سماحة المرجع المُدرّسي خلال استقباله وفدا من الجالية العراقية في امريكا:
مايمر به العراق نتيجة لهزات عنيفة تعرض لها ونحتاج لبناء الانسان لا المباني والجدران فقط
|
الهدى/ احمد البحراني:
قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله)، إن "العراق قد تعرض لهزات عنيفة بدءاً من تجبر حاكم ظالم قل ما تجد نظيراً له في تاريخ العالم، مروراً بالحروب المتتالية، وأخيراً الاحتلال والارهاب". وأوضح أن على الشعب العراقي أن "يسعى جاهداً من أجل اعادة بناء او ترميم ما أفسدته هذه الهزات التي عصفت به.."، وأضاف بالقول: أن "ما يقع في العراق من الإرهاب، والقلق السياسي، وحالة الغموض والخشية على المستقبل، هو نتيجة لهذه الهزات". جاء ذلك في جانب من حديثه مع وفد من ابناء الجالية العراقية في امريكا زار مقر بعثة الحج الدينية لسماحته مطلع الاسبوع الماضي في مكة المكرمة، يتقدمهم مدير المركز الاسلامي في نيويورك سماحة الشيخ محمد الصادقي، وسماحة الشيخ فلاح العطار. و تابع سماحته، بالقول " اننا كعراقيين بحاجة لجهود مضاعفة ومضنية وربما لعشرات السنين كي نعمل من أجل إعادة بناء البلد، ليس بناء المباني والجدران والصرف الصحي والكهرباء فحسب، ولكن في الاساس وفي المقدمة نحتاج إلى إعادة بناء النفوس، بناء الانسان..". و اشار سماحته الى أن الدعوات التي اطلقتها المرجعية الدينية كانت على الدوام ومنذ انتهاء الانتخابات قبل نحو ثمانية اشهر، تؤكد على الاسراع في تشكيل حكومة تتصدى للمشاكل والتحديات الكبيرة التي تواجه البلاد. كما أكد سماحته في جانب آخر على دور ابناء ومؤسسات المجتمع، و الجاليات العراقية ايضا في المساهمة في بناء العراق، وعدم انتظار الحكومة في كل شيء، وفي حل المشاكل التي يعاني منها البلد، لاسيما مايتصل بالبناء الاجتماعي والثقافي وفي الانشطة والمجالات الخيرية وامثال ذلك. كما وعبّر عن تطلعه إلى أن يكرس المهاجرون المسلمون وجودهم في أميركا، من الانفتاح الواعي على العصر ومجتمعات الاغتراب، و الاندماج وليس الذوبان، مع الحفاظ على الهوية الاسلامية الاصيلة ونقل وتكريس الصورة الحضارية المشرقة والحقيقية للاسلام وقيمه السامية، بحيث يكون الإسلام ديناً رسمياً ومؤثراً على الساحة الأمريكية. وحمّل سماحته الوفد مسؤولية العمل على تنمية المجتمع المسلم، خصوصاً العراقيين منهم، مقترحاً في هذا الصدد أن تشرع الجالية بتأسيس جامعات و معاهد ومدارس ومراكز مختلفة، بما فيها الدينية، تجهد لتخريج أعلى المستويات العلمية في صفوف الجاليات هناك، فضلا عن الانخراط في الأحزاب السياسية التي تحمل قضايا جالياتنا، داعياً أبناء الجالية إلى عقد مؤتمرات للتفكير بكيفية تنظيم شؤونها، والنهوض بواقعها على كافة الأصعدة الدينية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
|
|