من البصرة الى الانبار مرورا بالفرات الاوسط ..
رياح الصيف الحارة تحرك "طاقة" الناس لتعصف بملف الكهرباء "المقطوعة"
|
الهدى/ محمد التميمي/ متابعات:
مع تصاعد وتيرة ارتفاع درجات الحرارة..ومنذ مطلع الاسبوع، وإنطلاقا من البصرة، اخذ ماتبقى من "طاقة" الصبر والتحمل لدى المواطن العراقي، بالنضوب شيئا فشيئا، معبرا عن ذلك من خلال اشتعال فتيل التظاهرات والاحتجاجات الشعبية الواسعة على تردي عموم الخدمات في البلاد، وبالخصوص الكهرباء، وبعد التظاهرة الحاشدة في البصرة السبت الماضي، ومارافقها من احداث وتداعيات لاتزال مستمرة، اتسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية، بمحتلف الاتجاهات، لتصل الى عدة محافظات اخرى.
ففي الناصرية، وبعد يوم واحد من البصرة، انطلقت صباح الاحد ، تظاهرة شعبية حاشدة، حيث تم الاتفاق مبدئيا بين وفد من المتظاهرين وديوان المحافظة على صيغة أولية لتحسين واقع الكهرباء، فيما أعلن مدير عام شرطة المحافظة السيطرة على أعمال الشغب التي اندلعت خلال مسير المتظاهرين الغاضبين من تدهور المنظومة الكهربائية في المحافظة. وقال اللواء الركن صباح سعيد الفتلاوي إن الشرطة تمكنت من تفريق جميع المتظاهرين. وقال في تصريحات له أمس إن الحصيلة النهائية لأعمال العنف هو إصابة 17 عنصرا امنيا بعضهم في حالة خطرة . وافاد شهود عيان انه تم تفريق المتظاهرين بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع. معاون محافظ ذي قار للشؤون الفنية المهندس رحيم ياسر أوضح انه تم الاتفاق مع وفد المتظاهرين على بعض المبادئ ألأساسية لتنفيذها في الفترة القادمة ، بينها إيعاز المحافظ إلى محطة الناصرية ، ليكون القطع المبرمج بواقع ساعتين تجهيز مقابل أربع قطع في النهار وثلاث ساعات قطع مقابل ثلاث تجهيز في الليل ، موضحا إن المحافظة اتصلت بوزير الكهرباء لزيادة حصة محافظة ذي قار من التيار الكهربائي .
و اتجهت "طاقة" الاحتجاج غربا نحو الانبار، حيث اعلن مصدر في منظمة التكافل الإنسانية في المحافظة ، أمس الاثنين، إن مجموعة من الجمعيات والمنظمات المهنية والثقافية تستعد لتنظيم تظاهرة وصفها بالكبرى احتجاجاً على النقص الحاد في الكهرباء وسوء الخدمات . فيما أعرب مصدر أمني مسؤول عن تخوفه من استغلال التظاهرة لإثارة أعمال عنف. ونقلت وكالة لـ"السومرية نيوز"، عنه قوله أن "مجموعة من القوى السياسية والشعبية بدأت بالتحضير لتظاهرة جماهيرية سلمية كبرى خلال اليومين المقبلين، وأضاف "ستمنع مشاركة ممثلي الأحزاب السياسية لضمان عدم تسييسها وتحويلها إلى منبر سياسي للأحزاب". من جهته، قال مصدر أمني أن "القوات الأمنية ستتكفل بتوفير الحماية للمتظاهرين، بعد التأكد من حصول المنظمين على رخصة رسمية، لضمان عدم تحويلها إلى تظاهرة غير سلمية"،معرباً عن "تخوفه من استغلال التظاهرة لتنفيذ أعمال العنف".
وفي واسط، ،افادت وكالات الانباء ، نقلا عن مصادر في مجلس المحافظة، الاحد، أن مجموعة من القوى السياسية والشعبية والمنظمات المهنية ، تستعد لتنظيم تظاهرة جماهيرية سلمية كبرى نهاية الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل، احتجاجاً على نقص الطاقة الكهربائية ، وأن هناك حرصا على جعل التظاهرة ذات طابع حضاري وبعيدة كل البعد عن العنف والأعمال الأخرى المخالفة للقانون في حين ذكر مصدر أمني أنه و بعد أن يحصل منظموها على رخصة تسييرها من السلطات ستقوم القوات الأمنية بحماية المتظاهرين قبل بدء التظاهرة ولحين انتهائها ولن تسمح بتكرار ما حصل في محافظة البصرة"حسب قوله.
وفي بغداد ، وبالتزامن مع تظاهرة البصرة، اعتصم جمع من أهالي منطقة الكرادة وسط بغداد، السبت، وحذروا من موجة غضب ضد الوزارات الخدمية وخصوصا وزارة لكهرباء. ونضم المعتصمون استمارة لجمع تواقيع أهالي الكرادة طالبوا فيها بإحالة وزير الكهرباء وباقي المسؤولين في وزارته إلى القضاء للتحقيق معهم، بشان سوء إدارة وزارة الكهرباء إضافة إلى التلاعب بالمواطنين من خلال إطلاق الوعود الكاذبة بين فترة وأخرى. وقال أحد المعتصمين ، المهندس حيدر علوان، 42 سنة أن "هذا الاعتصام ليس مجرد احتجاج بل يعتبر الشرارة الأولى التي ستحرق إهمال المسئولين تجاه المواطن البسيط"، بحسب تعبيره.وحمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها "اين الكهرباء يا وزير الكهرباء؟" و"اين الكهرباء يا رئيس الوزراء ويا مجلس النواب"؟!.و قالت المتظاهرة، سارة عزت (20 عاما) طالبة قسم التاريخ في جامعة بغداد، و التي جاءت مع والدها وشقيقتها "حتى ثقة الناس بالمسؤولين الذين انتخبناهم تلاشت ". فيما قال والدها "لا اصدق ان الكهرباء تنقطع لساعة واحدة في منزل وزير الكهرباء".
وفي الديوانية عقد في مبنى مجلس المحافظة اجتماع ، الاحد، ًلرؤساء لجان الطاقة في محافظات الفرات الأوسط لمناقشة الوضع المتردي للطاقة الكهربائية وزيادة أسعار الوحدة الكهربائية . وفي تصريحات صحفية ،أوضح عضو المجلس السيد إياد الميالي أن المجتمعين خرجوا بجملة من المطالب رفعت إلى مجلس الوزراء كان في مقدمتها إقالة وزير الكهرباء إضافة إلى العمل على تجهيز المحافظات بالحصص المقررة من الطاقة الكهربائية المتمثلة بساعتين من التجهيز وساعتين من القطع. وأكد الميالي أن المجتمعين قرروا إيقاف العمل بالتسعيرة الجديدة ومطالبة رئاسة الوزراء بإلغائها.وختم الميالي تصريحه بالإشارة إلى حث المواطنين للخروج بتظاهرات عارمة في محافظات الفرات الأوسط كافة للمطالبة بهذه المقررات في حال عدم تنفيذها. من جانبه قال عضو مجلس محافظة الديوانية باقر الشعلان إن ممثلو مجالس محافظات الذين حضروا الاجتماع "طالبوا الحكومة في مذكرة مشتركة بإقالة الوزير ومحاسبته قانونيا، وتوضيح تبويب ما صرف خلال فترة وزارته وهي حوالي 17 مليار دولار" حسب قوله. محذرا من إنهم سيدعون لتظاهرات حاشدة في محافظاتهم في حال عدم الاستجابة. وقال الشعلان انه الاجتماع حضره ممثلي مجالس محافظات النجف وبابل و واسط ،فيما اعتذرت المثنى وكربلاء عن الحضور . واضاف انه في حالة "عدم الاستجابة لمطالبنا سوف ندعو الى تظاهرات حاشدة في محافظاتنا وسنكون في مقدمتها تطالب بإقالة وزير الكهرباء ومحاسبته".
|
|