شعارات الثورة
|
مصطفى عبد الله
لكل ثورة وجه إعلامي يعبر عن الأهداف الإستراتيجية لقيامها، ولا شك ان الصلحاء في التاريخ يتميزون بوضوح الرؤية تجاه أهدافهم، و ما يريدونه من حركتهم، و تحركهم.. فشعاراتهم تحكي واقعهم و ما يريدونه..
و لكي ينتفض الغبار عن بعض ممن لم يدرك تلك الاهداف المقدسة للثورة التي قام بها الإمام الحسين (عليه السلام) لابد من توضيح بعض الاهداف المهمة التي أرادها الإمام (عليه السلام)، وحاول الحقد الأموي طمسها.. إليك أيها القارئ الكريم بعضاً من تلك الشعارات التي أطلقها أبو الشهداء الحسين بدءاً من المدينة و مروراً بمكة و انتهاءً بآخر ساعة في صحراء كربلاء:
أول تصريح للإمام (عليه السلام) مخاطباً الوليد بن عتبة:
(إنا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة و محط الرحمة و بنا فتح الله و بنا ختم، و يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلناً بالفسق، و مثلي لا يبايع مثله، و لكن نصبح وتصبحون وننظر و تنظرون أينا احق بالخلافة والبيعة).
يخاطب جده المصطفى (صلى الله عليه وآله):
(انا لله وانا اليه راجعون.. وعلى الاسلام السلام اذ قد بليت الامة براع مثل يزيد اللهم ان هذا قبر نبيك محمد وانا ابن بنت محمد وقد حضرني من الامر ما قد علمت ؛ اللهم واني أحب المعروف و أكره المنكر، و انا أسألك يا ذا الجلال و الإكرام بحق هذا القبر و من فيه ما اخترت من أمري هذا ما هو لك رضى).
من وصية له إلى أخيه محمد بن الحنفية:
(ألا وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولامفسدا، إنما خرجت لطلب الاصلاح فى أمة جدي، آمر بالمعروف وانهي عن المنكر، واسير بسيرة جدي وابي علي بن ابى طالب (عليه السلام) فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق، ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين، وهذه وصيتي يا اخي اليك وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب).
*من كتاب له إلى جماعة من بني هاشم:
(بسم الله الرحمن الرحيم.. من الحسين بن علي بن ابي طالب الى بني هاشم، اما بعد فان من لحِق بي منكم استشهد، ومن تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح والسلام).
*من كلام له عندما أراد الخروج إلى المدينة:
(الحمد لله ما شاء الله، ولا قوة الا بالله، وصلى الله على رسوله، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاه، وما أولهني الى اسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف، وخير لي مصرع انا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني اكراشا جوفا واجربة سغبا، لامحيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا اهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا اجور الصابرين لن نشذ عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقربهم عينه وينجز بهم وعده من كان باذلاً فينا مهجته، وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى)
*من كلام له مخاطباً الفرزدق:
(يا فرزدق... إن هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان و تركوا طاعة الرحمن و أظهروا الفساد في الأرض، و أبطلوا الحدود، و شربوا الخمور، و استأثروا في أموال الفقراء والمساكين، و أنا أولى من قام بنصرة دين الله و إعزاز شرعه و الجهاد في سبيله؛ لتكون كلمة الله هي العلياء).
*من كلام له مخاطباً جيشه، و جيش الحر بن يزيد الرياحي:
( إنه قد نزل بنا من الامر ما قد ترون، و إن الدنيا قد تغيرت و تنكرت و أدبر معروفها، و استمرت جداً و لم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، و خسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به و إلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربه حقاً حقا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، و الحياة مع الظالمين إلا برما).
*من كلام له (عليه السلام) في صبيحة يوم عاشوراء حينما رأى الخيل تقبل عليه:
(اللهم أنت ثقتي في كل كرب، و انت رجائي في كل شدة و انت لي في كل امر نزل بي ثقة و عدة، كم من هم يضعف فيه الفؤاد و تقل فيه الحيلة، و يخذل فيه الصديق و يشمت فيه العدو، أنزلته بك و شكوته إليك، رغبة مني إليك عمن سواك، ففرجته و كشفته، فأنت ولي كل نعمة و صاحب كل حسنة و منتهى كل رغبة).
*من كلام له مع مسلم بن عوسجة..
طلب مسلم بن عوسجة من الإمام الحسين (عليه السلام) أن يأذن له برمي الشمر بالسهم بعد أن تمادى وتطاول كثيراً في كلامه، فقال (عليه السلام): (إني أكره أن أبدأهم بقتال).
وقال (عليه السلام) مخاطباً قيس بن الأشعث:
(لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل و لا أقر إقرار العبيد.. عباد الله "إني عذت بربي و ربكم أن ترجمون"، "أعوذ بربي و ربكم من كل متكبر جبار".
*من كلام له (عليه السلام) مخاطباً الجيش الاموي في صبيحة يوم عاشوراء:
(ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة و الذلة و هيهات منّا الذلة، يأبى الله لنا ذلك و رسوله، و جدود طابت، و حجور طهرت، وأنوف حمية، و نفوس أبية، أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا و إني زاحف بهذه الأسرة على قلة العتاد، و خذلان الناصر، ثم أنشد أبياتاً من أحد الشعراء المعروفين:
فإن نهزم فهزامون قدماً وإن نهزم فغير مهزمينا
فما إن طبنا جبن و لكن منايانا و دولة آخرينا
|
|