قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

نفذ ثم ناقش...!
*السيد عبد الملك كمال الدين
هكذا عندهم الحكم وتمشية الأمور فليس لك الحق في أن تفهم ما يطلبون هل هو جائز شرعاً، حلالاً أم حراماً، فأنت عندهم مأمور اقتنعت أو لم تقتنع، كم هو صعب أن تأمر بفعل شيء أنت كارهاً له، لا ضميرك ولا وجدانك يقرّ هذا، ولكن هكذا مفهومهم التعسفي فلا خوف من الله ولا الناس ظلم وجور وتعدي، سألت الجدة يا حاج ما علاقة هذه المقدمة بقصة اليوم للأحفاد أجابها وهو يتنهد بألم وحرقة يجب على الأحفاد معرفة ما عانى الآباء ليكن ذلك واعزاً ومفهوماً لهم أن الظلم لا يدوم ولا بد للحرية أن تبزغ شمسها يوماً.. يا أحباب كان لي أصدقاء من المعلمين يتصفون بأنبل الأخلاق من أخلاص وايمان ومعرفة كان أحدهم أسمه حمزة شاباً رياضياً يافعاً حلو الشمائل محباً لمهنته متعلقاً بالمدرسة وفريقها الرياضي يحرص كل الحرص على التدريب والمثابرة النافعة وأذكر أن والدته إمرأة مؤمنة تعمل (غزّالة) تجلس فجراً للصلاة وتوقظ أبنها حمزة كي يراجع دروسه وهو طالب في المدرسة المتوسطة فيصلي الصبح ثم يبدأ بدراسته أما هي فبعد الافطار تجلس للغزل بمغزلها الكبير تعمل خيوطاً من الصوف للحائك الحاج أبو ميثم، كانت تحلم أن يصبح ولدها حمزة معلماً كي يعيل اخواته فقد بلغ التعب مبلغه وحتى بصرها كاد يخبو وهي تتوس صباح مساء عند كل فريضة أن يوفق الله ابنها فلا تفوتها زيارة أو تعزية.. وتمر الأيام وتتحقق الأمنية ويستجاب الدعاء إذ أكمل حمزة تعليمه وعين معلماً للرياضة وكان محبوباً مخلصاً مثابراً في تدريب فريق المدرسة وبعد تبضع سنين تزوج وكملت فرحة الوالدة إذ اختارت له شابة مؤمنة وزوجة صالحة تعينها في أمور البيت وطلب حمزة من والدته أن تترك عمل الغزل لأنهاشاخت ولا يساعدها بصرها على ذلك.. ويوماً بادر الحاكم الظالم بإشعال نار الحرب على الجيران و جيش الجيوش وأخرها أخذ الشباب والكهول في جيش أسماه الجيش الشعبي وكان حمزة والكثيرون من المعلمين وا لكسبة حطباً لنزوة هذا الظالم وكثرة الضحايا وأتى خبر حمزة على والدته العجوزة والزوجة الشابة والأخوات والناس المحبين فساد حزن مطبق على الجميع ولبست الوالدة ثوب الحزن الأبدي وترملت الزوجة وذهب المعيل وتيتمت الأخوات فبكى جميع الأحفاد وقال الجد أحمد الله على خلاصنا من هذا الظالم و ارفعوا ايديكم بالدعاء فالله ورسوله وآله الأطهار يستجيبون دعاءكم إن شاء الله.. قال والد أحد الأحفاد: يا ليتها انتهت هذه الأفكار بالأمس أتت فاتورة الماء والكهرباء بمبالغ لا يعقلها عاقل وعند المحاججة مع المسؤول أجاب ادفع أولاً وبعد ذلك ناقش الحاسبة هكذا أتت قوائم الحساب ولم يفد النقاش أبداً ولحد الآن.. الحاسبة آلة قد تعطل وتخطأ فالإنسان والآلة معرضان مع ذلك.. أليس هذا مثل ذاك؟ أدفع ثم اعترض؟.. نفذ ثم ناقش؟.. الله يرحم حمزة ويرحمنا.
*منتدى الغدير الثقافي