدو في عالم السياسة أمر طبيعي، نظرا لعوامل سياسية واجتماعية وجغرافية، والاواصر والعلاقات التي تربط شعبي البلدين، فضلا عن أن لايران خلافات كبيرة مع امريكا، وأن الاخيرة محتلة للعراق المجاور لايران .. موضحا أن كل هذه الاسباب تدعو الى تداخل الوضع الايراني مع الوضع العراقي بدرجة واخرى، وأن " نفع هذا التداخل او ضرره، بيد الشعب العراقي فإذا قمنا بتوحيد صفوفنا وتنظيم امورنا يمكننا ان نستفيد من هذه التداخلات الاقليمية، بما فيها ايران، اما اذا كان العكس فان هذا التداخل سيكون مردوده سلبي علينا..".
|
|