الشارع العراقي .. و " التفاؤل" بتغيير الأوضاع الحالية عبر صناديق الأقتراع
|
بغداد / عبدالجبارالعبودي
الممارسة الديمقراطية الحديثة العهد في البلاد ولدت ارتياحا كبيرا لدى ابناء الشعب العراقي بكافة اطيافه عبر عنها من خلال الاقبال الواسع من على صناديق الاقتراع في جميع التجارب الانتخابية السابقة متحدين سيارات الموت المفخخة التي كانت ترصدهم في الشوارع والساحات، معبرين عن رفضهم للانظمة الدكتاتورية السابقة التي حكمتهم بالنار والحديد لسنين طويلة وجردت بلادهم من خيراته في حروب طائلة لاناقة لهم فيها ولا جمل سوى ان راس النظام يريد ان يحضى بسجل اسود في التأريخ وهذا ماحصل عليه ..والتجربة الحالية على الرغم من ايجابياتها لكن رافقتها العديد من الاخطاء شوهت صورتها الجميلة في مخيلة الناخب العراقي ومع بدء الدعاية الانتخابية وقرب الانتخابات البرلمانية، إستطلعنا اراء عدد من المواطنين بشان رؤيتهم للانتخابات المقبلة وهل ستسهم في تغيير الواقع الحالي نحو الافضل.
رغم السلبيات .. لكننا على سكة الطريق الصحيح
المواطن احمد عبدالكريم / كاسب، قال : "انا متاكد من أن المستقبل سوف يكون أفضل، وان الشعب العراقي في مرحلة تدريب تؤهله للمرحلة القادمة ليكون شعباً متميزاً وانه سوف يكون نقطة إشعاع لمن حوله من البلدان التي مازالت ترزح تحت ظلمات الانظمة الدكتاتورية.لذلك فان الهجوم على الشعب العراقي الذي خرج من سجنه ونعم بالحرية ولاول مرة في تأريخه سوف يكون كبيراً وسوف يعززون هذا الهجوم الشرس بكل ما لديهم من امكانيات وطاقات لذلك فان مسؤوليتنا كبيرة وعلينا ان نحرص ونحافظ على تجربتنا الديمقراطية ونذهب الى صناديق الاقتراع بحماس كبير لكي نختار من هم أهل لمواجهة التحديات وهي تحديات كبيرة لا يمكن تجاهلها واغماض العين عنها" واضاف :" لا يمكن الحكم على النظام الجديد بنظرة مزاجية واحادية ونتجاهل مخاطر الولادة العسيرة لهذا النظام وما صاحب تلك الولادة من اهوال ومحن وكوارث رغم السلبيات الموجودة لكننا سائرون على سكة الطريق الصحيح وهو ان صندوق الانتخابات هو الذي يحكم بيننا وان ننظر الى هذا الصندوق نظرة تقدير واحترام وامتنان لانه رسم لنا طريق خلاصنا ولا نملك بديلا عنه سوى العودة الى الدكتاتورية التي تجرعنا مرارتها ومازلنا نتجرعها حتى اليوم".ويؤكد عبدالكريم "أن واجبنا الشرعي والوطني يحتم علينا المشاركة في الانتخابات لاننا وحدنا نملك مفتاح التغيير نحو الافضل وانا أعتقد بان اعتماد القائمة المفتوحة سيعزز الرغبة في المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة وبحماس كبير لان القائمة المفتوحة اصبحت مطلباً شعبيا خصوصا بعد تعضيد من المرجعية الدينية لذلك التجربة الديمقراطية يجب ان تنجح"
جواد عمران / موظف عمره 37 سنة، قال :" سأذهب الى الانتخابات بنفس الحماس برغم كل السلبيات التي رافقت العملية السياسية بعد التغيير الجذري الذي حصل في العراق فان التجربة الديمقراطية تتصاعد وتيرتها سنة بعد اخرى، ومؤسسات الدولة تنمو وتتكامل يوما بعد يوم". ويضيف :" علينا ان نتذكر حقيقة مهمة وهي أن النظام الجديد وقعت عليه مسؤولية كبيرة ببناء أساس الدولة الجديدة ومن ثم أعلاء البناء على ذلك الاساس الذي دمرته الحروب وحماقات النظام الشمولي السابق.. ان متفجرة واحدة يضعها ارهابي في بناء كبير قد يدمره في لحظة واحدة.. ولكن كم من الوقت وكم من المال وكم من الجهد يلزم لاعادة ذلك البناء المدمر، أن عملية البناء ليست عملية سهلة بل هي مهمة صعبة للغاية " وختم بتأكيده على ضرورة "ان نشارك في الانتخابات بحماس كبير وان نختار اهل الكفاءة والاخلاص والهمم العالية اذا ما أردنا للتجربة الديمقراطية في العراق ان تنجح وتبهر الاخرين في نجاحها".
مقياس مواطن: سأنتخب متى ما وصلت الخدمات
المواطن ابوعمار/ وهوموظف في مجال الصحة، عندما سألته ان كان متحمساً للذهاب الى الانتخابات القادمة لم يجبني بكلمة، انما أخذ بيدي حتى خرجنا من باب الدكان واشرفنا على الشارع القريب الذي يتصاعد منه الغبار على أثر مرور السيارات ثم قال لي: "متى ما وجدت هذا الشارع مبلطا ونظيفاً لا أثر للغبار فيه اثناء الصيف ولا أثر فيه للماء والاطيان في الشتاء استطيع أن أقول لك باني سأذهب الى صناديق الانتخابات متحمساً وانتخب الذين اوصلوا الخدمات الى مدينتي بل واعيد انتخابهم مرة أخرى اذا ثبت عندي ذلك ليس من خلال الشعارات بل من خلال ما المسه بيدي وأراه بعيني من أن الخدمات قد تغيرت نحو الاحسن، هذا هو المقياس الذي يجعلني أنتخب او لا أنتخب واعتقد بأن شريحة واسعة من الناس يتفقون معي على هذا الرأي".
رضا الناس.. غاية لا تدرك
كرم احمد/ يعمل في مجال التدريس، علّق على رغبة الناس في الاشتراك في الانتخابات البرلمانية القادمة قائلا: "دعني اقل لك حقيقة قد ترضيك اولا ترضيك.. ان الشعب العراقي صعب المراس جمع كل المتناقضات في آن واحد ... ان رضا هذا الشعب عن حكامه غاية لا تدرك.. سيكولوجية هذا الشعب حيرت حتى علماء الاجتماع .. في وصف طبيعة هذا الشعب فهو مزيج من التناقضات لا يمكن الجمع بينها" بحسب قوله. أمّا علي صادق / صيدلي، 30 سنة، سألناه ان كان يعتزم الذهاب للادلاء بصوته في صندوق الانتخابات البرلمانية القادمة فلم تعجبه طريقة السؤال وقال معترضا: "اذا كنت انا المتعلم لا أذهب الى صندوق الانتخابات فمن يذهب اليها؟ انا أجد أن من واجبي الوطني ان أذهب لكي اسهم في عملية التغيير لا يمكن ان اتخلف عن أداء هذا الواجب لكنني اقول ان الفساد الاداري المتفشي في اجهزة الدولة هو المسؤول عن ضعف أهتمام الناس بالانتخابات القادمة". واضاف:" الفساد عمل سيئ ورثناه من النظام السابق حيما سحق الموظفين بجزمته العسكرية وجعل الموظف والمتسول في مرتبة واحدة بل أن دخل المتسول أكثر من دخل الموظف في ذلك الزمن بما خلق ارضية مناسبة لانتشار الفساد المالي والاداري وحينما تفسد الرشوة ضمير الموظف سوف لا يقف فساده عند حد معين او زمن معين وبعد سقوط النظام ظلت هذه الآفة الخطيرة منتشرة في كل مكان خصوصا يعد ضعف الدولة وغياب القانون واصبحت الاموال تذهب الى جيوب المفسدين وليس الى مجموعة خدمات تسر المواطنين وتعزز ثقتهم بنظامهم الديمقراطي الجديد".وختم بالقول :" أنا أعتقد ان الفساد في جهاز الدولة هو المسؤول الاول عن ضعف أهتمام الناس بالانتخابات البرلمانية القادمة بسبب عدم الثقة بمن يصلون الى مناصب حكومية".المواطن نعيم سلمان أيد زميله أن المشاركة في الانتخابات ضرورة، وقال أن :" الفساد المالي والاداري اضعف ثقة المواطن بالمسؤولين" .هل نجحت هيئة النزاهة في اكتشاف ومحاسبة المفسدين.. هل رأينا المفسدين الكبار وهم يحاكمون ويأخذون جزاءهم على مرآى ومسمع من الناس.. لكي يكونوا عبرة وعظة للاخرين.
|
|