أكد أن الفساد يُشيع ( الظلم والدمار في المجتمع ) وأن مسؤولية الاصلاح تشمل الجميع
المرجع المُدرّسي: نُصرة الامام الحسين (ع) اليوم بأن نتبع مبادئه في الاصلاح ورفض الظلم
|
كربلاء المقدسة/ الهدى:
من وحي نهضة الامام الحسين عليه السلام وقرب حلول ايام عاشوراء، أكد سماحة المرجع المُدرّسي (دام ظله) على اهمية تحمل جميع ابناء المجتمع لمسؤولية الاصلاح ومحاربة الفساد بكل انواعه واشكاله، وأن ذلك لايختص بالحكومة او العلماء او جهة بذاتها دون اخرى، منوها الى نصرة الأمام الحسين عليه السلام، من قبل الموالين اليوم انما تتمثل بتلبية دعوته للاصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف بوجه الظلم والانحراف. وقال سماحته في المحاضرة الاسبوعية التي القاها بحضور حشد من المبلغين وطلبة الحوزة ومواطنين بمكتبه في كربلاءالمقدسة، ان " الاصلاح رسالة الانبياء وهدف الائمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام، وهو رسالة ابي عبد الله الحسين (ع) الذي أعلن وأكد في مكة المكرمة في اول خطبة له في مسيرة و انطلاقة ثورته الكريمة والعظيمة قائلا: واعلموا اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولاظالما وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ...". واشار في هذا السياق الى أن الفساد بكل انواعه واشكاله نهايته "اشاعة الظلم والدمار في المجتمع، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، واخلاقيا"، مهما بُرر ارتكاب هذا الظلم والفساد تحت اهواء قد تتخذ احيانا اسلوب الوعيد والترهيب ممن لايريدون سبيل الله صراطا مستقيما إنما (يبغونها عوجا) وأن يأتي من مصالحهم ومنافعهم، او تحت مسميات باطلة كالقوانين البشرية التي تصد عن سبيل الله. وتابع: اذن فيا اخي من مسؤوليتي ومسؤوليتك أن نرسم ونتبع في حياتنا سياسة الاصلاح فكلما وجدنا خطأ وانحرافا نحاول ان نقومه ونرده الى الصحيح، وهذا الاصلاح اذا قام كل منا بواجبه في ادائه فسوف تتحول حياتنا واوضاعنا الى حياة راقية مطمئنة نحقق فيها ما نتمناه من الخير والفضيلة .." وشدد سماحته في هذا السياق على ضرورة ومحورية القيام بمسؤولية "اصلاح ذات البين" في المجتمع مشيرا الى أن "الشيطان واتباعه، لا يجد وسيلة لابعاد الناس عن الدين وقيم الخير والفضيلة والتألف والتعاون مثل التفرقة والاختلاف، فكل واحد منّا مسؤول في حال وقوع نوع من التفرقة في المجتمع وفي الامة أن يحاول تقليص ذلك والحدّ منه ومعالجته بالحسنى .. ويا اخواني هذه آيات القران حول الغيبة والتهمة والتنابز بالالقاب والسخرية من الاخرين، حول العصبية والحمية، هذه الايات لنا قبل غيرنا، في مجتمعنا يجب ان نقضي على هذه الافات الاجتماعية اذا كنا نريد حقا حياة امنة ومستقرة.. فاصلحوا ذات بينكم، ولاتسمح لنفسك اينما كنت وفي أي مجلس أن تسمع الغيبة والسب والانتقاص من أنسان وهو غير حاضر ليرد ويدافع عن نفسه، وللاسف الشديد فأن بعض الناس حين يسب ويغتاب شخصا ما قد يعطي طابعا دينيا او سياسيا لكلامه السخيف .. من هنا انا ادعو نفسي وادعوا كل الاخوة والاخوات بأن ننتبه لذلك ولانقع في هذه الشراك، وان نعي ونقوم جميعا بدورنا ومسؤوليتنا في عملية شاملة للاصلاح، اصلاح الثغرات في هذا المجتمع والتي تسبب نوعاً من الارباك ولها اثار سيئة على الجميع ..". وأكد سماحته أن المسؤولية عن الاصلاح تشمل الجميع ولاتقتصر على فئة او جهة معينة، موضحا أن " بعض الناس بمجرد ما تتحدث عن إلاصلاح، يتكلم عن وعلى الحكومة او على المراجع و الخطباء والمفكرين، وكأن الاصلاح مخصوص بجماعة دون الاخرين !، وينسى نفسه ودوره ومسؤوليته هو، وفي الحقيقة هذا النوع من الكلام هو التبرير والتقاعس الذي لا يقبله الله تعالى الذي حينما خلق الانسان حمله المسؤولية والأمانة، وهي بالتاكيد ليست خاصة بالعلماء او المسؤولين الكبار او من اشبه .. بل هي تتعلق بكل انسان ومن الواجب ان يؤديها.. والامام الحسين (ع) ونهضته الكبرى علمت البشرية ان الاصلاح ليس من مسؤولية شخص واحد وانما كل انسان أنى كانت درجته وموقعه مسؤول هو الاخر.. ولذلك لما نقف امام مرقده الشريف نقول: لبيك داعي الله.. اليس كذلك؟ بمعني اني اتيت لنصرتك، وكيف ذلك؟ بأن تكون ممن ينصر مبادئه وخطه وهدفه في الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، تنصر سبيل الله، تنصر القرآن الكر يم والطريق الصحيح، ترفض الظلم والباطل والفساد وتحاربه ،هذا هو السبيل وهذا الامام الحسين (ع) و نهضته التي كانت بمثابة انطلاقة لعملية اصلاحية واسعة وشاملة ودائمة الى قيام صاحب الأمر (عج).. "
|
|