معركة أحد 00 درس بليغ في إطاعة القائد
|
*سعد مغيمش الشمري
كانت غزوة احد من الغزوات المهمة في نفوس المؤمنين وانها من اوجعها لانها فيها مرارة الهزيمة بعد النصر الذي أوشك ان يميل لصالحهم ولكن عدم اطاعة القيادة والطمع بالغنائم مما دفعهم الى ترك مواقعهم والسبب بفتح ثغره خطيره في المعسكر الاسلامي وبالنتيجه تعرض المسلمين الى المأساة التاريخية.
الهدف في المعركة
كان سبب غزوة احد ان قريشاً لما رجعت من بدر الى مكة وقد اصابها ما اصابهم من القتل والاسى، فقد قتل منهم سبعون وأسر سبعون فقال ابو سفيان: يامعشر قريش لاتدعوا نساءكم يبكين على قتلاهن فان الدمعة اذا خرجت أذهب الحزن والعداوة الى محمد، لذا عندما ساروا لحرب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يوم أحد أذنوا لنسائهم بالبكاء والنوح فخرجوا من مكة بثلاثة الاف فارس والف راجل وكذلك اخرجوا معهم النساء وذلك لتحريض الرجال على القتال والصمود وعدم الفرار من المعركة كما أشركوا العبيد طمعاً في هذه المعركة وذلك لنصرة اسيادهم، مثل وحشي وغيره.
اخبار المعركة
بعد ان وصلت الاخبار الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وقد بعثها العباس بن عبد المطلب الذي كان بين المشركين كاتماً سره وايمانه بعث للرسول برساله بين فيها المعركة فقرر الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يوم الجمعة أجتماعاً عسكرياً للتشاور مع القادة واهل الخبرة في وسائل المواجهه.
هنا اختلفت الاراء بين اصحاب الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) فمنهم من قال نقاتلهم خارج المدينة، أما المنافقون فقالوا نقاتلهم داخل المدينه، الا ان الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) اخذ برأي الأغلبية فكانت تقول خارج المدينة حتى لايصيب احد بأذى من المدينة. فخرج الى جبل احد واتخذ الجبل قاعدة انطلاق له.
بداية المعركة وتجهيز الجيش
عبأ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اصحابه وعقد ثلاثة الويه لواء المهاجرين بيد امير المؤمنين علي (عليه السلام). ولواء الأوس بيد أسيد بن حفير ولواء خزرج بيد سعد بن عباده.
وكذلك وضع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسين رجلاً من الرماة يقودهم عبد الله بن جبر فوق الجبل واوصاهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ان لايتركوا الجبل سواء في حاله النصر او الهزيمة وذلك خوفاً من التفاف المشركين نحو الجبل ولايشاركوا المقاتلين بجمع الغنائم.
بئر المعركة
نشبت المعركة بين الجانبين فصاح طلعة وهو صاحب لواء المشركين يامحمد تزعمون انكم تجهزوننا باسيافكم الى النار ونجهزكم باسيافنا الى الجنه فمن شاء ان نلحق بجنته فليبارز!
فخرج الامام علي (عليه السلام) الى المبارزه فضربه ضربة واحدة فقتله وبعدها قاد لواء المشركين اخوه ومعه نساء تضرب بالطبول فتقدم نحوه حمزة عم الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وضربه ضربة واحدة وصلت الى رأسه بعدها التقى الجمعان وكانت هند زوجة ابو سفيان تنادي وتضرب الدفوف: (نحن بنات الطارق نمشي على النمارق.. ان تقبلوا نعانق أو تدبروا نفارق.. فراق غير وامق.. ).
بعد ان اشتدت المعركة هتف الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) برجاله واستطاع المسلين قتل اصحاب لواء قريش وبدأت النبال تنهال عليهم وسيوف الحق تحوطهم من كل جهة فاهتزت صفوف المشركين وبدأوا بالتراجع والتفرق والمسلمون يطاردونهم ويأسرونهم حتى وصلوا خيامهم وتوزع المسلمون خلف المشركين الذين راحوا يتخلون عن دروعهم وأسلحتهم لينجوا بأنفسهم فاصبح الانتصار حلف المسلمين ولكن حانت ساعة الأمتحان والأختبار للمسلمين وتحديداً المرابطين في اعلى الجبل فعندما شاهدوا النصر والظفر حليف المسلمين سارعوا النزول من الجبل لمشاركة الآخرون في جمع الغنائم فنزل منهم 40 رجلاً فقال بعضهم ألم يأمرنا رسول الله بعدم ترك اماكنكم وان غنمنا فلا تشركونا فقال الآخرين لم يرد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هذا عندما وجد المشركون ان المسلمين بدأوا يجمعون الغنائم واصبح النصر لهم حتى الرماة نزلوا من الجبل هذه الثغره استغلها خالد بن الوليد أبشع استغلال فقاد رجاله من وراء الجبل الذي بات آمناً له وهاجم المسلمين من الخلف فاسقط في ايديهم وانقلبت المعادلة لصالح المشركين ومرت ساعات عصيبة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما تركه اصحابه في المعركة وفر الكثير منهم ولم يبق سوى القليل منهم الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) فواصل القتال ببسالة منقطعة النظير يحوطه الاعداء من كل جانب حتى قال جبرائيل (عليه السلام) الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ان هذه المواساة فقال النبي انه مني وانا منه فقال جبرائيل وانا منكما يارسول الله فظهر صوت من السماء يقول لافتى إلا علي ولاسيف إلا ذو الفقار.
فسألوا النبي فقال صوت جبرائيل (عليه السلام) ولم تتوقف هذه المعركة على ذلك وانما قتل اصحاب الرسول وكان كذلك قتل عم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حمزه الذي قتله العبد الذي دربته هند وقالت له لو قتلت محمداً او علياً او حمزه لاعطيتك كذا وكذا.
فقال وحشي اما محمد فلم اقدر عليه واما علي فرأيته حذراً كثير الالتفات فلا مطمح منه فكمنت لحمزه فرأيته يحد الناس بسيفه وما يلقي احداً يمر به الاقتله. فأخذتها وسيله وبعدها صوبت رمحي عليه وضربته فقتلته.
بعد المعركة
بعد ان انتهت المعركة بدأت هند تمر وترى قتلا المسلمين تبحث عنهم وعندما وصلت الى الحمزه انها مثلت به وقطعت كبده. وبعد انتهاء الحرب فقد ابصر الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) عمه حمزه وقد مثل به فقال (وما وقفت موقفاً قط اغيظ الي من هذا الموقف) ثم وضعه الى القبله وصلى عليه.
ولقد وقع سبعون شهيداً من المسلمون في هذه المعركة ولقد علم الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بهروب بعض الصحابة الذين لم يظهروا الى بعد ثلاثة ايام من المعركة رجع الرسول الى المدينة واستقبلته فاطمة الزهراء (عليها السلام). ومعها اناء ماء فغسل وجهه ولحقه الامام علي (عليه السلام). وقد خضب الدم يده الى كتفيه ومعه سيف ذو الفقار.
|
|