ظاهرة
فنادق الـ(5) نجوم.. وسجوننا!؟
|
حسن الحسني
ـ قال زميلي: هل سمعت بخبر (العار) الذي سدد صوب جبين الحكومة العراقية اثر تقرير منظمة العفو الدولية؟
ـ قلت: تقارير (العفو) الدولية مستمرة في متابعة بلدان العالم.
ـ قال: ولكن هكذا تقرير ولأول مرة بعد سقوط صدام يوجّه ضد (المعارضين) لصدام ويتكلّم بجرأة عن وجود اكثر من (30,000) شخص في السجون والمعتقلات العراقية يرزحون في اوضاع مزرية.
ـ قلت: هذا التقرير لـ(العفو) الدولية له عِبَر ودروس كثيرة لابد من التوقّف عندها..
ـ قال (مقاطعاً): الحكومة العراقية دافعت عن نفسها وكأن سجونها ومعتقلاتها فنادق من خمسة نجوم!؟
ـ قلت: لابد ان نتوقّب قليلاً عند هذا الحدث، وهذا يذكرني بأحد أفكار سماحة السيد المرجع المدرسي في أحد مؤلفاته عندما قال فيها؛ مع الأسف ان الكثير من حركات التحرر تعارض الانظمة الفاسدة والمستعمر، ولكن بعد فترة (تقع) في نفس أفعال تلك الأنظمة من حيث لا تشعر..
ـ قال (مقاطعاً): وقعت او (أوقعوها)!
ـ قلت: بالفعل، فالذي يتعاطى مع الوضع السياسي في العراق على أساس (الكرسي أولا) فسوف يوقع في هكذا فخاخ ثم الذين أوقعوه يكشفون بعض الأرقام السرية لتكون وسيلة ضغط وفرض الارادة الاجنبية.
ـ قال: في اعتقادي، الوليات المتحدة كشفت وثيقتين سريتين للضغط على الحكومة العراقية وابتزازها؛ الأولى، الكشف عن موافقة الحكومة لدفع غرامات تقدر بـ(400) مليون دولار لجنود امريكان تضرّروا اثر احتلالهم للعراق والثانية، تقرير (العفو) الدولية وتوقيته في الوقت الحاضر.
ـ قلت: هكذا حال الناس يوم القيامة عندما يتحاورون وكيف نجد الكثير من الذين آمنوا بالكافرين ويوردون نار جهنم لاتباعهم وصايا واغراءات أصحاب الدنيا والكفار.
ـ قال: ولكن الحكومة العراقية تقول: ان نزلاء سجنائنا أقل من ثلاثين ألف سجين.
ـ قلت: بالتأكيد ان الموقوفين الذين ينتظرون إحالتهم للقضاء أعدادهم هائلة، وقد يكون تقرير (العفو) الدولية قد أضاف عدد الموقوفين من دون محاكمة والمعتقلين بأخبار (المخبر السري) كذلك.
ـ قال: انا لا أدري؛ لماذا ندّعي ان القضاء مستقل، ثم يصدر مجلس القضاء الاعلى بياناً يرد ويستنكر تقرير العفو الدولية، وكلّنا نعرف ان القضاء جهة غير تنفيذية وليس لها علاقة بعدد السجناء، وان دورها فيما اذا أحيل لها الموقوفين، وليس لها دخل في متابعة الموقوفين والسجناء وأوضاعهم المعيشية، بل هذا الامر يرتبط بوزارتي العدل وحقوق الانسان والجهات الامنية التنفيذية.
ـ قلت: ان الاسلام دين الرحمة والمحبة، فأقول؛ نحن المسلمون لابد ان نصدر تقارير (العفو) لفضح جرائم أدعياء الديمقراطية، ولا ان نرتكب أفعالاً ليس تنال من سلوكنا كمسلمين، بل كدين إلهي سمح.
|
|