ثقافة العقل و الضمير.. لامتشددة ولا مائعة ولا غائبة عن العصر
فلنستجب للأمام الحسين(ع) .. إنه يدعونا الى القرآن
|
ان الإمام الحسين عليه السلام كان مثلا لكتاب الله المجيد وقد استمهل أعداءه سواد ليلة عاشوراء لكي يصلي لربه ويقرأ القرآن. والقرآن هو حبل الله المتين الذي طرف منه عند الرب وطرف آخر عند العباد، فإذا اعتصموا به فإنهم سوف يهتدون الى الصراط المستقيم. واليوم حيث تنهال علينا تيارات ثقافية غريبة عن قيمنا ومقدساتنا، وحيث تنوعت مصادر المعرفة وفيها ما فيها من غث وسمين، فإننا بحاجة الى ميزان نقيم به ما ينفع من الثقافة عما يضر وليس لدينا إلا نور وبصائر القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام. وهكذا فعلينا بالمزيد من تلاوة كتاب ربنا والتدبر فيه والاستضاءة بنوره، ونور كلمات وسيرة أهل البيت (ع) الذين هم القرآن الناطق.. وإلا فإننا سوف نتيه في زحمة الأفكار المتناقضة وسوف ينعكس علينا ذلك في تناقض أبعاد حياتنا وتشتت آرائنا وتمزق صفوفنا وخور عزائمنا. علينا ان نوسع ثقافة القرآن وأهل البيت(ع) في أوساط أبنائنا منذ الطفولة لكي تنفتح عقولهم به ولكي تنمو مواهبهم عليه. إن علينا أن ننشر في الأمة المدارس القرآنية المتخصصة بدراسة كتاب الله المجيد وروضات القرآن التي تستقبل البراعم وتغذيهم بالبصائر القرآنية، علينا ان نجعل مناهج القرآن جزءاً من كل المؤسسات التربوية والتعليمية. و فهم القرآن الصحيح لن يكون إلا عبر أساتذة صالحين لكي لا يتخذ القرآن وسيلة لنشر الفكر المتشدد الذي يدعو الى الإرهاب وإلغاء الآخرين. ومن هنا جاء التأكيد من قبل الرسول الأمين صلى الله عليه وآله بأن القرآن لن يفترق عن أهل بيته عليهم السلام حتى يردا عليه الحوض، فقال : (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض..". ان الثقافة القرآنية، هي الخلاص من أزمات البشر الخلقية والحضارية، لأنها ثقافة العقل والعلم وثقافة الضمير والوجدان وثقافة وسطى تجمع بين حقائق الإيمان ومصاديق الواقع فهي ليست متشددة ولا مائعة، وهي ليست غائبة عن العصر ولا هي منقطعة عن تجارب التاريخ فهي أصيلة ومتفتحة ومن هنا فإن علينا ان نعود إليها لنجد فيها ليس فقط حلولا لمشاكلنا وإنما أيضا لنصبح أمة شاهدة على عصرها ونحل مشاكل العالم بإذن الله تعالى.
|
|