المرجع المُدرّسي "دام ظله" خلال استقباله وفدا عشائر الندا ومجموعة من المهندسين :
بناء بلد متطور لايتم دون الفكر والعمل والحوار و رؤية واضحة تجاه المستقبل
|
الهدى طربلاء المقدسة:
استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة وفداً ضم كل من الشيخ صباح النداوي شيخ عشائر الندا العام والدكتور الطيار جمال ابراهيم المنصور والعميد خضير عباس النداوي والاستاذ جميل عودة الساعدي مدير القسم القانوني في وزارة الكهرباء، وجمع من شيوخ الافخاذ من عشائر الندا ،ومجموعة من المهندسين.
وفي جانب من حديثه مع الوفد الزائر ، اكد سماحته على ضرورة واهمية الحاجة الى خصلة "التشاور والتواصي بالحق والصبر والوعي والارشاد " في المجتمع بين كافة شرائحه، كبارا وصغار، وحكاما او محكومين، وأن ذلك يأتي من واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله التي هي واجب على الجميع. وقال سماحته "اننا في العراق و بالتوكل على الله، وبجهود الجميع من ابناء هذا الشعب في سبيل بناء مجتمع جديد ، وسبب ذلك ليس فقط مجرد سقوط نظام معين كان يتسم بالشمولية ثم مجيئ نظام اخر يحاول ان يتسم بالتعددية ، وأنما ايضا ان الحياة والعالم يتقدم في كل مكان.. والتطوير يجب ان يصبح سمة اساسية لمجتمعنا ليس على المستوى السياسي فحسب..".
واكد سماحة المرجع على أنه و مع حالة بناء بلد ومجتمع جديد فإن هناك ركائز يجب أن نعتمد عليها، ومن اهمها " اولا : الفكر والعمل بمنهجية واضحة ورصينة، وأن نتبادل التجربة والتشاور والحوار البناء والهادف مع بعضنا البعض بعيدا عن سياسة ولغة التعنت والفرض والاكراه"، وثانيا: "نحن في العراق بحاجة الى ان نكوّن رؤية واحدة وواضحة تجاه المستقبل ..وليس حوار الطرشان في الاعلام والتنابز بالالقاب .. وليس بـ( كل حزب بما لديهم فرحون) او والتفاخر والاستكبار في الارض والتكبر على الاخرين ..". وفي جانب اخر من الحديث اشار سماحته الى مايجري من عنف وحروب اهلية، وصراعات، في قرقزستان، والصومال، وجنوب السودان، وغيرها، وماجرى في لبنان خلال العقود الماضية، مشيرا الى " السعيد من اتعض و انتفع بتجارب غيره "، وأن "هذه كانت كلها تجارب لنا.. ونحن في العراق بحاجة الى ان ننتبه الى ماجرى هنا وهناك ، ونحن لسنا الان في ازمة سياسية فقط بل نخشى ان تتعدى ذلك الى ازمة هوية، فيما السياسين جالسين في بغداد يتصارعون فيما بينهم ويبعثون بذلك رسالة خاطئة بالنسبة لهم ولصورتهم امام الشعب العراقي..". واضاف أننا " بحاجة في العراق الى تعزيز ما يسمى بالسلم الاهلي، والتعايش المشترك، ولا يجب أن نعتمد في كل شيىء على الحكومة نحن شعب عندنا عقل وفكر وتاريخ ويجب ان نركز مبدأ التعايش وهذا يجب ان يراعى حسب ظني بعاملين اثنين واساسيين : الاول: العامل الديني الذي يجب ان يوحد ولا يفرق ، فإذا اختلفت المصالح مثلا، فإن ما يجمعنا الدين وقيمه السامية. والعامل الثاني : على العشائرفي العراق وهي العريقة ولها تاريخ حافل ، ووشائج راسخة من التعارف والاتصال والالفة والتماسك ، يجب ان نؤكد على هذه الوشائج الايجابية ونحافظ عليها وننقلها الى ممارسات فاعلة و جدية اكثر، و لا نمر عليها مرور سريعا ، ولابد ان نحولها من حالة فردية جزيئة الى حالة تشمل إن تمكنا حتى الوضع السياسي وغيره..".
واشار سماحته ايضا الى ضرورة التنبه والوعي من اجل "تحصين المجتمع، ولاسيما الجيل الناشىء، من مخاطر ثقافات وتيارات الانحراف والتمييع التي تسعى لإفساد شعبنا من الناحية الدينية والاخلاقية والسياسية والاجتماعية.. فليس من المعقول ولا المقبول مثلا أن في بعض مناطق البلاد تروج المخدرات وبقيمة ارخص من السكائر، ومن هو الذي او تلك الجهات، الذين يروجون وينشرون آفة المخدرات في هذا البلد..". كما نبه في هذ السياق الى وجود منظمات خبيثة بأسم اخراج المسلمين من الظلمات !؟، محذرا الى أن مثل هذه المخاطر قد يكون لها في حال الغفلة عنها اثار سيئة ومدمرة خاصة على توجهات وثقافة الشباب واجيالنا القادمة.
|
|