قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
المرجع المُدرّسي"دام ظله":عاشوراء حزن التحدي والنهضة و ألم الانتشار لا الانطواء
مواجهة الإرهاب وكل التحديات لايتم بتحويلها الى فتن انتخابية ومهرجان للخلافات السياسية
الهدى/ كربلاء المقدسة:
قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" إننا (في هذه الأيام الحزينة، ايام عاشوراء، نرتدي لباس الحزن.. ولكنه حزن التحدي والنهضة والألم، وهو ليس ألم الانطواء، وإنما ألم الانتشار والعمل..) ولفت في جانب من كلمة له لدى استقباله، مساء الخميس الماضي، جموعا من المبلغين والزائرين وفعاليات ثقافية ووفوداً أهلية، الى أن (من صفات الإمام الحسين (ع) وسمات ثورته ونهضته أنها لا تعترف بالفوارق والحواجز النفسية التي يصنعها الشيطان بين الانسان والآخر.. لذا نجد اليوم أن رايته الميمونة موحِدة، ومن هنا نقول: كلا لمن يحمل راية الحسين (ع) ويريد أن يفرق بها بين الناس، لأن هذه الراية ليست راية التفرقة، بل راية الوحدة وانصهار الجميع في بوتقة واحدة.. وأقول بحق: إن الإمام الحسين (ع) ونهضته يجب أن تكون اليوم من ركائز وحدة المسلمين وركائز وحدة التابعين لأهل البيت عليهم السلام.. )، واضاف (أعجب من أننا كمسلمين وكموالين لأهل البيت (ع) وعندنا هذه البصائر القرآنية وهذه الثقافة الحسينية وهذه القيم الحافلة بالمزيد من العطاء، ومع ذلك لا نزال نعيش متفرقين، فكيف لا نستفيد من هذه البصائر؟!). وفي هذا السياق عرج سماحته على ماتشهده البلاد من حوادث تفجير ارهابية، ونزاعات سياسية، وقال إن الأمن مسؤولية كل انسان وقد قلنا منذ البداية ودعونا الى حمل شعار أن "كل عراقي خفير" كل عراقي مسؤول عن أمن بلده.. لكن لا ندري من ربان هذه السفينة؟ ومن الذي يقود هذه الأمة؟ والى أين؟ لماذا نحن خضعنا لبعض التصنيفات والممارسات و الكلمات السيئة؟ .. جاء بالطائفية رجل خبيث أعوج، من العوجة، وأراد أن يعوج كل العراق، ..لكنه سقط وانقبر، فإلى متى نبقى مختلفين على بعضنا؟ والى متى هذه المحاصصات؟..). واستطرد موضحا( إن قسماً من المحاصصة من الحقوق، لكن إذا دخلت المحاصصة الى العمق فإنها تتحول الى إطار سلبي، ففي مثل هذه الحالة تغيب الكفاءة، ولا يعود لـ "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" قيمة حينئذ..) وأكد سماحته كذلك على أن التفجيرات الارهابية التي تقع (يجب ان لا نستغلها فرصة كي يسبّ أحدنا الآخر، فبدل ان نوحد جهودنا مقابل تحدٍّ كبير حدث في بلدنا، هل نأتي ونحول ذلك الى فتنة وسبب للصراعات والخلافات؟!، وقد قال والإمام أمير المؤمنين (ع) كلمة بعد حرب صفين وهي"اللهم إن حرمتنا النصر فاعصمنا من الفتنة" ). وتابع بالقول (خذوا حذركم، فاذا حدثت مشكلة لا تحولوها الى فتنة، والفتنة مع الأسف الشديد لا تبقى محصورة بين جدران البرلمان أو رئاسة الوزراء او المجالس الأمنية، بل تنتشر في العراق وتمزق الشعب العراقي بأسره..). مضيفا بهذا الشأن إن (الديمقراطية لها إيجابياتها التي نرتضيها، ولكن لها سلبيات ايضاً.. و من سلبياتها إنه عندما يحين موعد الانتخابات يصاب الناس بحالة من التمزق والخلاف للاسف الشديد..أنتم في بلد واحد وعندكم مشاكل مشتركة، فهل من الصحيح أن تطبقوا نفس الحالة السائدة في الغرب على بلادنا؟ يجب علينا أن نأخذ إيجابيات الديمقراطية، وفي نفس الوقت يجب ان نتحصن ضد سلبياتها). وتابع القول( أيها الأخوة.. اجلسوا وفكروا، إن وقعت حادثة أو حصلت اخطاء في هذا البلد، فلتكن عندكم جلسات ووقفات تقييمية ليس لمحاكمة زيد ومواجهة عمر، وانما لدراسة الحالة والاستفادة منها، والسعيد من اتعظ وانتفع من تجارب غيره، و المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، .. أما نحن أ نستمر في مدّ أيدينا في الجحور ونصاب باللدغات تلو اللدغات وهكذا دواليك...!! إن هذا خطأ كبير..). وأضاف(من أن نحول هذه القضايا الى بازار للمعركة الانتخابية ومهرجان للخلافات السياسية، أن نفكر برحمة وخدمة البلاد والعباد، لحفظ هذه الدماء، ان كل انسان له كرامته وقيمته وتاريخه، فلا تكون الجماهير مهمشة، فمتى نعود الى بصائرنا وركائزنا وقيمنا، لا بأس بالاختلاف، ولتكن هناك احزاب وجهات مختلفة و... ولكن ليس على حساب أمن البلاد ولا على حساب دراسة التجارب السابقة ولا على حساب مستقبل بلدنا، فيجب أن يكون كل شيء في محله..فوحدوا الصفوف وليعترف بعضكم ببعض ثم يتعاونوا لتوحيد الجهود وتخليص بلادنا من كل المشاكل التي تحيط بنا). (تفصيل أكثر ص6).