ظاهرة:
في رحاب محرم الحرام...
|
أين السياسيون من الروح الحسينية؟!
* حسن الحسني
- قال زميلي: لقد دخلنا شهر محرم الحرام تقريباً والعالم الاسلامي أخذ يستعد لاستقبال الملحمة الحسينية الكبرى، وكل الجهود تتضافر باتجاه واحد ومحدد لاحياء ذكرى استشهاد السبط الشهيد الامام الحسين (ع)، ولكن لا ادري ما هي نكهة هذا العام في عاشوراء الامام الحسين (ع)؟
- قلت: بحمد الله لقد نجحت القطاعات العامة من شعوبنا من ركوب سفينة الحسين (ع) والتي هي اسرع واوسع سفن الرحمة الالهية، ولكن لا زالت النخبة الفكرية والسياسية بعيدة عن الالتحاق بهذا الركب الحسيني الهادر.
- قال: لازال السياسيون في العراق –مثلاً- رغم ان ارض العراق تتشرف باحتضانها لجثمانه الطاهر وآثار واقعته الكبرى، بعيدين عن الكثير من قيم الملحمة الحسينية.
- قلت: لا نطلق الحديث والتهمة جزافاً على الجميع..!!
- قال: اقصد ان الذي يتوقعه العالم الاسلامي وابناء شعبنا العراقي من المسؤولين والسياسيين ان يكونوا اقرب الى الروح الحسينية الطاهرة التي تتموّج في شعبنا العراقي عبر مواكب الوعي والخدمة والعطاء.
- قلت: اي جانب من الروح الحسينية تقصد واي قيم؟
- قال: لقد عُرفت نهضة الامام الحسين (ع) بالصدق والشفافية من خلال تعاطي الامام (ع) مع اصحابه واهل بيته وحتى مع اعدائه منذ خروجه يوم التروية من مكة المكرمة والى يوم استشهاده، فهل حقاً ان مسؤولينا اليوم يمارسون الصدق والصراحة والشفافية مع ابناء شعبهم؟! ثم ان شعبنا يستعرض كل عام شتى اوجه التعاون والتآزر فيما بينه لانجاح ذكرى الواقعة بكافة جوانبها وطقوسها وتبذل الملايين.. الملايين تبرعاً، فهل المسؤولون بهذا المستوى المثالي من التعاون والتعاضد وهكذا باقي القيم الالهية – الانسانية الحسينية الاخرى التي هي من اوليّات بناء البلد الآمن والمزدهر والمستقر والفاعل؟!
- قلت: انا معك، ان ما يحدث ايام احياء مراسيم مصاب السبط الشهيد الامام الحسين (ع) بحاجة الى وقفات طويلة للاستفادة من دروسها، فعبر المجالس الحسينية والمواكب الخدمية يتعلَّم شعبنا درساً في التعليم والتحابب والتعاون وكذلك البذل والسخاء وايضاً التواضع للآخر وكل ذلك من اجل هدف مقدس الا وهو رضا الله تعالى عبر استذكار الواقعة الحسينية الخالدة.
- قال: احسنت.. فهل مسؤولونا بهذا المستوى، ام انهم منشغلون بانفسهم او مهتمون بتضعيف الآخر والتعالي عليه بهدف تهميشه واقصائه... لا سامح الله..!
|
|